1- بعد نشره لتعليق على الحوار الذي أجريْته مع الدكتور الهادي شلوف، توصّل الأخ نور الدين لشهب، برسالة لوم وعتاب وانتقاد، من طرف شخص قدم نفسه على أنه أخي. زميلي نور الدين، قام بإعادة الرسالة إليّ، وطلب منّي أن أخصص مقالا أندّد فيه بالكلام الذي جاء في تلك الرسالة السيئة الذكر. وأنا بدوري، أعيد نشرها، كما توصلت بها، بلا زيادة ولا نقصان، وبعد ذلك أدلي برأيي الخاص حولها. نص الرسالة: asi nourdine lachhab m3ak frére de mohamed erraji ...mon frére rah ma3arf wach sift lik had email ..cheft les comments dyalk likadir 3la les articles dyalo obghit nerad 3lik ..bghit ghir ngolik khouya fouto 3lik rah ghir mehsad mohamaed rah niveau dyalo 6 anné fach kharj et chof fin wasl et chof kikaiktab olah asidi ila hsen minak b 1000 daraja ..bach hsen mino nta ? tu sais nta prof yak ? mnin tkharjti la fac dyal maroc ? iwa rka ba9i omi asidi oma9ari walo ..aussi je sais ghatkon ghir chad la licence f larabe ola chi haja tafiha comme ca ngolik ga3 li9ra b harf 3arabi behalk rah olah il3adim ila ba9i OMi oma3arf walo. et likaiktab b larabe behalk olah ila omi ..3lach katbghi tenta9do? ntoma les arabes merad f 39oulkom nehar int9ad chi wahd les arabes kadiro behal kelab katnabho ..tu sais olah il3adim onl9a namchi daba isreal njahd contre les arabes ya hta namchi .nta rak merid b 9awmiya 3arabiya dyalk et chof un chien est mieux qun arabe pour moi ..vive USA et vIve isreal et vive Western world ..chekoun kheraj 3la had maroc ghir ntoma les arabes ...ach 3merkom derto l had maroc ? ach 3andkom 9hab dyal swa3da et zwaml ...khouya rah domage kai3tabr raso arabe et muslimane ana ngolik ne3al jed bou islam dyalk et khourafat dyal mohamd dyalkom et n3al bou larabe dyalkom ..ngolik ana rah faitk f niveau mais bghit nhder m3ak comme ca bach tfahmni mizyan hit larabe dyalk makanhmlech nektab biha omahamlch nchof harf 3arabi dyalk..nsit mangolik merhba b isreal et usa er frnce ista3mrouna olah makraht ijiw min demain irabiw behalk hamaj behalk 2- عندما انتهيت من قراءة هذا الكلام "الفاحش"، الذي يحزّ في النفس، ويعبّر بشكل جليّ على أن كثيرين منا مع الأسف ما يزالون بعيدين عن التحضّر الفكري، أرسلتُ على الفور رسالة اعتذار إلى الأخ نور الدين لشهب، واعتذرت له نيابة عن صاحب الرسالة، رغم ألاّ ناقة لي ولا جمل في الموضوع، ولا علاقة تجمع بيني وبين صاحب الرسالة، وهذا نص الاعتذار، أعيد نشره أمام القراء كما أرسلته إلى الأخ نور الدين: مساء الخير أخي نور الدين ما هذا الذي أرسلته إليّ يا عزيزي؟ هذا الشخص الذي قال لك هذا الكلام نذْل حقير تقمًّص دور أخي ليدافع عنّي، وأنا أرفض أن يكون شخص بمثل هذا المستوى الدنيء مدافعا عني، أنا أتبّرأ من كل ما جاء في هذه الرسالة الوقحة، وأرجو أن لا تحّملني وزر ما جاء فيها. فأنا لا أحتاج إلى من يدافع عني، ما دمتُ قادرا على الدفاع عن نفسي، وإذا أردتُ أن أفعل ذلك أفعله دون تردد، لكن بشكل حضاري، وهذا ما سوف تكتشفه من خلال المقال الذي أرسلته قبل قليل إلى "هسبريس"، حيث ستجد في فقرته الأخيرة ردّا على ما جاء في تعليقك على الحوار الذي أجريته مع الهادي شلوف، لكن بأسلوب محترم، فالخلاف في نهاية المطاف لا يفسد للودّ قضية، وتزامُن ردّي عليك، مع هذه الرسالة القبيحة هو من باب الصدفة المحضة. أعتذر لك نيابة عن الشخص الذي أرسل إليك هذه الرسالة المخزية. مع تحياتي ومودتي، والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته 3- إن الطريقة التي تمّت بها مخاطبة الأخ نور الدين، لا تمتّ إلى التحضّر بصلة، وقد سبق لي أن دعوت أكثر من مرة، إلى أن يكون حوارنا على هذا الموقع هادئا، بدون تعصب ولا انفعال، وبدون سبّ أو قذف أو شتم، ودون التعرض للحياة الشخصية للآخرين، ولو بلغت اختلافاتنا معهم حدودها القصوى. فالإنسان الذي يجلس أمام الحاسوب، ويبحر عبر المواقع، ويقرأ ويبحث، من البديهي أن يكون على درجة من العلم الثقافة والمعرفة، لكن، عندما يسبّ الآخرين، ولا يعرف كيف يناقش بشكل هادئ وحضاري، فثقافته ومعرفته لا تساوي شيئا، ما دام أن أخلاقه سيئة. 4- صاحب الرسالة خاطب الأخ نور الدين، قائلا: "إن كل الذين يملكون شهادات وإجازات في اللغة العربية، ويكتبون بحروفها، هو أمي بالضرورة، ولو كان خريجا جامعيا". ويضيف قائلا: "لا أحب الكتابة باللغة العربية، ولا أحب أن أرى حرفا واحدا من حروفها". هذا الكلام، يدل على أن صاحب الرسالة، مغربي أمازيغي، ولديه مشكلة مع اللغة العربية. ومشكلة الأمازيغ المتعصبين مع العربية تتلخص في نقطة واحدة، وهي أن العرب، حسب رأيهم، هم المسؤولون عن تحويل المغرب إلى بلد عربي، بعدما كان يعْمره الأمازيغ قبل أن يدخل إليه إدريس الأول، وعندما نعلم أن إدريس الأول هو الذي أتى بالإسلام إلى المغرب، سنفهم لماذا يكره هؤلاء المتعصبون العربية والإسلام معا. 5- وهذا ما نكتشفه من خلال الفقرة التي يقول فيها صاحب الرسالة مخاطبا الأخ نور الدين: "يْنعل بو الإسلام، وخرافات النبي محمد والعربية ديالكم". فصاحب الرسالة أبدى كراهيته للعربية وللإسلام معا، وهذا موقف سبق لي أن سمعته من أفواه عدد من المتعصبين للأمازيغية، وأنا على كل حال لا أتفق معهم، ولا يجب أن نقول في المقابل بأن كل الأمازيغ هم على هذا النحو. يكفي أن نذكر بأن الأمازيغ أنجبوا عددا من علماء الدين البارزين، المتفقهين في الدين، والذين ألفوا مؤلفات عدة باللغة العربية، وكانوا حقا من أشراف هذه الأمة ورجالاتها الأخيار، وعلى رأسهم العالم العلامة المختار السوسي رحمه الله. ويكفي أيضا، أن نذكر بأن منطقة سوس "الأمازيغية"، تتواجد بها آلاف من المدارس العتيقة، التي يدرس فيها الطلبة "الأمازيغ" علوم الدين، بلغة واحدة، هي اللغة العربية الفصحى.فلا مشكلة للأمازيغ مع العربية ولا مع الإسلام، سواء في الماضي أو الحاضر، لكن المتعصبين منهم يقولون العكس. وإذا كانت اللغة والثقافة الأمازيغية قد تعرضت، على مر العصور، للتهميش والتنقيص والإقصاء، فالإسلام ليس مسؤولا عن ذلك، وإنما السياسة الملعونة ورجالاتها هي المسؤولة، وهذا ما يجب على هؤلاء المتعصبين أن يفهموه. 6- وهنا، أودّ أن أقول للسادة القراء، سواء الذين يتفقون معي في آرائي أو الذين يعارضونها، أنني، عندما أنتقد المسلمين، فهذا لا يعني أبدا أنني أنتقد الإسلام. الإسلام أيها السادة ديانة عظيمة أفتخر بالانتماء إليها، ولها أكثر من مليار من الأتباع، وعندما أنتقد، فإنني أنتقد هؤلاء الأتباع، وليس الإسلام، وقد سبق لي أن قلت بأن المشكلة تكمن في المسلمين وليس في الإسلام. وهي مناسبة أيضا، كي أقول بأنني عندما أنتقد العرب، أستثني الأمازيغ من النقد، لا، هذا غير صحيح. عندما أقول بأن العرب متخلفون، فإنني أقصد كل من يسكن في هذه الرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى الخليج، أيا كانت اللغة التي يتحدث بها، وعندما أتحدث عن العالم العربي، فإنني أقصد كل من يقطن على أرضه، وربما حان الوقت كي أكتب عبارة : "الوطن العربي/الأمازيغي"، تفاديا لأي لُبْس. 7- إن الرسالة التي استدعت كتابة هذا المقال لا تستحق منا شيئا آخر غير التجاهل، لكنني قررت التعليق عليها وإعادة نشرها، كي أوضح بعض الأشياء، وما أودّ أن أقوله في الختام، هو أن صاحب الرسالة اقترف خطأ عظيما، بعدما تخلى عن آداب الحوار والنقاش، وما أطلب منه، هو أن يحرّر رسالة جديدة، يعتذر فيها إلى الأخ نور الدين، ويرسلها إليه فورا. وأطلب في ذات الوقت، من السادة والسيدات القراء والقارئات، ألا يتعصبوا بدورهم تجاه صاحب الرسالة. صحيح أنه أخطأ، وأنا على يقين تام من أن ما يحتاجه الآن، هو النصح والإرشاد، ولعله بدون شك سيندم إذا وجد من ينصحه، أما أن نواجهه بنفس الكلام القبيح الذي خاطب به الأخ نور الدين، فهذا لن يزيده إلا عنادا. لذلك أرجو من كل من سيكتب تعليقا، أن يوجه إليه نصيحة أو إرشادا، وإذا أراد أن ينتقده فليفعل، لكن بأسلوب محترم ومهذب ولبق، فرغم كل ما فعل، سيظل مواطنا مغربيا مثلنا. والله يهدي ما خلق. [email protected]