هذا يشبه سلسلة طويلة من الأحداث (الأفعال) المتنوعة، في الأحياء "الحساسة " في الضواحي الباريسية. يوم 8 يناير :تلميذ في سن 18 من عمره يطعن بسكين في رواق ثانوية داريوس-مييوب " كريملين –بيسيتر" ، فيردى قتيلا. في يوم 2 فبراير : تلميذ في 14 من عمره تعرض للكم و الضرب من قبل سبعة أشخاص داخل ثانوية أدولف شيريو ب "فيتري- سير- سين ". يوم 11فبراير :تلميذ آخر عمره 12 سنة تعرض للضرب أثناء خروجه من الإعدادية ب "استانس " فأدخل المستشفى. يوم 16 فبراير : تلميذ من ثانوية ڭيوم- أبولينير ب "اتياس " اعتدي عليه بقاطعة ( آلة حادة ) من قبل ستة أشخاص خلال دروس التربية البدنية. هذا المسلسل من العنف المألوف والاعتيادي ليس بجديد. منذ سنوات، بل وحتى عقود، والوقائع بالثانويات والإعداديات تروي بتفصيل قصص تصفية الحسابات المأساوية ( الدراماتيكية) تقريبا، كالاغتصاب، والابتزاز وفي بعض الأحيان القتل في حق التلاميذ أو المدرسين. لقد أعلنت الحكومة منذ عشرين سنة مضت عن ما لا يقل عن عشر خطط. وفي إطار استيائها وسخطها بعد أي حادث خطير يقع، و في كل مرة، فإن الأمر يطرح نفسه من جديد: "حصانة" (قدسية) المدرسة. إنه بكل جلاء، قصاص ضائع. لأن المدرسة تبقى ذلك المرجاف الأكثر حساسية لكسر المجتمع الفرنسي. إجمالا، فعدد هذه الاعتداءات داخل المجال المدرسي لم ينفجر في السنوات الأخيرة، حسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية.غير أن الظاهرة تتمركز في بضع مئات من بالثانويات والإعداديات (على 11200مؤسسة التي أحصتها فرنسا) الواقعة في الضواحي الأكثر " صعوبة"، وتمس في أكثر الأحيان المدرسين ورجال المراقبة ( الحراسة) . كل شيء يمر هكذا، فبعد مدة طويلة من ترسيخ التقدم الاجتماعي الجمهوري عبر المعرفة، فإن المدرسة أضحت رمزا لرفض المجتمع في تصور مجموعة من الشباب الأكثر حرمانا. لقد أعلن وزير التربية الوطنية لوك شاتيل عن " حالة تعبئة عامة " حول الموضوع في أبريل الماضي. لم لا؟ لكن الحلول معروفة : الرصد (التتبع ) المحلي والتدخل المناسب، مع تعزيز وتقوية التأطير والإشراف من قبل البالغين (مدرسين ومراقبين ) . فهذا يقتضي الصبر أكثر من التحديد . تنسجم هذه المطالب بصعوبة مع خفض موظفي رجال التربية وحذف شرطة القرب. في النهاية، لن يكون [لتلك المطالب] أي تأثير مستمر إلا في إطار جهد قوي وجبار لإخراج المناطق الحضرية الحساسة من بؤسها. لقد وضعت الحكومة "خطة مارشال" للضواحي منذ سنة 2007. لكن تم نسيانها في حينها. واأسفاه . *عن لموند الفرنسية ليوم 17 فبراير 2010