على إيقاعات شعبية حماسية، استهل الفنان "ميلود العرباوي" أخ المطرب الشعبي "عبد العزيز الستاتي" ألبومه الجديد "لا تنساو الأصالة"، الصادر مطلع الأسبوع الماضي، بكلمات تفوح منها رائحة الدعاية المُبطنة لحزب الأصالة والمعاصرة، ولمُهندسه "فؤاد عالي الهمة"، حيث يقول مطلع الأغنية: لاتنساو "الأصالة" والحداثة عطيوها الشآن و"الهمة" والحداثة أجيو نخدمو بلادنا..ونزيدو الكدام تبان "الشمش" ضاوية..انساو أيام "الظلام".. راكم كثرتو "الصباغة"..وليتو "شلا لوان"... أعوذ بالله أيا سيدي من بعض الرهوط .. تقبو السفينة او كالو الريح كيسوط إلى بقاو على هد الحال ..محال نوصلو محال.. الكلمات إياها، تنُم عن تحامُل علني وواضح تُجاه التعددية السياسية بالمملكة،(راكم كثرتو "الصباغة"..وليتو "شلا لوان"...) وأيضا تُجاه بعض الشخصيات السياسية من الأحزاب التي تداولت على تدبير شؤون البلاد (بعض الرهوط ..تقبو السفينة..)، وتؤكد من زاوية أخرى، إنه بعد هيمنته الواسعة على المشهد الحزبي المغربي، ونجاحه الكاسح في ترجمة مخططه التكتيكي في بسط سيطرته على العديد من المؤسسات الحزبية المغربية، يعمد حزب "الهمة" إلى مهاجمة خصومه السياسيين عن طريق الفن والفنانين، بدءا برواد الأغنية الشعبية. ويمكن القول في السياق ذاته، أن نواقيس التراشق بالأغاني بين الحساسيات الحزبية المغربية، قد دقت على إيقاع الألبوم الجديد للفنان الشعبي "ميلود العرباوي"، أم تراها فقط خيوط الإلهام والإبداع، محمولة على وحي الكتابة واللحن، قد أوقعتا بالفنان الشعبي "العرباوي" في هذا المطب السياسي؟