تحتفل جماعة العدل والإحسان المحظورة كل سنة بذكرى المولد النبوي الشريف كعامة الشعب المغربي المعروف بتشبثه الكبير بالرسول عليه الصلاة والسلام وآل بيته، إلا ان هذه السنة عرفت مُشاركة غير مسبوقة للداخلية المغربية التي نزلت بكل تلاوينها للاحتفال رفقة أعضاء الجماعة والمتعاطفين معها، لكن بطريقتها الخاصة... هراوات واعتقالات... عُرفت جماعة العدل والإحسان بمُشاركة ساكنة أغلب أحياء العاصمة الاقتصادية تنظيم ما يطلق عليه – مواكب الشموع – حيث يخرج الكبير والصغير الرجل والمرأة مرددين أناشيد وابتهالات ومدائح للرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أنهم لم يعتادوا خروج السلطات الأمنية معهم لتُفاجئهم في نهاية الاحتفال بتطويق أمني أرهب المحتفلين والمشاركين، بل تعدى الأمر إلى اعتقال عدد منهم وتقديمهم إلى النيابة العامة ليتابعوا في حالة سراح، وتجدر الإشارة أن أغلب المُتابعين أعضاء من الجماعة. وحسب مصدر مطلع من العدل والإحسان فإن السلطات تدخلت في العديد من المناطق المغربية لمنع أنشطة إما تنظمها الجماعة أو تُشارك فيها ولو بالحضور الرمزي فقط، وحسب نفس المصدر فإن عدد المعتقلين بلغوا 74 معتقلا جلهم من العدل والإحسان. بيانات واستنكارات... وقد أصدرت الجماعة المناسبة مجموعة من البيانات المنددة باعتقال أعضائها وما اعتبرته "تضييقا على أنشطتها"، ففي وجدة أصدرت الجماعة بيانا من صفحتين عنونته بالسؤال "ماذا بعد اعتقال الرضع والأطفال والنساء بوجدة؟"، وقد جاء البيان بأسلوب تصعيدي اعتبرت فيه أن الأسلوب المُتبع من طرف "المخزن" "ما هو إلا أسلوب صبياني جبان لزرع الهلع في صفوف المواطنين محاولة منه إخفاء فشله الذريع وأزماته المتتالية وهضمه لحقوق العباد."، على حد تعبير البيان. وفي مدينة بني مطهر استنكرت الجماعة منع السلطات بقيادة باشا المدينة لدوري كرة القدم بمناسبة الذكرى الشريفة وأصدرت بالمناسبة بيانا جاء فيه:"... وندعو باشا المدينة، عوض استعراض عضلاته على أهل الاستقامة، بمنعهم من العمل الجمعوي التطوعي تشاركا مع الشعب المكلوم في همومه، توعية ومبادرة، بمنعهم من المساجد، إمامة وأذانا ومحوا للأمية، المانع لكل نسمة هواء منعشة وسط الجو العفن، ندعوه إلى الالتفات إلى مقار بيع الخمور والدعارة والزنا المنتشرة بأرجاء المدينة والتي أصبحت رائحتها تزكم الأنوف، خاصة ببيوت الإسباني والمكسيكيين وغيرهم من العمال الأجانب بمشروع الطاقة الحرارية الذين حولوا المدينة إلى مواخير خمر وبغاء...". احتفالات ولكن... وفي سياق الاحتفالات بالمولد النبوي تجدر الإشارة أنه قد نظمت مجموعة من الجهات احتفالات بمولد خير الورى عليه السلام، حيث شهد مقر الزاوية البودشيشية بمداغ تدفقا للمئات من مريدي الطريقة وذلك للمشاركة في حفل بمُناسبة الذكرى يترأسه الزعيم الروحي للطريقة "الشيخ حمزة بن الشيخ العباس القادري البودشيشي"، هذا الحفل الذي يدوم ثلاثة أيام ويختم ما يُسمى يختتم بما يعرف محليا ب"الليلة الكبيرة" والتي يتم فيها ختم سلكات القرآن ودلائل الخيرات وصحيح البخاري وكتاب الشفا للقاضي عياض كما تنشد فيها المدائح وتنظم فيها "الحضرة" في وجود شيخ الطريقة وأفراد عائلته. وعلى غرار الزاوية البودشيشية نظمت مجموعة من الطرق الصوفية والجمعيات الثقافية والعديد من الفعاليات الأخرى حفلات وسهرات وأنشطة مختلفة احتفالا بالمولد النبوي الشريف، لكنها احتفالات ليس كنظيراتها ممن شاركت فيها جماعة العدل والإحسان فلاقت بذلك المنع والتضييع وشمل المشاركين فيها الاعتقال والضرب وتهشيم العظام. ويبقى المجال مفتوحا للمقارنة والسؤال عن سبب كل هذا رغم أننا ولله الحمد في بلد مسلم يضرب المثال بتشبث أهله بدينهم ومحبتهم لرسولهم عليه الصلاة والسلام. [email protected]