شوهد أمس الاثنين البناؤون وهم يضعون حواجز من القصدير، وينصبون أعمدة دعما لسور وممر الخروج من باب البردعيين الداخلي، للإصلاح والبناء، بعد انهيار الصومعة على المصلين الذي أودى بحياة 41 شهيد وحوالي 80 جريح منهم 15 في حالة حرجة. "" وهو المسجد الذي اعترف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أنه كان يحتاج إلى ترميم لكن بعد الترميم الذي خضع له، وأنهم كانوا يزمعون عمل ذلك لكن الأمطار المستمرة منعتهم من القيام بالترميم الواجب، مبرئا وزارته من المسؤولية. مضيفا في حديثه الأحد الماضي انه ليست هناك أية مسؤولية بشرية فيما حدث لأنه لم يكن هناك إهمال للواجب، مما يعني أن الظروف الجوية المضطربة هي المسؤولة عما حدث. لكن السيد الوزير نسي بعد اعترافه بتصدع الصومعة منذ يناير الماضي، أنه كان بالإمكان إغلاق المسجد، وهو أمر لا يمكن القيام به من طرف المصلين إلا بأمر من مسؤولي وزارته، مما يعني أن المسؤولية البشرية واقعة على وزارته بحد لسانه. هذا وقد عقد وزير الداخلية الطيب الشرقاويأمس الاثنين اجتماعا طارئا مع عدد من المنتخبين المحليين ورجال السلطة بالمدينة، وهو الاجتماع الذي جاء ليهدأ من حراك المكناسيين جراء الكارثة التي وقعت، حيث رسم الاجتماع خطة لسبل انقاد المساجد العتيقة بالمدينة، وضبط عملية تقديم المساعدات على أهالي الهالكين في الحادث. يذكر أن وزير الداخلية قد قام بزيارة إلى عوائل بعض الضحايا، كما قام بزيارة تفقدية لبعض أزقة ودروب المدينة العتيقة، في الوقت الذي باشرت فيها الشرطة العلمية بمعية مختصين في علم الآثار ومجال العمران التحقيق في أسباب الحادث، وهو ما أكد والي جهة مكناس تافلالت محمد فوزي في تصريحه للصحافة حين قال أن التحقيق يجري في أفضل الظروف.