مرت قرابة شهرين على فاجعة مسجد باب بردعين بالمدينة العتيقة بمكناس، وهي الفاجعة التي أودت بحياة 41 مصليا، وخلفت 75 مصابا ما بين جريح وكسير، ضمن هؤلاء الأخيرين، من مازالت وضعيته حرجة وأصبح غير قادر على توفير لقمة عيش لأبنائه، فما بالك بمصاريف العلاج والفحوصات والتحليلات، ولذلك استسلم للمرض في انتظار الذي يأتي والذي لايأتي. *** بتنسيق بين المجلس البلدي لبلدية مكناس والسلطات المحلية، يتم الآن إحصاء المباني الآيلة للسقوط، وتصنيف ما تمثله من خطورة، وفي انتظار إعادة بناء مسجد خناتة بنت بكار، والشروع في ترميم وإصلاح الدور الآيلة للسقوط، وإيجاد الحلول للأسر والعائلات التي يتوجب إفراغها من مساكنها، يطالب السكان بالإسراع برفع الحصار المضروب عليهم بسبب تدعيم بوابة باب بردعين بالأعمدة الخشبية والحديدة، مما جعل عبور هذه الباب بالنسبة للراجلين عملية محفوفة بالمخاطر، مستحيلة بالنسبة للعربات مهما صغر حجمها، وهو ما خلق مصاعب لا حصر لها للمرضى والمقعدين، وفرض على ذويهم حملهم على الأكتاف بكراسيهم المتحركة، عند تغيير الطريق عبر درج باب الجامع المؤدي إلى الساحة. أما أصحاب المحلات التجارية من بقالين وبائعي الخضر وبائعي السمك، فقد أصبح بعضهم مضطرا إلى استلام بضاعته على بعد حوالي كيلومترين، بعد أن كانت تصلهم إلى متاجرهم مباشرة. *** منذ سقوط الصومعة وسكان حي درب الجامع بجناح الأمان يعانون من تكدس الأتربة أمام المنازل دون أن يتحرك أحد من المسؤولين، لانتشال الحي من الأحجار والأتربة التي أصبحت تشكل عرقلة حقيقية للراجلين ومشجعة للأطفال على تجريب «اللعب» بالحجر *** نجحت بعض الجهات في إبعاد الجمعية التي أسستها أسر ضحايا مسجد باب بردعين في التعامل مع النسيج الجمعوي والحقوقي والسياسي الذي عبر بكل تلقائية وعفوية عن مواقف التضامن مع الشهداء وذويهم، حيث تمت مقاطعة كل الأنشطة التضامنية والاحتجاجية التي نظمتها هذه الهيآت على خلفية انهيار الصومعة فوق رؤوس المصلين. ويتضح الهدف من هذا الإبعاد، عندما نكون قد شارفنا على انصرام شهرين عن الفاجعة، دون أن نسمع عن تهمة بالتقصير في حماية المسجد قد وجهت لهذا الطرف أو ذاك.