اعتبر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماءأحمد عبادي ، أمس الإثنين بالدار البيضاء ، أن العلاقة بين الدين والقيم والسياسة والحرية "علاقة تفاعلية جدلية". وأضافعبادي في محاضرة نظمت في إطار الدورة ال16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب تحت عنوان "نظرات في العلاقة بين الدين والقيم والسياسة والحريات في سياقنا المغربي"، أن هذه العلاقة هي في واقع الأمر علاقتان أولاهما انبثاقية وثانيهما تعاضدية. وأوضح عبادي أن العلاقة الانبثاقية تتجلى في كون "الدين ، في عمومه ، هو الأصل الذي تنطلق منه القيم"، وأن فالقيم منبثقة من الدين وإن كانت بعض المجتمعات البشرية تنطلق من توجهات فلسفية. أما بخصوص العلاقة التعاضدية، فأبرز عبادي أن "الدين يعضد الاستمداد من القيم"، كتقويم للممارسة الإنسانية، مضيفا أن "القيم لم تكن أبدا ستاتيكية بل هي دينامية". وسجل أن "القيم تعضد بدورها الفهم المقاصدي للدين"، كما أن "السياسة تسهم في التذكير بهذه القيم"، و"تتولد الحرية عن المطالبة بالتدين وتمكن من المطالبة بالعمل بالقيم وتضمن الفضاءات التي يمكن فيها الفعل السياسي". وأفاد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بأن الدين هو "مجموعة من المركبات والأوضاع التي تهتدي إليها العقول السليمة لتهتدي إلى الرشاد"، وبأن القيم بدورها "هي ما يستخلص من الدين". وفي هذا السياق، دعا عبادي إلى مقاربة هذه المواضيع بنوع من "المقارعة وتقبل ما تفتقت عنه العقول"، وذلك "لإنزال هوياتنا هذه المفاهيم في مكان لا تنبذه كينونتنا وشخصيتنا". وأكد أن العلماء المغاربة عالجوا هذه القضايا بطريقة "قريبة لا تبعد عن أذهان الناس"، آخذين بعين الاعتبار "الفرش الفكري والنفسي ومراعاة السياق المغربي"، مشيرا ، في هذا الصدد ، إلى المفكرين علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني اللذين تناولا هذه الأمور ب"شكل راق". وقال إن المغرب "لم يعرف قط الانفصال بين الثقافتين العالمة والشعبية"، إذ مد العلماء المغاربة "جسورا جمالية بين الثقافتين"، حيث كان الصناع التقليديون مثلا يتجاورون مع العلماء في القرويين ويتطارحون معهم مواضيع شتى. يشار إلى أنه تم الإعلان خلال هذه المحاضرة، عن إطلاق أعمال مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، من خلال توقيع كتاب "القرآن والنساء" لرئيسة المركز أسماء لمرابط في ترجمته إلى اللغة العربية.