يصدر مؤشر "نوعية الحياة" سنويا عن مجلة "International Living http://www1.internationalliving.com/qofl2010 " في إيرلندا. و المجلة تابعة لشركة تقدم خدمة مساعدة زبائنها على قضاء تقاعدهم في عدد من الدول و الجزر التي تقترحها باعتبارها مناطق أفضل للحياة و بتكلفة أقل. يغطي المؤشر 194 دولة و لخمس سنوات متتالية ظلت فرنسا تحتل رتبته الأولى. وتدعي المجلة في موقعها الإلكتروني بأن المعلومات التي بنت عليها المؤشر مستقاة من المنظمات الدولية كاليونيسكو و من مجلة الإيكونوميست إضافة إلى "معلومات موظفي المجلة". لكنها تعترف بأن المؤشر منحاز و بأنه مبني على نظرة غربية محضة، ووفق تعبير الموقع "وجهة نظر أغلبية قرائنا: أميركيون ينفقون دولارات أميركية." وعندما تبدو لهم الأرقام الحكومية "غير معقولة" يعتمدون خبرة موظفيهم المباشرة في إعطاء النقطة المناسبة في كل صنف من الأصناف المعتمدة في التقييم و ي (متبوعة بمعاملاتها). - تكلفة المعيشة 15 - الثقافة والترفيه 10 - الإقتصاد 15 - البيئة 10 - الحرية 10 - الصحة 10 - البنية التحتية 10 - الأمان و المخاطر 10 - المناخ 10 وتجميع جداء النقط التي تحصل عليها دولة معينة في المعامل الخاص بكل صنف يعطي مجموعا تتم قسمته على 100 للحصول على المعدل الخاص بالدولة. أفضل نقطة في كل صنف هي 100 و أدنى نقطة هي 0. وقد دفعني صدور المؤشر عن شركة خاصة وليس عن منظمة دولية إلى نقل القائمة التفصيلية له من موقع المجلة الإلكتروني إلى برنامج لمعالجة الجداول وتحليله حسابيا و منهجيا. ملاحظات منهجية: خلل شكلي: تتضمن قائمة مؤشر جودة الحياة 194 بلدا. 193 منها بلدان فعلا، و كل منها يتوفر على نقط في كل صنف من الأصناف المحددة للمؤشر. و لكن البلد 194 هو "بلد" Country و كافة نقطه في كل الأصناف 0. و ليس واضحا ما الذي قصده معدو المؤشر بهذا "البلد". و هل أدرجوه خطأ ثم احتسبوه ضمن البلدان المغطاة بالمؤشر. إعطاء نقاط كاملة 100 في عدد من الأصناف لعدد من البلدان، و منح النقطة 0 في أصناف أخرى يدل على اختلال منهجي عميق. و إذا قبلنا جدلا بوجود دول تتمتع بمناخ حريات "كامل" أو دولة تصل فيها تكاليف المعيشة درجة 0، فإن من غير المقبول أن تتمتع دولة بنقطة كاملة في المناخ (زيمبابوي)، و تحصل دولة غير بعيدة منها (اليمن) على 0 نقطة في الصنف نفسه. تكاليف المعيشة: بناء على القائمة، تعد أفضل دولة من حيث تكلفة المعيشة هي العراق بمائة نقطة كاملة (هل المعيشة مجانية؟)، و أسوأ دولة هي السويد بصفر نقطة (أي معاناة)، مع فارق 24 نقطة مع الدولة الموالية اليابان. وقد حصلت موريتانيا، الولاياتالمتحدة ، الباكستان و إسبانيا على نفس النقطة في هذا الصنف و هي 56. وحصل المغرب على 43 نقطة تماما مثل أنغولا مما يجعل تكاليف المعيشة في المغرب أكبر من مثيلتها في معظم الدول الأوربية. البنية التحتية للصومال أفضل من السعودية: وهذا اختلال بين على مستوى المعلومات. فنقطة الصومال في البنية التحتية هي 36 و هي أفضل من البحرين و فنيزويلا و تايلند ( 32 نقطة) و أفضل كثيرا من النقطة التي حصلت عليها السعودية و الأردن ( 28 ). وبشكل عام، ترتيب الدول من حيث البنية التحتية في المؤشر مزاجي عشوائي بشكل واضح. تشابه الأمان والمخاطر في الصومال والسعودية: تشترك دول الصومال و السعودية و السودان في نفس النقطة في صنف المخاطر و الأمان (36 ). و هذه الدول أكثر أمانا من لبنان (21 نقطة ). بينما حصلت إيران، بسبب المظاهرات ربما، على نفس نقطة أفغانستان و العراق التين تعانيان حربا ضروسا: صفر. المكسيك، حيث قتلى حرب المخدرات بالآلاف، في نفس مستوى أمان الإمارات العربية المتحدة. و كولومبيا في نفس مستوى أمان الكويت. ومن الغريب حقا أن تكون المكسيك، التي قتل في مدينتها الحدودية خواريث أكثر من 4000 شخص في 2009 على يد عصابات المخدرات في نفس مستوى أمان الإمارات التي لا تتجاوز فيها حوادث القتل سنويا بضع عشرات. أو أن تكون كولومبيا بلد المخدرات و الإختطافات و العصابات المسلحة في نفس مستوى أمان الكويت. الجنة والجحيم: و لست أدري لم حصلت زيمبابوي على نقطة كاملة في المناخ ( 100 ) هل هي جنة؟. ولم جاءت مرتبة الجزائرب ( 89 نقطة) أفضل من إسبانيا ( 79 ) و المغرب ( 78). ومن الواضح تماما أن واضعي المؤشر يكرهون المناخ الصحراوي كراهية شديدة جعلت دول الخليج في مؤخرة الترتيب. لكن الغريب حقا أن يكون اليمن، ذو المناخ المعتدل و التساقطات المطرية الهامة في ذيل الترتيب بصفر نقطة: جحيم حقيقي. يمكن الاستنتاج بسهولة أن مؤشر "جودة المعيشة" هذا مجرد عمل تسويقي من طرف المجلة المصدرة له. وهو عمل يسوق الوجهات التي تنصح المجلة الشركة زبائنها بالتوجه إليها. و المؤشر، بالتالي ليس في مستوى منهجي يؤهله لأن يستخدم في أي تحليل علمي. *مغربي مقيم بشين جين - الصين الشعبية prefix = u1 [email protected] mailto:[email protected]