سناء وإيمان لغريس، أو "توأما القاعدة"، كما لقّبهُما الإعلام الأجنبي، جمَعتهُما رَحِم واحدة كما جمعهما السجن في سن ال14، بتُهم تتعلق بالإرهاب.. اليوم وبعد مرور حوالي 9 سنوات على إطلاق سراحهما، تتحدث سناء وإيمان عن استغلال وتشويه إعلامي لقضيتهما، أعقبها معاناة اجتماعية. سناء وإيمان، 25 سنة، تابعتا ليلة أمس برنامج "مسرح الجريمة"، الذي تحدث عما أسماه "توأم الإرهاب"، في إشارة إلى قصتهما مع "الإرهاب" واستقطابهما من طرف متطرّفين أواسط عام 2003؛ تقول إيمان لغريس "صدمت من كمّ الأخبار الكاذبة والتهم التي ألصقت بأناس أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في ما اتهمت من أجله". إيمان تضيف، في رسالة مكتوبة، أن "الأغلبية التي تم ذكرهم ولم يتطرق البرنامج إلى أسماءهم براء من المنسوب إليهم فيما اعلم"، مشيرة أن شخصا يسمى "حسن الشاوني" والملقب ب"كشك"، حكم عليه ب16 سنة "ظلما وعدوانا بسب شهادتي غير الصحيحة.. التي قلتها تحت التهديد والوعيد..". وكشفت توأم سناء أن الذي كان يحرضهما على "الأعمال الإرهابية" رجل يدعى "أبو حمزة.. وقد توفي بمرض السرطان"، موضحة أنه هو "الشخص الذي حرضنا على ذلك العمل الإجرامي الذي لم يُنفَّد بحمد الله..". وأوردت آخر حلقة من برنامج "مسرح الجريمة" التي بثت ليلة أمس على قناة "ميدي 1 تيفي" المغربية، قصة التوأم بأسماء مستعارة "إلهام ورجاء" على أنهما تحوّلا من فتاتَين تعيشان حياة عادية وبكل حرية إلى "إرهابيات"، حيث جرى استغلالهما من طرف شيوخ "السلفية الجهادية" المتطرفين، بغرض تنفيذ هجمات تخريبية بالمغرب. وسبق للسلطات أن اعتقلت التوأمين إيمان وسناء لغريس، وهما قاصرتين حينها (14 سنة)، كأصغر معتقلتين في قضايا "الإرهاب"، أواخر عام 2003، أي بعد أحداث 16 ماي التخريبية التي طالت مرافق حيوية بالدار البيضاء، حيث جرى الحكم عليهما ب5 سنوات سجنا نافذة، وإيداعهما بسجنَيّ سلا وعكاشة بالبيضاء، قبل أن يتم الإفراج عنهما بموجب عفو ملكي أواخر سنة 2005. إيمان لغريس، قالت في تصريحات أدلت بها ل"هسبريس"، إن الإعلام يبالغ في الحديث عن قصتهما كتوأم في ملف الإرهاب، "هناك تشويه لصورتنا واستغلال لقصتنا بغرض الوصول إلى مصالح مادية"، مشيرة أنها تتعرض ل"التحرش" حين معرفة أنها كانت معتقلة سابقة بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وتضيف إيمان أنها سبق وراسلت وزير العدل والحريات، عبر وسائل الإعلام، للمطالبة بجبر ضررهما، الناتج عن اعتقالهما "في ظرفية صعبة حيث كنا قاصرتين ولا نعلم ما نفعل"، مضيفة أنها لم تتلق أي رد إلى حد الآن. أما سناء، فتنقل المعاناة ذاتها في حديثها مع "هسبريس"، "نعيش ظروفا صعبة.. ولا شيء من الإدماج حصلنا لنا.. هي مجرد وعود من جمعيات وأشخاص لم تنفذ"، مشيرة أنها تعيش مع أختها التوأم إيمان مسارا صعبا في الحياة اليومية "في غياب أي جبر للضرر الذي تعرضنا له حين وبعد اعتقالنا". "نحن حاليا، وفي سن 25 سنة، لا نعمل وسط الإكراهات المادية الصعبة رغم حصولنا على دبلوم مهني في مجال الطبخ"، توضح إيمان، التي قالت ل"هسبريس" إنها أقدمت قبل حوالي 6 أشهر على وضع ملف طلب دعم مشروع "مطعم للوجبات السريعة" لدى مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، "لكن دون رد أيضا".