تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، على مواضيع مختلفة، من أبرزها الأزمة الأوكرانية، إلى جانب مواضيع متنوعة ذات طبيعة وطنية. ففي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة الأوكرانية، إذ كتبت (لا ليبر بلجيك) تحت عنوان "تحدي فلاديمير بوتين" أنه لا يوجد أي دليل لحد الآن على أن موقف روسيا سيلين في هذه الأزمة، التي يبقى الرهان فيها بالنسبة لها ذي بعد استراتيجي بل وتاريخي. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لافنير) أن الوضع بأوكرانيا معقد بسبب نشاط المتطرفين والقوميين، ومخاطر الانزلاقات التي قد تصاحب ذلك، مشيرة إلى أن لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل حتى وإن ظلت التوترات محلية وبعيدة عن التحول إلى مواجهة بين روسياوأوكرانيا. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لوسوار) أن التوتر بلغ مستوى حرجا بثماني مدن شرق أوكرانيا، أضحت جزئيا أو كليا تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، مشيرة إلى أن هذه المدن تنتظم بطريقتها الخاصة لمحاربة حكومة تعتبرها غير شرعية مع قاسم مشترك، هو الخوف اللاعقلاني أحيانا من الحكومة. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها أيضا بالأزمة في أوكرانيا والتطورات الأخيرة بعد التدخل العسكري لكييف من أجل استرداد المباني التي تسيطر عليها المجموعات الموالية لروسيا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (إلباييس) أن القوات العسكرية التابعة لكييف دخلت إحدى المدن التي يسيطر عليها المتمردون واستعادت مطارها، مشيرة إلى أنه رغم التحذيرات الصادرة عن موسكو، واصلت السلطات الأوكرانية هجومها على المتمردين. وأضافت أنه بحسب آخر المعلومات، فإن الوضع في شرق أوكرانيا أضحى قابلا للتفجر أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أنه رغم دعوات التفاوض، أرسلت الحكومة الأوكرانية، أمس الثلاثاء، قواتها لطرد المسلحين الموالين لروسيا. وذكرت صحيفة (إلموندو) أن الجيش الأوكراني استعاد سيطرته على مطار في الشرق بعد تبادل لإطلاق النار مع المسلحين الموالين لروسيا الذين يطالبون بالانضمام إلى روسيا أو على الأقل الحصول على حكم ذاتي موسع. وأضافت اليومية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واصل، من جانبه، تبرؤه من الأزمة القائمة في شرق أوكرانيا، مستبعدا أي تدخل لبلاده في هذه الأزمة. وفي سياق متصل، أكدت صحيفة (أ بي سي) أن الولاياتالمتحدة، التي تدعم العملية العسكرية الأوكرانية، أعلنت أنها على استعداد لفرض عقوبات جديدة على موسكو في حال فشل الاجتماع الدولي يوم غد الخميس بجنيف لمحاولة حل الأزمة في أوكرانيا. وبدورها، واصلت الصحف البريطانية اهتمامها بالوضع المتفجر شرق أوكرانيا، حيث شنت القوات الحكومية هجوما على المتمردين الموالين لروسيا الذين يواصلون احتلال مباني عمومية منذ عدة أيام. وبحسب صحيفة (الغارديان) فإن أوكرانيا على حافة حرب أهلية مع إطلاق كييف عملية عسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يستولون على عدد من المباني الحكومية ويطالبون بالانضمام إلى روسيا أو الحصول، على الأقل، على حكم ذاتي موسع. وأضافت أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ندد بإرسال السلطات الأوكرانية الجيش لمهاجمة المجموعات الناطقة باللغة الروسية شرق البلاد، محذرا من تصاعد الصراع الذي قد يلقي بالبلاد في دوامة الحرب أهلية. ومن جهتها، تخوفت صحيفة (الدايلي تلغراف) من اندلاع مواجهة عسكرية بين روسياوأوكرانيا بعد إطلاق كييف عملية ل"مكافحة الإرهاب" ضد الميليشيات الموالية لروسيا. وأوردت اليومية تصريحا لوزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، اتهم فيه الكرملين بالتدخل في الشؤون الداخلية لكييف والوقوف وراء الاضطرابات في أوكرانيا، محذرا روسيا من الآثار السلبية لمثل هذا السلوك على العلاقات الروسية الأوكرانية. أما صحيفة (الأندبندنت) فأوردت سيطرة الجيش الأوكراني على مطار كراماتورسك، الذي كان في يد متمردين موالين لروسيا، مشيرة إلى أنه اختراق سيمهد الطريق أمام القوات الأوكرانية للتقدم نحو بلدة سلافجانسك معقل المتمردين الموالين لروسيا. وفي بولونيا، واصلت الصحف، أيضا، متابعتها للوضع بشرق أوكرانيا، حيث ما تزال في أوجه لعبة شد الحبل بين السلطات الأوكرانية والمجموعات الموالية لروسيا التي تحتل مبان إدارية، مه تركيزها على الإشارات التحذيرية من حرب أهلية، والتي أرسلها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لا ريسبوبليكا) أن السلطات الأوكرانية بدأت عمليات ضد المجموعات المسلحة الموالية لروسيا التي تحتل عددا من المباني الإدارية ببعض جهات الشرق، وذلك بهدف حماية المدنيين. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (لا غازيت إلكتروال) التي أشارت إلى أول عملية ل"مكافحة الإرهاب" قامت بها السلطات الأوكرانية الجديدة لطرد "الإرهابيين"، مشيرة إلى أنه حذرت من أنها ستقضي على الانفصاليين الذين رفضوا إخلاء هذه الأماكن. ومن جهتها، كتبت صحيفة (بولسكا)، تحت عنوان "بوتين لميركل: أوكرانيا على حافة الحرب الأهلية"، أن الرئيس الروسي حذر المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، في مكالمة هاتفية من أن أوكرانيا تسير نحو الحرب الأهلية. وأضافت أن رئيس الكرملين يراهن على الاجتماع، الذي سيعقد يوم غد الخميس بجنيف حول أوكرانيا، لإرسال إشارة قوية بشأن بداية تطبيع الوضع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الوضع في هذا البلد لا يؤثر على إمدادات الغاز الروسي العابر من أوكرانيا إلى أوروبا. وفي السويد، عادت الصحف، أيضا، إلى تطورات الوضع في أوكرانيا والتدخل العسكري الروسي المحتمل في هذا البلد، إذ أكدت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن ال40 ألف جندي المنتشرين على الحدود مع أوكرانيا ينتظرون الأمر بغزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن حرس الحدود الأوكراني في حالة تأهب لمواجهة أي تدخل عسكري روسي. ومن جانبها، كتبت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت)، نقلا عن خبراء، أن القدرة الدفاعية لأوكرانيا تراجعت في السنوات الأخيرة بسبب إهمال وفساد المسؤولين العسكريين، مشيرة إلى أن المصالح الأمنية والعسكرية الأوكرانية ربطت طيلة سنوات علاقة وثيقة مع نظيرتها في روسيا. وأضافت اليومية أن التدخل العسكري الروسي يبقى واردا جدا إذا ما نفذت كييف عملية "مكافحة الإرهاب" في الجزء الشرقي من البلاد، مؤكدا أن أوكرانيا غير قادرة على المقاومة طويلا في حال غزو روسي. أما صحيفة (افتونبلاديت)، فأكدت أن السلطات الروسية لم تستصغ العملية التي أطلقتها كييف ضد الانفصاليين المحتلين للمباني الحكومية في الجزء الشرقي من البلاد، مشيرة إلى أن موسكو حذرت من خطر اندلاع حرب أهلية في أوكرانيا. وفي هولندا اهتمت الصحف، إلى جانب الوضع في أوكرانيا، بتوقيع الحكومة وثلاثة أحزاب من المعارضة، أمس الثلاثاء، اتفاقا جديدا للرعاية الصحية. وكتبت صحيفة (فولكسكرانت) أن أحزاب الائتلاف وثلاثة أحزاب من المعارضة اتفقت على الحد من خفض التكاليف في مجال الرعاية الصحية الطويلة الأمد ب350 مليون أورو في 2015. وبدورها، كتبت صحيفة (تليغراف) أن الأمر يتعلق باتفاق من شأنه أن يسهل نقل هذا القطاع الحكومي إلى البلديات ابتداء من فاتح يناير المقبل، مشيرة إلى أن الأطراف المتفاوضة أشادت بالتوصل إلى هذا الاتفاق. وذكرت اليومية أن المفاوضات بشأن ميزانية عام 2015 ستستأنف الأسبوع المقبل، متسائلة عما إذا كانت الحكومة ستستجيب لمطالب أحزاب المعارضة الثلاثة. أما على الصعيد الدولي، فعادت صحيفة (تراو) للوضع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الجيش الأوكراني شن أخيرا "عملية مكافحة الإرهاب" بشرق أوكرانيا بعد تحذيرات للمتمردين بإخلاء المباني الحكومية التي يحتلونها، إلا أن جميع المؤشرات تشير إلى أن هذه العملية ستستغرق وقتا أطول. ومن جهتها، أوردت صحيفة (إن إر سي) تصريحات لرئيس الدبلوماسية الهولندية، عبر فيها عن اعتقاده بأن لكييف الحق في تحرير المباني المحتلة، مشيرا إلى أن أوكرانيا أبانت عن الكثير من التروي والتريث. أما في فرنسا، فاهتمت الصحف بنتائج استطلاع للرأي حول الانتخابات الرئاسية لسنة 2017، وبالعجز العمومي، حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) بخصوص الموضوع الأول أنه بعد 24 شهرا من انتخابه يبدو أن الرئيس فرانسوا هولاند مهدد بإقصاء تاريخي من الدور الأول من رئاسيات 2017 ، متسائلة "عما إذا كان بإمكانه وقف الآلة الجهنمية التي شغلها والتي تتحرك ضده اليوم". ومن جهتها، قدمت صحيفة (لاكروا) وصفا للوضعية بفرنسا، عامين بعد وصول فرانسوا هولاند إلى السلطة، مضيفة أن الأعراض التي تعاني منها البلاد واضحة، وتتمثل أساسا في تسجيل نسبة قياسية للامتناع عن التصويت وعدم التسجيل في اللوائح الانتخابية، والاستياء من الحكومة بعد عامين من ولايتها، مبرزة أن الانتخابات البلدية أكدت هذا التشخيص الذي يمكن أن يضاف إليه عدم الثقة تجاه المؤسسات والمدرسة والعدالة والطب والإعلام. ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة (لوموند) أن بروكسيل وبرلين تجبران هولاند على الوفاء بالتزاماته المالية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء، مانويل فالس، ووزير المالية، ميشيل سابان، والايليزي لم يتلق أي منهم أية مهلة جديدة للتقليص من العجز العمومي. وأضافت الصحيفة أن فرنسا تجد نفسها في مواجهة إكراهات تحقيق ادخار إضافي يتجاوز الخمسين مليار المعلنة، مشيرة إلى أن الإجراءات ما تزال بطيئة. وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة (ليبراسيون) أنه على عكس التزامات هولاند وفالس، لم تجرؤ الحكومة أن تطلب من بروكسيل تبسيط إجراءاتها، وهو ما جعل، على ما يبدو، الاشتراكيين والمناضلين والنواب يديرون ظهرهم للحكومة. وفي البرتغال، تركز اهتمام الصحف حول تدابير التقشف التي اعتمدتها الحكومة البرتغالية من أجل الحد من العجز العمومي في سنة 2015، وتلبية مطالب الترويكا (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي)، التي تمثل الدائنين بالبلاد. وكتبت (دياريو إكونوكيكو)، في هذا الصدد، أن الحكومة أعلنت عن رزمة من التدابير الاقتصادية الجديدة بغلاف قيمته 1,4 مليار أورو من أجل خفض العجز العمومي إلى 2,5 في المائة من الناتج المحلي الداخلي الخام في السنة المقبلة. ومن جهتها، كتبت (جورنال دي نيغوسيو) أن الحكومة استبعدت زيادات جديدة في الضرائب في 2015، مشيرة إلى أن هذه التدابير التقشفية الجديدة تتماشى مع 0,8 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأشارت صحيفة (إي) إلى أن خبراء الترويكا سيضطرون للتوجه إلى لشبونة الثلاثاء المقبل لاستعراض المرحلة 12 والأخيرة لدراسة حسابات هذا البلد في إطار خطة الإنقاذ الدولية. وفي تركيا، واصلت الصحف اهتمامها بالمناخ السياسي المتوتر جدا في البلاد، على خلفية فضيحة فساد غير مسبوقة هزت حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم.