عقب هزيمة الحزب الاشتراكي في الانتخابات البلدية الفرنسية ، شكل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حكومة جديدة و مصغرة تتكون من 16 وزيرا بدل 38 في الحكومة السابقة التي كان يرأسها جان مارك آيرولت. لحظة التنصيب وصف الرئيس هولاند هذه الحكومة الجديدة ب"المقاتلة"، معتبرا أن هزيمة حزبه في الانتخابات البلدية جعلته يرى بوضوح "استياء وخيبة" الفرنسيين من سياساته المتبعة ،وهو يتوسم خيرا في هاته الحكومة الجديدة لإعادة الاعتبار لحزبه وللشعب الفرنسي الذي لم يكن راضيا عن عمل الحكومة السابقة وعبر عن غضبه بل عاقبها على قراراتها التي لم تخدم مصالحه ،خلال الانتخابات البلدية ،وهاهو فرانسوا هولاند الذي تدنت شعبيته إلى أدنى مستوياتها حسب استطلاعات الرأي ،يحاول اليوم تصحيح أخطاء حكومته حيث قال أن هدفه يكمن في وضع "ميثاق مسؤولية" بين الدولة والشركات، كما دعا إلى فرض أعباء أقل على الشركات، ولاسيما ذات الرواتب المتدنية، في مقابل المزيد من التعاقد الوظيفي والاستثمارات وكذلك عزمه خفض الضرائب على الفرنسيين والاشتراكات التي يسددها الأجراء . حكومة ب 16 وزيرا سينجزون ما كان ينجزه 38 وزيرا،إنها حقا حكومة مقاتلة ،كل وزير سيصبح مقاتلا وعلى عدة جبهات وليس من حقه أن يضع السلاح ويستريح فلا أحد يقاتل مكانه،عليه وحده أن يؤمن نطاق مسؤوليته خاصة أن نظام الجندية لا يرحم ففي فرنسا المسؤولية مرتبطة بالمحاسبة وبالتالي فالمقاتل يقتل بقوة القانون إن لم يؤمن جبهته . أما عندنا بالمغرب الحبيب حيث تغني النسوة في مجامعهن أغنية "وخوكم آلبنات حط السلاح ومشى يرتاح" في ما ترمي إليه الأغنية من دلالات عن اللامبالاة والاستهتار بالمسؤولية ،فالأخ عوض أن يلازم سلاحه ويتأهب للدفاع وضع السلاح جانبا وذهب للنوم أو اللهو ،وهذا هو حال الأخ بنكيران حينما ثبت وبالملموس فشل حكومته ،جاء بحكومة جديدة كثيرة العدد قليلة العتاد ،هولاند حينما فشلت حكومته جيش 16 "مقاتلا " واستغني عن 38 وزيرا وكأني به هوالمسلم ،هو الذي ينهج من الشريعة والدين لتدبير شؤون الدنيا، هو الذي يؤمن بقوله تعالى في سورة الأنفال " إن يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا، وفي سورة البقرة "كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً " . أما الأخ بنكيران الذي لا تفارق السبحة أصابعه فجاء ب 38 وزيرا عوض 32 وكأن العبرة لديه بالعدد والكم لا بالأهلية والإيمان بالمسؤولية ورعاية الأمانة ، ماذا سيقوم به 38 وزيرا زيادة على رئيسهم المسلم بل المستسلم والمؤمن بوجود عفاريت تعرقل عمل حكومته ...ا لنتيجة ظهرت قبل تشكيل الحكومة حيث اشتد الاقتتال بين أحزاب الأغلبية حول الحصة التي سينالها كل حزب داخل الحكومة وبعدها شرع الوزراء الكثر في الاقتتال على المكاتب والكراسي وعلى الكاتبات ومدراء الدواوين والمستشارين ليحتدم الاقتتال على أشده في الهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين بالزيادة في الأسعار والضرائب وغيرها من الإجراءات القاتلة والقتيل الوحيد هو المواطن الضحية. حقا إنها حكومة قاتلة ومقتولة بالمعنى العامي والفصيح للعبارة.