اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بالأوضاع الأمنية في كل من مصر واليمن وبآخر مستجدات مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية وبجولة أمير دولة قطر في عدد من البلدان العربية. فبخصوص الأوضاع الأمنية في مصر، استأثرت التفجيرات الثلاثة التي شهدها محيط جامعة القاهرة، أمس، وأودت بحياة ضابط في الشرطة برتبة عميد، باهتمامات جل الصحف. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (المصري اليوم)، تحت عنوان "أجناد مصر تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات ميدان النهضة"، أن حركة تطلق على نفسها "أجناد مصر" أعلنت عن تبنيها ما أسمته "عملية استهداف قيادات الأجهزة" بميدان النهضة بثلاث عبوات ناسفة ضمن حملة "القصاص حياة"، مؤكدة استهدافها كبار قيادات الأمن المتمركزة قرب ميدان النهضة، والعميد المرجاوي رئيس مباحث غرب الجيزة، لمشاركته في فض اعتصام النهضة، على حد زعمها. وذكرت أن "أجناد مصر" أكدت، في بيان نشر عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، مساء أمس، أنه "تم تأجيل تفجير العبوة الثالثة لاحتشاد عدد من المدنيين، وتم تفجيرها بعد ابتعادهم حتى لا تصلهم أي شظايا". ومن جانبها، نقلت جريدة (اليوم السابع)، تحت عنوان "مفرقعات الجيزة: عبوات عملية جامعة القاهرة تتكون من مسامير وبارود ومادة تفجر بهاتف محمول" عن العميد هشام يوسف، مدير مكتب المفرقعات بالجيزة، قوله إن التفجيرات التي تمت بمحيط جامعة القاهرة كانت نتيجة لعبوات ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد بهاتف محمول، وهي طرق حديثة يتم اتباعها في النيل من الأماكن الحيوية في الدولة. وأضاف المصدر أن العبوتين اللتين انفجرتا في بداية الأمر كانتا مزروعتين تحت شجرة بجوار "كشك" مرور، على بعد أمتار قليلة من مدخل جامعة القاهرة، موضحا أن تلك العبوات تتكون من خليط لمسامير وبارود ومادة متفجرة "تي 4" وبها جهاز تحكم عن بعد بمحمول يتم تفجيره على مسافات معينة من موقع التفجير، مضيفا أن العبوة الثالثة التي انفجرت بمحيط جامعة القاهرة كانت عبوة محلية الصنع مزروعة أسفل غطاء بلاعة صرف صحي بالقرب من مكان الانفجار السابق دون وقوع أي إصابات. وفي اليمن، تركز اهتمام الصحف اليمنية على تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية بالبلاد، في ظل الهجوم الإرهابي الذي شهدته عدن أمس، وإلغاء حكومة الوفاق لاجتماعها الأسبوعي. وهكذا أشارت صحيفة (الثورة) إلى مقتل 7 جنود وجرح 12 آخرين، مقابل مصرع 10 إرهابيين والقبض على اثنين، في الاشتباكات التي اندلعت عقب الهجوم المسلح الذي شنته عناصر "تنظيم القاعدة" أمس على مقر المنطقة العسكرية الرابعة للجيش في عدن، واعتبرت أن "المنطقة العسكرية الرابعة وجهت ضربة موجعة لعناصر التخريب والإرهاب". وذكرت صحيفة (الأولى) أن هذا الهجوم نفذه 17 مسلحا استخدموا سيارتين مفخختين، ونفذوا اقتحام الموقع عبر القفز من أسطح المنازل السكنية المطلة على ساحة المعسكر، أما صحيفة (اليمن اليوم) فأفادت أنه بالتزامن مع هذا الهجوم هاجم ارهابيون آخرون قائد المنطقة العسكرية الرابعة أثناء تواجده بأحد الالوية بمحافظة أبين، مشيرة إلى نجاة المسؤول العسكري اليمني من محاولة اغتيال. وفي الملف السياسي نسبت صحيفة (أخبار اليوم) لمن أسمتهم بÜ "مراقبين" قولهم إن "سياسة الرئيس حولت اليمن إلى ملعب تتبارى فيه الجماعات المسلحة بالعمليات الإرهابية"، محملين الرئيس ومحمد ناصر وزير الدفاع مسؤولية تعاملهما مع التوسع المسلح للحوثيين. ومن جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أن الحكومة ألغت اجتماعها الدوري (الأسبوعي) أمس لإفشال مخطط الحوثي لاقتحام مقرها، وذلك بعد تلقيها معلومات من الأجهزة الأمنية حول الموضوع. وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا الاجتماع كان سيخصص لمناقشة رفع الدعم عن المشتقات النفطية خاصة بعد أن أكدت مجموعة من الدول المانحة أنها ستلجأ لإيقاف جميع المنح والمساعدات التي التزمت بها ما لم تقم الحكومة بإصلاحات حقيقة وجوهرية، أهمها رفع الدعم عم المشتقات النفطية وابعاد أسماء الموظفين الوهميين من كشوفات الأجور". وفي ما يتعلق بآخر مستجدات مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، عقب توقيع الرئيس عباس قرار الانضمام لهيئات ومنظمات دولية، ردا على رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، كتبت صحيفة (الرأي) الأردنية، أن "خطوة الفلسطينيين بالانضمام إلى المنظمات الدولية محاولة لتدعيم موقفها الدولي بمقاضاة إسرائيل على جرائمها اليومية تجاه شعب يخضع تحت الاحتلال وقوة محتلة منذ أكثر من ستين عاما، ويناضل من أجل حريته منذ نحو قرن من الزمان". وقالت إن "إسرائيل قد تستغل فرصة لجوء الفلسطينيين إلى تقديم طلبات الانضمام إلى 63 منظمة وهيئة عالمية رئيسية وفرعية، للتصعيد تجاه الفلسطينيين، ليس عسكريا والمزيد من المضايقات على الشعب الفلسطيني، فحسب، بل تجاه ما يخدم مصالحها بتوسيع المستوطنات والإعلان عن مستوطنات جديدة في القدس والضفة، وقد تتطرف أكثر بالإعلان عن ضم أراض فلسطينية استراتيجية جديدة تحت سيطرتها". ومن جهتها، كتبت صحيفة (السبيل) الأردنية أن "محمود عباس يحتاج إلى إتمام صفقة الأسرى الفلسطينيين حتى يستطيع الاستمرار في عملية التفاوض، وحاجة الإدارة الأمريكية للمفاوضات باتت أمرا حيويا للحفاظ على الاستقرار والتعبير عن نفوذها وسياستها الخارجية، المفاوضات مطلب أمريكي أساسي، كون توقف المفاوضات يعني فشل جهود وزير الخارجية جون كيري وتراجعا كبيرا في مكانة السياسة الخارجية الامريكية في وقت تعاني الولاياتالمتحدةالامريكية تراجعا واضحا في فاعليتها السياسية في المنطقة". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (الدستور) الأردنية أن "هذه الجولة لم تنته بعد... ومحاولات الالتفاف على الموقف الفلسطيني، ما زالت متواصلة ... وثمة في جعبة جون كيري الكثير من الأوراق والألاعيب، وكذا بالنسبة لحكومة إسرائيل ورئيسها ... لكنها المرة الأولى التي ينتفض فيها المفاوض الفلسطيني، ويشهر فيها بعض أوراق قوته، وعليه أن يمضي في هذا الطريق حتى نهايته". وأضافت أنه "لا أقل من إفراج غير مشروط، وغير خاضع للتفاوض، عن الدفعة الرابعة من الأسرى، لا بد من قرار واضح وصريح بتجميد الاستيطان ووقفه بصورة تامة، طيلة فترة المفاوضات وعلى امتدادها". وفي قطر، واصلت الصحف تسليط الضوء على أبعاد الجولة التي يقوم بها حاليا أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، على عدد من البلدان العربية، حيث ترى صحيفة (العرب) أن هذه الجولة تعكس رغبة قطر وحرصها على التواصل والتشاور مع قادة الدول العربية حول "القضايا والتحديات التي تواجه الأمة العربية، والعمل على توثيق علاقات الأخوة لتحقيق مصالح الشعوب العربية"، مبرزة أن تعزيز التعاون العربي - العربي في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية أصبح ضرورة تقتضيها المصالح المشتركة والواقع العالمي، الذي أضحى لا يعترف بغير التكتلات الكبرى في كل المجالات، لذلك، تضيف الصحيفة، "من الطبيعي أن تعمل قطر على فتح مزيد من قنوات التعاون مع الدول العربية الشقيقة لتحقيق المصالح المشتركة". وفي السياق نفسه، لاحظت صحيفة (الراية) أن الجولة العربية لأمير قطر تكتسب "أهميتها من أنها جاءت في ظرف عربي دقيق وحساس يتطلب التشاور والتنسيق من خلال المباحثات مع قادة هذه الدول العربية الشقيقة، من أجل تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية التي تربطها بقطر إضافة إلى تناول القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما أن أهمية هذه الجولة جاءت من خلال العلاقات القوية التي تجمع قطر مع كل من السودان والجزائر وتونس وقبلها الأردن". وبدورها، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن الزيارة التي قام بها الشيخ تميم إلى السودان أمس، "تعبر عن حرص قطر على تعزيز العلاقات العربية - العربية، وترجمة لمقررات القمم العربية وآخرها قمة الكويت، ببناء أسس للشراكات الاستراتيجية بين الدول العربية التي تتمتع برؤوس أموال وثروات نفطية وبين الدول العربية ذات الثروات الزراعية والأراضي الخصبة، وفي مقدمتها السودان بما يحقق التكامل العربي بشكل فعال". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن جولة المباحثات الرسمية بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس السوداني عمر حسن البشير، شكلت "منطلقا مهما لتعزيز العلاقات بين دولة قطر وجمهورية السودان"، مبرزة أن "التطرق لكم هائل من ملفات التعاون السياسي والاقتصادي بشكل متميز وراسخ، يثبت أهمية التنسيق الذي يجري على أعلى المستويات السياسية بين الدولتين، بما يصب في خدمة مصالحهما المشتركة". وارتباطا بالموضوع ذاته، كتبت صحيفة (الصيحة) السودانية، " لقد أكدت قطر دعمها للسودان ببيان عملي تجلى في منحها مليار دولار مساعدة له لتعزيز احتياطييه من النقد الأجنبي، غير مشاريعها الاستثمارية الجادة ... وقدمت مساعدات ب 135 مليون دولار للحفاظ على المواقع الأثرية، علاوة على ما قدمته من قبل من بيئة تفاوضية وجهود بخصوص قضية دارفور". وأضافت انه "في قطر حلت الرؤية مكان القوة ونمطية الدولة العظمى بخيلها ورجلها بترسانتها العسكرية والنووية، إذن فنحن أمام مفهوم جديد للدولة الكبرى المتفاعلة مع القضايا الساخنة". ومن جهتها، أشارت صحيفة (المجهر السياسي) السودانية إلى أن زيارة أمير قطر أمس إلى الخرطوم ولقائه الرئيس البشير،"جاءت في ظروف بالغة الدقة على الصعيدين القطري والسوداني"، مضيفة أنه "حينما يزور الأمير تميم الخرطوم فإن جهات عديدة تتوجس من الزيارة وتعتبر قطر تلعب في ملاعب سياسية غير مسموح لها حتى بالفرجة على ما يجري في عشبها السياسي". وبدورها، قالت صحيفة (الانتباهة) السودانية، إن "...قطر دولة عربية شقيقة مسلمة ليس هناك ما يمنع من توطيد علاقتها بالسودان وزيارة قادتها له أنى شاءت . وليس من حق القاهرة أو أية جهة أخرى فوق هذه البسيطة أن تملي على السودان ما يفعل وتفرض عليه إرادتها أو تمضي فيه مشيئتها .. فالسودان بلد حر مستقل يسالم من يسالمه ويعادي من يعاديه ولا دخل لمصر بعلاقاته الخارجية كيف يوجهها ويديرها". أما صحيفة (التغيير) السودانية فأشارت إلى أن "العلاقات الوثيقة للشيخ تميم وقبلها والده الشيخ حمد مع مختلف قطاعات الشعب السوداني وثقها الاهتمام القطري بمشكلة دارفور، (...) والمبادرات القطرية في مجال الاستثمارات الكبيرة في مختلف ولايات السودان". وعلى صعيد آخر، تحدثت الصحيفة ذاتها عن اجتماعات اللجنة العليا السودانية الأردنية المشتركة التي عقدت أمس بعمان، مبرزة أن انعقاد هذه اللجنة يؤكد "مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين التي قطعت أشواطا كبيرة لتكون نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدول". أما صحيفة (الخرطوم)، فتحدثت عن خطة عمل إنسانية أطلقتها حكومة الخرطوم خاصة بالعام الجاري لمساعدة ما يقارب 6,1 مليون نسمة منهم 1,2 مليون شخص تأثروا بالنزاعات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، مبرزة أن الخطة تتمحور حول أربعة محاور رئيسية وهي التدخلات المنقذة للحياة، والحماية من النزاعات وأعمال العنف، ودعم آليات الصمود في وجه الكوارث ثم دعم الحلول الطويلة الأمد.