شهدت قاعة المركب الثقافي المهدي بن بركة بالرباط ليلة الأربعاء الماضي حدثا استثنائيا بتخصيص يوم تضامني من طرف هيأة دعم الأطر العليا المعطلة تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تحت شعار: من أجل الحق في الشغل والكرامة. وقد حضرت معظم المجموعات الوطنية لحاملي دبلومات السلك الثالث والماستر، حيث شهد الشارع المؤدي للمركب الثقافي إنزلال أمنيا مكثفا من قبل قوات الجينرال لعنيكري وباقي الأجهزة الأمنية، وذلك تحسبا لأي انفلات. إذ تجاوز الحضور أكثر من ألف ومائتي (1200) إطار معطل، وهو العدد الذي لم تستوعبه القاعة، مما اضطر الكثيرين منهم إلى الانتظار خارج المركب. داخل القاعة، أجمعت مختلف المداخلات على ضرورة وضع حد لمعاناة هذه الفئة من الشباب الحامل للشهادات العليا، والتي تعاني العطالة والقمع في شوارع العاصمة المغربية الرباط. حيث أكدت مجمل كلمات أفراد الهيأة على وجوب إيجاد مناصب الشغل التي تتلاءم والشهادات التي أفنى هؤلاء الأطر حياتهم من أجل الحصول عليها. وأكدت المداخلات، كذلك، على ضرورة التعامل مع ملف العطالة بمنطق الحوار الجدي والتفاعل الإيجابي عوضا عن منطق الهراوة والمقاربة الأمنية التي تتبناها الحكومة المغربية. بعد ذلك، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام المركب الثقافي باتجاه ساحة باب الحد، حيث أضاءت الشموع التي حملتها الأطر (الصورة) ليل الرباط البارد في مشهد مهيب أضفى على العاصمة مسحة رومانسية ولو للحظات قليلة. يشار إلى أن عدد المعطلين بالرباط قد ازداد بشكل كثيف في الأشهر الثلاثة الماضية، حيث ”تناسلت” المجموعات إلى الحد الذي صار معها شارع محمد الخامس محجا لما لا يقل عن ألفي )2000( معطل. ويذكر أن القانون المالي لسنة 2010 قد نص على إحداث الحكومة لحوالي 24000 منصب شغل، تخصص منها نسبة 10 في المائة للأطر العليا المعطلة. حيث ينتظر المعطلون كيفية ”توزيع” هذه النسبة على المجموعات. فهل ستحتفظ الحكومة بما كانت قد ” دأبت” عليه سابقا من أن الأولوية في التوظيف ستخضع “للشرعية التاريخية ” في النضال، أم أن للحكومة المغربية عصا سحرية قادرة على امتصاص كل حاملي الشواهد العليا؟ هو إذن امتحان للوزير الأول وفريق المستشارين الذين يعملون بجانبه، خاصة وأن عباس الفاسي أبدى غير مامرة ”عطفه” على هذه الفئة من الشباب. [email protected] mailto:[email protected]