رجح الخبراء ان يكون اسامة بن لادن متحصنا في منطقة جبلية منيعة بين باكستانوافغانستان. وقال ضابط غربي مولج بمكافحة الارهاب ان "ما يحميه (اي بن لادن) مزيج من العبادة والجهل لدى سكان المنطقة القبلية المعزولة عن العالم، والرعب المطلق" وان مخباه يديره تنظيم القاعدة حصرا. واكد الجنرال جايمس جونز مستشار الامن القومي في البيت الابيض ان بن لادن موجود حتما بين باكستانوافغانستان "في مكان ما شمال وزيرستان" في قلب المنطقة القبلية التي تعد معقل حركة طالبان باكستان وحصن تنظيم القاعدة. وبحسب الصحافي الباكستاني رحيم الله يوسف ضي الذي التقى "الشيخ" بن لادن مرتين في 1998 في جبال افغانستان، فان زعيم تنظيم القاعدة "لا يمكنه الخروج من هذه المنطقة من دون ان يتم رصده". وقال الضابط الغربي "يوجد مناطق كتيمة حقيقية، يمنع من الدخول اليها حتى عناصر طالبان المحليون، فقط عناصر القاعدة الاجانب يمكنهم الدخول". واكد ضابط باكستاني كبير في مكافحة الارهاب ان "عملاءنا يستحيل عليهم دخول هذه المناطق" وذكر بان القبض على العدد الاكبر من عناصر القاعدة منذ نهاية 2001 "تم فقط عندما كانوا ياتون الى المدن الكبرى (...) لم يجر القبض على واحد منهم في المناطق القبلية، حتى وان قتل بعضهم جراء صواريخ" اطلقتها الطائرات الاميركية. وقال مسؤول عسكري باكستاني "ليس لدينا اي جديد منذ 2004، عندمت علمنا ان اسامة اصبح في شمال وزيرستان". واعتبر الضابط الغربي ان "الاستخبارات الغربية لا تهتم مطلقا لاسامة بن لادن سوى لما يمثله كرمز (...) الهدف الاول اليوم هو القائد الفعلي (لتنظيم القاعدة) ايمن الظواهري، وهو الاكثر فاعلية وتشددا". ولم يعد مكان المصري ايمن الظواهري محددا بعدما اخطأه صاروخ اميركي في 13 كانون الثاني/يناير 2006 في منطقة باجور الحدودية مع افغانستان حيث تم تحديد مكانه انذاك. وكان الجنرال ستانلي ماكريتسال قائد القوات الدولية في افغانستان قال الثلاثاء انه من الوهم التفكير بهزيمة تنظيم القاعدة من دون القبض على بن لادن او قتله لما يمثله من "صورة رمزية يشجع بقاؤها القاعدة". ووعد جايمس جونز بان يتولى الاميركيون شأن بن لادن، لكن زعيم القاعدة يعتمد على منعة طبيعية وبشرية. فقد انشأ انصاره منطقة وقائية منيعة وانشأ طالبان باكستان دائرة الرعب الثانية حيث يقطع راس كل من يشتبه به امام عدسات التصوير لنشر هذه اللقطات. جثث من دون رؤوس تنتشر في المنطقة، يكتب عليها "جاسوس اميركي". وبحسب الضابط الغربي فان "مجرد ذكر اسم بن لادن او ابداء فضول قد يؤدي بك الى الاعدام". واضاف حتى لو تم تحديد مكان بن لادن "يوجد في وزيرستان على الاخص مناطق مليئة بالمغاور والوديان بحيث يستحيل معها الهجوم بالطائرات التي لا تقدر على اطلاق صواريخها عموديا". وخلص رحيم الله يوسف ضي الى ان "اسامة حذر جدا في ما يخص امنه، واقول ايضا انه محظوظ جدا حتى الان".