يواصلُ الأمينان العامان لحزبي الاتحاد الاشتراكِي والاستقلال شحذَ الهياكل في حزبيهما، بغرضِ التصدِي لما يعتبرانهِ تراجعًا من حكومة عبد الإله بنكيران عن المكتسبات التِي تحققت في المغرب، وتلكؤً في تفعيل دستور الفاتح من يوليوز، حيث وقعَ زعيما الحزبين، مذكرة، مساء اليوم، بالرباط، تمهدُ لمزيدٍ من التنسيق بينهما، على مستوى عملِ القواعد الجهويَّة والإقليميَّة. الكاتبُ الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، قالَ إبان اجتماعٍ للمكتب السياسي لحزبه، مع أعضاء اللجنَة التنفيذيَّة لحزب الاستقلال، (قال) إنَّ خطوة التحديات أمام المغرب، على أصعدة السياسة والمجتمع والاقتصاد، هي التي فرضت التصدي لمحاولة تقويض مكتسبات الحركة الديمقراطيَّة والتقدميَّة، من قبل منْ أسماهم "تجار الدين"، فِي إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، الذِي يقود الحكومة. لشكر أوضحَ أنَّ البعثَ بمذكراتٍ مشتركة إلى القواعد الجهويَّة والإقليميَّة للحزبين يأتِي بغرضِ تنسيق العمل النضالِي محليًّا، وكيْ لا يكونَ التنسيقُ بين الاتحاد والاستقلال تنسيقًا فوقيًّا، على مستوى القيادة، قائلًا إنَّ التنسيق المشترك، يرومُ تفعيل الدستور، بعد خروج الحكومة عن المنهجيَّة التشاركيَّة؛ التِي خرجَ الدستور بفضلها، حسب لشكر. المتحدثَ زاد أنَّ التنسيق المشترك مع الحزبين سيأخذُ مبادرة فتحِ حوارٍ وطنِي مع كل النقابات والجمعيات، كما سينظرُ مقترحات القوانين التنظيمية، على إثر ما قال إنها هجمةٌ شرسةٌ من الحكومة في التعاطِي مع مقترحات القوانين التنظيمية، التي تريدُ الحكومة أنْ تعود بها إلى ما قبل دستور 2011 "الحكومة تلتفُّ على كل مقترحات المعارضة، وتنزعُ نحو إضفاء الطابع الحكومي على كل مبادرة، حتَّى أنَّها ضاقتْ ذرعًا بدور المعارضة في مقترحات القوانين التنظيميَّة، الأمر الذِي يجعلنا في حاجةٍ إلى معركةٍ حقيقيَّة وإلَّا فإننَا لنْ نصل إلى تفعيل الدستور"، يستطردُ شباط. من جانبه، أبدَى الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، الذِي حضرَ اللقاء بمقر الاتحاد الاشتراكي، في شارع العرعار، (أبدَى) قلقه حيال كارثيَّة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بالمغرب، على عهد حكومة بنكيران، محذرًّا من انفجار الأوضاع، بعد تفاقم الاحتقان في كلِّ المدن والقرى المغربيَّة، وأنْ تؤول إلى منزلقات تكون لها عواقبها. شباط زادَ أنَّ الحكومة بقيادة العدالة والتنمية، باتت تشوهُ صورةَ المغرب في الخارج، بعدما كانت تشوهها في الداخل، مهددةً استقرار علاقات المغرب ببعض أصدقائه، وفق تعبير المتحدث. "لا يعقلُ أنْ يكونَ كلٌّ من في المغربِ مشوشًا، معارضةً وفاعلين وإعلامًا، كما لا نفهم أنْ يستدلَّ بنكيران بملاحظات زوجته، للخلوص إلَى أنَّ القناة الثانيَة تشوشُ عليه وتعادي حكومته، تلكَ قمَّةٌ في الميوعَة، تجعلُ مسؤوليتنا كبيرة في التصدِي لها"، يقول شباط. التنسيق بين قواعد حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، اعتبرهُ أمرًا استراتيجيًّا، لأجل إنقاذ الأوضاع التِي وصفها بالمترديَّة، وسط أزمةٍ اقتصاديَّة وأخرى "أخلاقيَّة"، مما يفرضُ التنسيق بين الأحزاب الوطنيَّة الديمقراطيَّة، "نحن نهيئ الاستحقاقات المقبلة، والناخبُ وسيقول الحزبان كلمتهما، لأننَا أملُ الشعب المغربِي في إنقاذ الأوضاع الفاسدة على مستوى الحكومة وتدبير الشأن العام"، يضيفُ المتحدث.