اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بمستجدات المشهد السياسي في كل من اليمن ولبنان، وبجهود إقرار السلام في دارفور، وبالانتخابات الرئاسية القادمة في مصر، وكذا بتعثر مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، فضلا عن الشأن الاقتصادي بقطر. فبخصوص مستجدات المشهد السياسي في اليمن، اهتمت الصحف بالجدل الذي أثاره اعتماد الرئيس، عبد ربه منصور هادي، العرف القبلي (التحكيم) وسيلة لمعالجة مشكلة المواجهات الدائرة بين الحوثيين والجيش في عمران، في ظل تزايد انتقاد البرلمان للحكومة حول الموضوع الأمني. وفي هذا الصدد، سجلت صحيفة (المصدر) صدور "انتقادات لاذعة للرئيس هادي في البرلمان بسبب تحكيم قبلي قدمته لجنة وساطة لمسلحي الحوثيين في عمران" (نوع من التعويض للحوثيين في مقتل 6 من مسلحيهم هو عبارة عن بنادق وثيران وأبقار). ونقلت الصحيفة، المقربة من الإسلاميين، تحت عنوان "الثيران تشعل البرلمان" عن رئيس البرلمان علي الراعي قوله إن "الحكومة أهانت القوات المسلحة والأمن باعتمادها التحكيم القبلي"، كما نقلت عن عضو في البرلمان قوله إنه "لا يجوز للرئيس أن يحول الدولة إلى مشيخة، ولم ننتظر دولة تحكيم بعد انتهاء الحوار"، بينما دعا نائب آخر ساخرا إلى "بيع الدبابات لشراء أبقار". واعتبرت صحيفة (الأولى)، من جهتها، أن هذه المناقشات البرلمانية عكست أعنف هجوم إصلاحي ضد رئيس الجمهورية على خلفية أزمة عمران (نسبة لحزب الإصلاح الإسلامي المشارك في الحكومة)، وذكرت الصحيفة تحت عنوان "الإصلاح يبتز هادي بثيران الحوثي"، أن رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح دعا، خلال هذه المناقشات، إلى انتخابات رئاسية، بينما رد رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي، بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالقول "ليس على الرئيس أن يقاتل بالنيابة عنكم" وفي ملف سياسي آخر، اهتمت صحيفة (الثورة) الرسمية بالاجتماع الاستثنائي الذي من المتوقع أن تعقده الحكومة اليمنية اليوم، لبحث الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، وذلك بعدما "حملها البرلمان مسؤولية ضبط الاختلالات وتحقيق الاستقرار"، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع يهدف إلى "وضع الحلول والآليات العاجلة للقضايا الوطنية الهامة والملحة" وإذ نشرت الصحيفة نفسها نص "مشروع قانون استرداد الأموال المنهوبة"، فإنها أكدت أن هذا المشروع، الذي نشر من أجل إثرائه من طرف الجميع، "يهدف إلى تعقب وكشف واسترداد الأموال العامة المهربة في الداخل والخارج وتجميدها واستردادها للخزينة العامة".وفي لبنان، اهتمت الصحف بلجنة الحوار بين الأقطاب السياسية التي ستنعقد اليوم، حيث علقت (الأخبار) قائلة إنه "للمرة الأولى، تغيب المقاومة اليوم عن طاولة (اخترعت) لمناقشة استراتيجيتها الدفاعية. الغياب ليس هربا من النقاش، ولكنه مؤقت في انتظار الرئيس الجديد. أسف الرئيس ميشال سليمان لغياب (بعض أركان) الهيئة، آملا أن ينضموا في الجلسات اللاحقة إلى مركب الوحدة الوطنية... ولن تكون الجلسات اللاحقة، بالضرورة، برئاسة سليمان، بعدما طوى (حزب الله) عهده... إلى غير رجعة". ومن جهتها، قالت (النهار) إن "طاولة الحوار لا تهم اللبنانيين بقدر ما يهمهم الاستقرار الأمني الذي ينتظر خطة أمنية توافر لها الغطاء السياسي، وتنتظر الساعة الصفر لبدء تنفيذها، وهي تسابق التطورات المتلاحقة في طرابلس وعرسال... وإذا كانت حركة الاتصالات السياسية الاستخباراتية بدأت تهيئ الأرضية للتنفيذ في عاصمة الشمال، فإن خطر الإرهاب، وخصوصا على الجيش، في عرسال ومناطق حدودية أخرى مع سورية، يقضم هيبة الدولة ومؤسساتها مع سقوط" مزيد من القتلى، و"آخرهم ثلاثة وقعوا ضحية سيارة انتحاري بحاجز للجيش في منطقة عرسال" السبت الماضي من جانبها، كتبت (السفير) أن "الأسبوع ينطلق على ثلاثة خطوط متوازية، أمنيا وسياسيا وحكوميا، إذ يفترض أن يباشر خلال الساعات المقبلة تنفيذ الخطة الأمنية الصارمة في طرابلس والبقاع الشمالي، بعد استكمال الاستعدادات العملانية المتصلة بها. ويعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم جلسة سيكون ملف النفط أحد أبرز ضيوفها، فيما تواجه جلسة الحوار الوطني التي دعا رئيس الجمهورية إلى التئامها قبل الظهر اختبارا صعبا مع قرار معظم مكونات (8 آذار) ورئيس حزب (القوات اللبنانية) مقاطعتها". وأشارت (المستقبل) بدورها إلى أن "حزب الله وبعض ملحقاته في 8 آذار يغيب عن جلسة الحوار الوطني في بعبدا اليوم، فيما تبقى حاضرة ناظرة هموم ومشاكل اللبنانيين الأمنية والمعيشية والاقتصادية، مضافا إليها، بالتفصيل، ترقب بدء الخطة الأمنية من طرابلس خلال ساعات، ونتائج جلسة مجلس الوزراء الحافلة ببنود مهمة من ضمنها قبول الهبة السعودية للجيش ومراسيم التنقيب عن النفط والغاز". وحول جهود إقرار السلام في إقليم دارفور، كتبت صحيفة (الانتباهة) أن" قيادة الدولة في السودان ستقدم على مراجعات شاملة ووضع الحلول المناسبة التي تمكن من طي ملف الخلافات والتنازع والاحتراب في دارفور. وما نتج عن ملتقى أم جرس في التشاد من توصيات ومقررات لن يختلف حولها الناس كثيرا، لكن يجب أن تفهم أنها جهد أهل دارفور بإرادة موحدة في سبيل الأمن والاستقرار، ومن أسباب نجاحها ألا تجير لصالح جهة أو مجموعة"، مبرزة "حرص الرئيس التشادي على تهدئة الوضع في دارفور، وحل نزاعاتها ومساهمته فيها". ومن جهتها، قالت صحيفة (التغيير) إن منظمي ملتقى أم جرس الثاني قد" فطنوا إلى مآخذ بعض القبائل الدارفورية لعدم إشراكهم في الملتقى الأول، فبددوا بذلك بعض المخاوف والهواجس التي انتابت هذه القبائل، لذا رأوا أن تتسع المشاركة فيه، وأن يركز الملتقى الثاني على كيفية صنع السلام في دارفور من خلال مشاركة أكثر من 45 من القبائل الحدودية بين الدولتين، أي السودان وتشاد"، معربة عن اعتقادها بأن "مخاوف وهواجس القبائل الأخرى، ستنتفي إذا ما أكد ملتقى أم جرس أنه يسعى جاهدا إلى أن تتكامل جهود القبائل الحدودية بين البلدين في سبيل معالجة المشكلة من جوانبها المختلفة". وقالت صحيفة (الرأي العام)، من جانبها، "الآن وقد اجتمع أغلب رموز دارفور في ملتقى أم جرس بحضور الرئيسين البشير وإدريس دبي، إضافة إلى حسن الترابي، فإن أقل ما يتوقع من مثل هذا اللقاء أن يخرج بخارطة طريق واضحة لإيقاف الحرب في دارفور، بالطبع لا نتوقع اتفاقا نهائيا بقدر ما نأمل في خطة توضح كيفية مشاركة الحركات المسلحة في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب. لم يحدث هذا بالأمس في ختام الملتقى، ولكن نعتقد أن ما خرج به الملتقى أقل من التوقعات غير أنه خطوة في طريق طويل". وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (اليوم التالي) إلى أن الوساطة الإفريقية، برئاسة ثامبو مبيكي، أخطرت الحكومة السودانية بواسطة رسالة رسمية باستئناف المفاوضات خلال الأسبوع المقبل مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال) بشأن النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مبرزة أن الحركة الشعبية وافقت على الورقة التوافقية التي قدمها مبيكي، وأنها تعكف على تقديم ردها وتصورها للحوار بعد قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي وجه انتقادا مبطنا لسلوك الحركة. أما صحيفة (الخرطوم) فقد نشرت بيانا صادرا عن وزارة الخارجية السودانية اتهمت فيه الاتحاد الأوروبي ب"المراوغة ومحاولة شراء الوقت لإحداث شرخ في الموقف الإفريقي الموحد بغية فرض أمر واقع لإنقاذ انعقاد القمة الأوربية الإفريقية المزمع عقدها يومي الأربعاء والخميس المقبلين ببروكسيل"، وكلك من خلال اعتماد الانتقائية في توجيه الدعوات لمثل هذه الملتقيات، على الرغم من أن قرارات الاتحاد الإفريقي ظلت تشدد على رفض هذا الأسلوب. وفي معرض تناولها للانتخابات الرئاسية القادمة في مصر، خصصت يومية (الأهرام) مقالها الرئيسي بعنوان"الترشح للرئاسة اليوم والانتخابات 26 مايو" للحديث عما جاء في المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس اللجنة العليا للانتخابات، والتي حددت فيه التواريخ الخاصة بمختلف الإجراءات المتعلقة بالمسلسل الانتخابي للرئاسيات بدءا بوضع الترشيحات وانتهاء بإعلان النتيجة النهائية. أما يومية (الجمهورية)، فبعدما أشارت إلى أن اليوم هو موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، مع إخبارها بأن الجولة الأولى من التصويت ستكون يومي 26 و27 مايو القادم، والإعادة، إذا دعت الضرورة إلى ذلك، ستكون يومي 16 و17 يونيو 2014، سجلت اليومية أن اللجنة العليا للانتخابات "حددت الضوابط ... وأن هناك كشف حساب يومي بنفقات الدعاية". واختارت صحيفة (الجمهورية) أن تتحدث بخصوص موضوع الرئاسيات المصرية عن كون عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المستقيل الذي سبق وأن أعلن عزمه على الترشح للانتخابات الرئاسية، "سيتقدم بأوراقه نهاية الأسبوع"، فيما قالت عن حمدين صباحي، زعيم "التيار الشعبي" الذي أعلن بدوره عزمه الترشح، بأنه "حيران بين الشمس والمظلة" كرمز لحملته الانتخابية. أما بخصوص الندوة الصحافية التي عقدها وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، أمس، للكشف عن بعض قضايا الأمن الداخلي في مصر، فنسبت صحيفة (اليوم السابع) إلى الوزير قوله إن الرئيس المعزول "مرسي هرب وثائق الجيش المصري إلى قطر"، و"كلف سكرتير الرئاسة بسرقة أوراق تتعلق بالأمن القومي" ولنفس الموضوع، أفردت صحيفتا (الوطن) و(المصري اليوم) مقاليها الرئيسيين حيث كتبت الأولى أن وزارة الداخلية المصرية كشفت أن "الإخوان سرقوا وثائق تسليح الجيش"، فيما أشارت الثانية إلى أن"وزير الداخلية يكشف تورط مخابرات دولة عربية في قضية التخابر". وفي ما يتعلق بتعثر مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، في ضوء رفض الأخيرة الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى، كتبت صحيفة (الدستور) الأردنية أن "عدم التزام إسرائيل بالمحاور الرئيسية في العملية التفاوضية مرده تخاذل أمريكي، فهذه الجولة من التفاوض انطلقت بجهود أمريكية حثيثة، أخذت على عاتقها إنعاش عملية السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، رغم كل المبررات الفلسطينية المانعة لإجراء تفاوض، وهي مبررات مبنية على ممارسات إسرائيلية لا سلمية، تمثلت في سلسلة من الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه". وأضافت، في مقال بعنوان "المفاوضات تنهار برعاية أمريكية أيضا"، أن "الطرف الفلسطيني ما زال ملتزما بالعملية التفاوضية، ولن يقبل التنازل عن إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى، أو يقبل تمديد المفاوضات كشرط لإطلاق سراحهم، بل إن الفلسطينيين لن يدخلوا مرحلة جديدة من التفاوض العبثي، ما لم تقم أمريكا بدور أكثر فاعلية تجاه الصلف والتعنت الإسرائيلي". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الرأي) أن "مساعي كيري في صناعة الاتفاق الإطار فشلت ليس بسبب حجر العثرة الذي وضعه نتنياهو مؤخرا، والمتمثل في عدم الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل أوسلو والمتفق عليها بضمانات من كيري نفسه، بل بسبب استمرار الاستيطان وسوء إدارة المفاوضات، ومحاولة كيري استرضاء الجانب الإسرائيلي قدر الإمكان". وقالت، في مقال بعنوان "خيبة كيري وفرحة نتنياهو"، إن "من بين محاولات الاسترضاء عدم تحميل تل ابيب المسؤولية عن عدم الالتزام بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين قبل نهاية شهر مارس 2014، وإدراج بند يهودية الدولة على جدول أعمال المفاوضات، والانحياز بصورة ملفتة للمواقف الإسرائيلية تجاه قضايا الحدود والأمن والقدس والمستوطنات". وفي قطر ركزت الصحف اهتمامها على الشأن الاقتصادي، ممثلا في الإعلان رسميا عن اعتماد البلاد أكبر ميزانية في تاريخها بقيمة 7ر225 مليار ريال قطري مقابل 218 مليار ريال في ميزانية العام المنصرم أي بزيادة قدرها 7,7 مليار ريال. وأجمعت الصحف على أن الميزانية الجديدة جاءت ل"تؤكد نهج الدولة المستمر نحو تكريس مسيرة التنمية المستدامة، في انسجام تام مع أهداف الرؤية الوطنية 2030، وفي سياق التطبيق الفعلي والواقعي لبرامج ومشاريع استراتيجية التنمية 2011-2016، وكل ذلك ضمن منظومة مالية تحقق التوازن بين الإيرادات والنفقات، وتضمن مواجهة ضغوط التضخم بالكفاءة المطلوبة". وهكذا، لاحظت صحيفة (الراية) أن الميزانية الجديدة "تعكس بوضوح قوة الاقتصاد القطري الذي سيواصل النمو القوي خلال السنوات القادمة، كما تعكس استمرار حرص الدولة على تحقيق الرفاهية والرخاء لمعيشة المواطنين من خلال تخصيص مبالغ لتوفير مساكن للمواطنين بÜ 3,3 مليار ريال بزيادة قدرها 18 في المائة عن العام الماضي، وزيادة مخصصات الرواتب والأجور بنسبة 7,3 في المائة". وبلغة الأرقام، تشير صحيفة (العرب) إلى تخصيص الميزانية الجديدة نحو 54 في المائة من إجمالي المصروفات لقطاعي الصحة والتعليم، تضاف إليها المخصصات الكبرى لتطوير البنية التحتية والنقل، بإجمالي إنفاق بلغ 117,6 مليار ريال، بزيادة 17,1 في المائة عن المخصصات التي جاءت بها ميزانية 2013-2014، في وقت تستعد فيه قطر لاحتضان مونديال 2022، وهو ما يضمن بناء ملاعب وتشييد شبكة طرق ومترو وفق معايير عالمية. ومن جهتها، أكدت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن عملية تنفيذ الميزانية على الأرض "يتطلب إدارة مرنة، ومتابعة لصيقة لبنود الصرف، والتنسيق بين السياسات النقدية والمالية، والمراجعة الدورية لتلك السياسات عبر اللجان المتخصصة للتعرف على مكامن القوة والضعف وللتخلص من أي ضغوطات تضخمية محتملة، حفاظا على الاستقرار المالي المنشود". أما صحيفة (الوطن) فوصفت، في افتتاحيتها، الميزانية الجديدة بأنها الأكبر في تاريخ دولة قطر، وأنها تأتي "استكمالا لنهج وبرامج ومشاريع استراتيجية التنمية الوطنية 2011 / 2016 في عامها الرابع، وبما يحول المحاور الرئيسة التي تستهدفها رؤية قطر الوطنية 2030 إلى واقع ملموس على أرض الدولة"