عبر المجلس العلمي الأعلى عن استنكاره لما أعلن عنه في سويسرا من منع بناء الصوامع في المساجد مهما كان مصدره . وقال المجلس في بلاغ ، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه أمس الاثنين ، إن " المجلس العلمي الأعلى ، الذي يتشرف برئاسة أمير المؤمنين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أعزه الله ، ويعبر عن رأي العلماء في المملكة المغربية لا يسعه إلا أن يستنكر هذا التوجه مهما كان مصدره ويرى فيه نوعا من أنواع التطرف والإقصاء " . وبعدما عبر المجلس عن استغرابه ل" هذا الموقف ، الذي يجده مناقضا للصورة الحضارية التي للمسلمين عن سويسرا " أعرب عن الأمل في أن "يبتكر الحكماء في هذا البلد أسلوبا يؤدي إلى إبطال هذا المنع ". وأوضح المجلس أن مآذن المساجد " أينما كانت منابر تتم الدعوة من فوقها ، خمس مرات في اليوم ، إلى مبادئ تناضل من أجلها الإنسانية جمعاء ، عندما يدعو المؤذن إلى التمسك بتوحيد الله ونبذ الأنانية والتعاون على الصلاح والفلاح ، وهي دعوة يجمل بالإنسانية تقويتها ولا يحق لأحد ، ولا سيما في هذا العصر، إخراسها " . يأتي ذلك بينما تواصلت الإدانات الإسلامية وردود الفعل الغربية على نتيجة الاستفتاء الذي أجري في سويسرا أول أمس الأحد والتي أيدت حظر بناء المآذن بنسبة 57.5 في المئة. ففي مصر، شجب مفتي الجمهورية علي جمعة حظر المآذن، معتبرا أنه "إهانة" للمسلمين في كل أنحاء العالم و"انتهاك لحرية الاعتقاد". من جانبه، وصف المرجع اللبناني الشيعي محمد حسين فضل الله الاستفتاء بأنه "عنصري"، لكنه دعا المسلمين في سويسرا إلى التعامل "بايجابية مع مواطنيهم، حتى اولئك الذين صوتوا لحظر المآذن". وفي اندونيسيا، قال مشكوري عبد الله رئيس جمعية نهضة العلماء إن نتيجة الاستفتاء "دليل كراهية من قبل السويسريين حيال المسلمين"، مضيفا "انهم لا يريدون وجودا للاسلام في بلدهم، وهذا الرفض يجعلهم غير متسامحين". في سويسرا نفسها، قالت وزيرة العدل ايفيلن ويدمير-شلومبف إن النتيجة "تعكس خوف السكان من توجهات الأصولية الإسلامية". وشددت الوزيرة السويسرية على أنه "يجب أن تأخذ هذه المخاوف على محمل الجد"، لكنها أضافت "إن هذا ليس رفضا للجالية المسلمة ولا للدين ولا للثقافة الإسلامية". وعلى صعيد ردود الأفعال الغربية، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إنه "صدم قليلا" من نتيجة التصويت، معتبرا أن الأمر "يعبر عن عدم التسامح". وأضاف كوشنير في تصريحات لإذاعة فرنسية "إذا كنا لا نريد بناء مآذن فهذا يعني اننا نقمع ديانة". وعبر كوشنير عن أمله في أن "يتراجع السويسريون عن هذا القرار بسرعة"، مضيفا "إن هذا التصويت يعبر عن عدم التسامح وانا اكره عدم التسامح". وفي المانيا، اعتبر قيادي بارز في حزب المستشارة انجيلا ميركل نتيجة التصويت دليلا على الخوف من "اسلمة البلاد". وأضاف فولفجانج بوسباخ القيادي في الاتحاد المسيحي الديمقراطي أن هذا الخوف موجود في المانيا أيضا وأنه "يجب ان يؤخذ على محمل الجد". وكان مقترح الاستفتاء قد طرح من قبل منظمات مسيحية محافظة وحظي بدعم اكبر احزاب البرلمان السويسري، حزب الشعب السويسري اليميني، بزعم ان السماح ببناء المآذن سيؤدي الى اسلمة البلاد. يذكر أن اكثر من 300 الف مسلم يعيشون في سويسرا، اغلبهم من يوغسلافيا السابقة او تركيا، من مجموع سكان البلاد وعددهم قرابة سبعة ملايين. ويعد الاسلام اكثر الديانات انتشارا في البلاد بعد المسيحية، لكن، وعلى الرغم من وجود اماكن للصلاة، فان المساجد ذات المآذن قليلة جدا ومتباعدة.