كشف علماء أن أعماق البحار يعج بآلاف الأنواع من المخلوقات البحرية الغريبة تعيش في ظلام دامس لم تر ضوء الشمس مطلقاً. "" واستخدم العلماء المختصون كاميرات وأجهزة السونار وتقنيات أخرى لاستكشاف أعماق المحيطات السحيقة، التي لا يمكن للإنسان بلوغها، حيث كشفوا عن وجود 17650 فصيلة جديدة من المخلوقات البحرية، تأقلمت على العيش في المياة المظلمة والباردة على عمق 3 أميال في باطن المحيطات. ويشارك في "مشروع إحصاء الحياة البحرية" آلاف العلماء من مختلف أنحاء العالم على مدى عقد كامل. وتقتات معظم تلك المخلوقات على نمط غذائي يعتمد على بقايا ومخلفات الحيوانات البحرية التي تعيش في طبقات المياه الأعلى، ويعتمد بعض منها على الكبريت أو الميثان في قوته. ونقلت "ساينسديلي" عن الباحث روبرت كارني من "جامعة لويزيانا": "عادة ما ينظر إلى أعماق البحار بشيء من اللامبالاة، كصحراء أو أرض جرداء.. ولكن ما وجدناه في عملنا هو أن هناك تنوعاً هائلاً من الفصائل تأقلمت على الحياة هناك بشكل لافت فشلنا في فهمه حتى اللحظة." ومن بعض المخلوقات المكتشفة "دودة النفط"oil worm وتقتات على الكيماويات الناجمة عن تحلل النفط، وعثر عليها على عمق 990 متراً تحت البحر، و"آكل عظام الحوت" whale bone eater ويعرف علمياً ب"أوسيداكس" واكتشف على عمق 500 متراً قرب نيوزلندا، إلى جانب "خيار البحر الشفاف" enypniastes، وتعيش على عمق 1.7 ميلاً. وبدوره قال الباحث كريس جيرمان من "معهد وودز هول لعلوم المحيطات"، إن أعماق البحار "هي أكبر نظام إيكولوجي مستمر وأكبر موطن للحياة. وهو أيضا الأقل دراسة." وقال الباحثون إن عينة من غلة الرواسب كشفت عن فصائل جديدة أكثر من تلك المعروفة وأن فائدة تلك الفصائل المكتشفة حديثاً تتجاوز كونها معجزة عملية محضة. وشرح بول سنيلغروف، عالم المحيطات من "جامعة نيوفاوندلاند التذكارية" في كندا، قائلاً: ثمة اهتمام كبير بالتنقيب هناك.. شركات الأدوية مهتمة حقاً بما قد تقدمه حيوانات أعماق البحار.. لأنها غالبا ما تنتج مركبات غير عادية." وأجمع الباحثون على أن تغير المناخ والتغيرات في حموضة المحيطات "أدلة على زحف الملوثات أعمق وأعمق في المحيط، تنصب جميعها في إطار واحد هو أن الفصائل المكتشفة حديثاً قد تكون عرضة للتغييرات التي يسببها الإنسان."