قال الفنان المغربي حميدو بنمسعود، الذي شارك في فعاليات الدورة ال33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي اختمت مساء أمس الجمعة، إن تكونيه الأكاديمي مكنه من لعب أدوار مختلفة في أفلام فرنسية وأمريكية وعربية ومغربية. "" وأكد حميدو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يشعر مع ذلك بارتياح وهو يؤدي دورا في شريط مغربي، لأنه بالرغم من أنه عاش فترة طويلة في الخارج، إلا أنه ظل حريصا على "خلق أجواء مغربية مائة بالمائة في بيته ومحيطه الأسري". وأضاف بهذا الخصوص "ذاتي هي التي كانت بالخارج، أما الروح فظلت في المغرب". وعن مشاركته في فيلم "موسم المشاوشة" الذي شارك في مسابقة الأفلام العربية بمهرجان القاهرة، أكد حميدو بنمسعود أن ما أثاره في الفيلم هو السيناريو الذي جاء خارجا عن نطاق "الحياة البئيسة"، مما جعل الفيلم "مفتوحا وغير منغلق، وفيه كل عناصر الجذب". وقال "اتصل بي محمد عهد بنسودة (مخرج الفيلم) وكنت قد انهيت للتو تصوير دوري في فيلم أمريكي، فلما قرأت السيناريو عرفت أن الأمر يتعلق بفيلم متميز، يمثل فرصة للخروج من الروتين". وأضاف الفنان حميدو "أخبرني المخرج الشاب، الذي تابعته لمدة 15 سنة وهو يشتغل في العديد من الإنتاجات العالمية، سواء في الكاستينغ أو كمساعد مخرج، أنه لا يتوفر على إمكانيات مالية كبيرة، ومع ذلك قررت أن أشارك في الفيلم لأنه عمل أصيل". ويؤدي حميدو بنمسعود في فيلم "موسم المشاوشة" دور الحاج والد الحسناء موضوع الصراع بين بطلي الحكاية، التي تدور في أجواء فاس في القرن 19. وقد غادر حميدو المغرب وهو شاب لم يتجاوز العشرين سنة، وتوجه إلى فرنسا حيث درس فن التمثيل. وانطلقت تجربته الفنية على خشبة المسرح، من خلال أعمال بارزة لجان جونيه وجان لي بارو. غير أن نقطة التحول في مشواره الفني، الذي بدأ منذ أن كان طفلا حيث أدى أدوارا في الإذاعة، ستكون هي لقائه بالمخرج الفرنسي كلود لولوش، الذي لم يتردد، في دعوة حميدو ليؤدي الدور الأول في فيلم "حب.. حياة وموت"، الذي فتح أمامه باب الشهرة وخصوصا أبواب هوليود. وقد عاد حميدو بن مسعود فنيا إلى المغرب، وعرفه الجمهور المغربي بالخصوص من خلال شريط "للا حبي" لمحمد عبد الرحمان التازي. غير أن الفنان المهاجر عاد أيضا للعيش في المغرب رفقة أسرته التي قال إنها "وجدت في البداية صعوبة في الانتقال، لكن مع مرور الوقت أصبحت لا تغادر إلى فرنسا، إلا لقضاء عطلة مرتين في السنة". أما بالنسبة لحميدو بنمسعود، فالأمر لم يكن يتعلق بعودة، ويقول "بالرغم من أنني عشت لعقود في الخارج، إلا أنني شعرت عند عودتي وكأني لم أبتعد قط".