أعرب وزير الخارجية الهولندي، فرانس تيمرمانس، لنظيره المغربي صلاح الدين مزوار، عن أسف حكومة بلاده من التصريحات التي أطلقها أخيرا زعيم اليمين المتطرف، خيرت فيلدرز، ضد المغاربة المقيمين فوق الأراضي الهولندية، واصفا إياها بكونها "ساذجة وحقودة". الموقف الهولندي المعلن عنه تم في سياق مباحثات أجراها وزير الخارجية المغربي مع نظيره الهولندي، على هامش اجتماع القمة الدولية حول الأمن النووي الذي تحتضنه لاهاي يومي 24 و25 مارس الجاري. وحظيت قضية تنامي موجة اليمين المتطرف الذي يهاجم، بين الفينة والأخرى، المغاربة المقيمين فوق هولندا، واستخدامهم كورقة انتخابية، بحيز هام ضمن المباحثات بين رئيسي الدبلوماسية بالمغرب وهولندا، إلى جانب ملفات أخرى تتعلق بالعلاقات الثنائية وقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد فرانس تيمرمانس أن "المغرب بلد صديق لهولندا، وسيظل كذلك رغم مثل هذه الاستفزازات الطارئة التي تعود لأسباب انتخابية صرفة"، مبديا إشادته بشأن التزام المغرب بالحكمة في تدبير هذا الملف". ومن جهته دعا مزوار نظيره الهولندي إلى التعاون من أجل "وضع إستراتيجية مشتركة للدفاع عن قيم الحرية، وعن مصالح الجالية المغربية"، مشيرا إلى أن تصريحات فيلدرز "مستفزة وتضرب عمق العلاقات بين البلدين، لأنها تمس صورة المغرب وخصوصياته الدينية والحضارية التي لا يقبل المغاربة أن يتم المساس بها"". ولم يفت وزير الخارجية المغربي أن يثني على "الدور الذي لعبته وزارة الخارجية الهولندية لاحتواء المشكل والرسالة الشهيرة التي بعث بها وزير الخارجية إلى رئيس الوزراء الهولندي"، مشيدا "بمستوى العلاقات بين البلدين، والبعد الثقافي التعددي في هولندا التي تتعايش فيها جميع المكونات" وفق تعبيره. وكان النائب الهولندي المتطرف، خيرت فيلدرز، قد طالب خلال لقاء انتخابِي بخفضِ عدد المغاربة المقيمين في بلاده، قبل أن يستدرك بعد أن أثيرت ضده عاصفة من الانتقادات بأنه "لمْ يقل بوجوب مغادرة جميع المغاربة لهولندا، بل مغادرة من يريدون ذلك أو للمجرمين منهم".