في الصورة باخرة "ماجستيك" إحدى الباخرتين الإيطاليتين التي تربط "جينوة" ب "طنجة" "" ذكر موقع "تراغيتي" http://www.traghetti.com الإيطالي، المختص في بيع تذاكر السفر عبر البحر ، مطلع الأسبوع الأخير أن الحجوزات على الخط البحري "جينوة" "طنجة" الذي يربط إيطاليا بالمغرب عرفت خلال السنة الجارية ازديادا ملحوظا وصل إلى800 في المائة خلال بعض فترات السنة. وأشار "ماركو فورتي" المسؤول عن الموقع المذكور أن حركة السفر عبر البحر عرفت نموا خلال السنة الجارية عبر جميع أنحاء العالم وصلت لحدود 50 في المائة إلا أن نحو المغرب كانت أكثر من جميع التوقعات، وهو ما يؤكد ما كانت قد أشارت إليه شركة "ج.ن.ف"(البواخر الكبرى السريعة) الإيطالية ،التي دخلت في منافسة شركة"كوماناف" المغربية منذ مطلع سنة 2008 على الخط البحري "جينوة""طنجة"، فحركة المسافرين عبر هذا الخط عرفت تطورا أكثر من توقعات الشركة ذاتها وهو ما تداركته بتنظيمها رحلة أسبوعية ثانية ابتداءا من منتصف السنة الجارية كمرحلة أولى إلى حين ربط المغرب ب"طريق سيار بحري" كما جاء في بيان صحفي ل"ج.ن.ف" في شهر ماي الأخير. والواقع أن اقبال المغاربة القاطنين بإيطاليا كان ملحوظا منذ بداية الربط البحري بين إيطاليا المغرب سنة 2000 بل إن الطلب كان دائما يفوق العرض الذي كانت توفره الشركة المغربية للملاحة (كوماناف) خصوصا خلال موسم العودة (الصيف) فللظفر بمكان على ظهر الباخرة كان معظم المغاربة يعملون على الحجز قبل مالا يقل عن ستة أشهر، إلا أن هذا الإقبال لم تكن "كوماناف" تواجهه بمزيد من الرحلات كما فعلت الشركة الإيطالية بل كانت تكتفي ببرنامج رحلات، أقل ما يمكن أن يوصف به أنه برنامج يصلح لأعالي البحار أو لعبور المحيط وليس لرحلة بحرية عادية لا تتجاوز 1600 كلم ، فكانت (كوماناف)تكتفي برحلة أسبوعية وحيدة كثيرا ما تختفي خلال الشتاء، إلا أن جاءت الشركة الإيطالية لتمتص هذا الطلب المتزايد فارتفعت الرحلات البحرية إلى ثمانية ذهابا و إيابا بين المغرب وإيطاليا موزعة بالتساوي بين الشركتين المغربية والإيطالية. إن فتح مجال نقل المسافرين أمام الشركات الأجنبية حمل في طياته العديد من الجوانب الإجابية خصوصا لدى المغاربة المقيمين بالخارج فبعد أن كان السفر عبر الطائرة لا يتم إلا في الحالات النادرة والإضطرارية أصبح بالنسبة للعديد من المغتربين من المغاربة بفضل الرحلات الجوية الإقتصادية مسألة روتينية، فثمن رحلة من ميلانو أو غيرها من المدن الأوروبية ذهابا و إيابا قد لا يصل ثمن لتذكرة القطار من مطار محمد الخامس إلى محطة الدارالبيضاء مسافرين، وكذلك السفر عبر الباخرة فأمام الإرتفاع المهول الذي عرفه ثمن المحروقات في السنوات الأخيرة و كذا الزيادة في تعرفة الطرق السيارة الأوروبية أصبحت تكاليف العودة عبر الطرق أكثر إن هي تمت عن طريق البحر. وفي جميع الحالات تبقى الشركات المغربية بعيدة عن مواكبة متطلبات المرحلة، فلماذا لا تعمل هذه الشركات على المزيد من الإستثمارات قبل أن تأتي الشركات الأجنبية مغتنمة فرصة الفراغ الذي تتركه، كما فعلت الشركة الإيطالية.