وصية أمامة لابنتها وصية معروفة ومشهورة في التاريخ.أمامة هذه رمز للأم المسلمة، رمز للأم العربية، رمز للأم المغربية ... رمز لكل امرأة تبحث لابنتها عن حياة زوجية سعيدة .عن بيت يجمعها مع زوج يوفر لها، ولأولادها حضنا هادئا تملأه السكينة، والطمأنينة، والرضا بما كتبه الله لها، والقناعة بما قسم الله...فتعمل بنصائحها وتوجيهاتها على تقويم كل ما اعوج من سلوك في المسار الحياتي لابنتها:موبخة مرة، وزاجرة أخرى، ومصبرة ثالثة...مستعملة في ذلك تجربتها، وثقافتها النسوية ، وذكاءها الذي هذبته الأيام وصقلته التجارب. "" تحية إكبار وإجلال للسيدة "أمامة" أينما وجدت. وتحية لابنتها البارة التي حافظت وتحافظ على وصية أمها : وتعمل بها من أجل بناء أسرتها، وإسعادها. إن "أمامة " التي قصدت الحديث عنها اليوم هي من جنسها إلا أنها لاتمت إليها بصلة ، وأي تشابه هو من قبيل :"المعلوم من الدين بالضرورة" كما يقولون. اسمع بنية: أخيرا جاءك الرجل الذي ستكملين معه مشوار حياتك .إنه سيخرجك من البيت الذي فيه درجت إلى بيت أنت عن أهله وطبيعة حياتهم غريبة. فاحذري أن تذوبي فيه، واعملي على الخروج من هذه الغربة من أول يوم تتخطين عتبته. كشري عن أنياب الجد، وسواعد العمل من أجل مصلحتك أولا، ومصلحتك ثانيا، ومصلحتك ثالثا، ومصلحتك ثم مصلحتك، ولا شيء غير مصلحتك . اذبحي" المش "من أول يوم. فهذا امتحان .وعند الامتحان يعز المرء أو يهان. حاولي التفرد به تمسكني حتى تتمكني وأول خطوة :لا تدعيه يسمع كلام أحد غيرك لأن ذلك يجعله خاتما في أصبعك. وعليك بأمه فهي أكبر مصيبة ستواجهينها في حياتك، لذلك تغدي بها قبل أن تتعشى بك. افتعلي الخصومة بينك وبينها وتظاهري أمامه أنك تحبينها وتتفانين في خدمتها .وحين يغادر البيت أرها وجهك الثاني .ولا بأس من إذراف قطرات من دموع التماسيح حين يعود حتى يقتنع بأنك الحمل الوديع، وأن أمه هي الظالمة لأنك حسب زعمك أخذته منها. اعملي على زرع بذور الفتنة بينه وبين أخواته فإنهن رأس الداء.أكثري من الشكوى من تصرفاتهن حين يكون غائبا. إساءتهن لك لا تنتهي.واحرصي على أن تكون الشكوى مطرزة بالدموع حتى يكون تأثيرها أبلغ، ورد فعله أسرع. اربطيه بالأولاد.فوجودهم يجعل الرجل غير قادر على فراقك. أي بنية:إياك أن تدعيه يتحكم فيك .فأنت حرة ولك الحق في التمتع بحياتك :أن تدخلي، وتخرجي كما تشائين. وتقابلي وتستقبلي من تشائين.وحيثما تشائين. وتاكلي وتلبسي ما تشتهين. فإن حاول منعك بحجة الغيرة أو ما شابه ذلك، وحرمانك، فاعلمي أنه متخلف، رجعي لا يعرف للتحضر معنى .واعملي جهدك كي يتعوك هذه الأمور. "فزوجك وما عودته، وابنك وما علمته".ليعلم بأن الزمان قد تغير، وأن المساواة بين الرجل والمرأة بات أمرا ضروريا. فإن تفهم الأمر، واستقام فذاك . وإلا فلا حياة لك معه. أي بنية: إن نفذت وصيتي أصبح الرأي رأيك.تحكمي كما شئت ولن يستطيع أن يرفع رأسه.وإن فعل اطلبي الطلاق. فالطلاق في زماننا غير الطلاق في زمانكم.في زماننا كان سهلا وكان إهانة للعائلة كلها.أما اليوم فقد جعلت مدونة الأسرة الرجل يفكر ألف مرة قبل أن يقدم عليه. انتهت أمامة من وصيتها.وأرسلت ابنتها إلى بيت زوجها. وشرعت البنت في تنفيذ الوصية بندا بندا .وتوالت الأيام .وتراكمت المشاكل بعضها فوق بعض. لم يحتملها الرجل فقرر: أن يهجر الأسرة ويهيم في أرض الله الواسعة تاركا وراءه فلذات أكباده مهددين بالضياع . أن يلجأ إلى العنف حتى تطلب الطلاق وتتنازل عن كل مستحقاتها، أو يدعها كالمعلقة. أن يبحث عن أخرى في أحضان الرذيلة. أن يعزف عن الزواج، ويكتفي بشرب الحليب الوافر الرخيص دون حاجة إلى امتلاك البقرة .