"هي فوضى" هو الوصف الذي يمكن أن يطلقه ساكنة الخميسات على ما تعيشه وضعية سيارات الأجرة، خاصة الصنف الأول، حيث لا يكاد تمر لحظة حتى يجد المرء نفسه أمام صراع بين أصحاب المهنة، وغلاء تسعيرة التنقل إلى الرباط نهاية الأسبوع دون رقابة تذكر، إضافة إلى أشكال "البلطجة"، على حد تعبير بعض الساكنة، التي تسيء لسمعة مهنة الطاكسيات. بقيش الحاج، أحد سائقي سيارة الأجرة الصنف الأول، الذي حكى لهسبريس عن "السيبة" التي تخيم على أرباب المهنة، متحدثا عن تعرضه لعدة اعتداءات من طرف من يسميهم "البلطيجة" و"الدخلاء" على المهنة، وأمام أعين رجال الأمن، بسبب مواقفه الرافضة لفوضى القطاع في المدينة، "تعرضت أنا وابني، مطلع دجنبر الماضي، لاعتداء شنيع أمام مرأى ومسمع من رجال الأمن من طرف عصابة تم تجييشها من طرف متحكمين في المهنة بالمدينة". ويضيف الحاج أن الهجوم كان بالسيوف والعصي "أصبت بكسر شديد في يدي اليمنى وفي الوقت الذي اتجهت فيه إلى المستشفى تعقبني المعتدون حيث هجموا علي مدججين بالسيوف والعصي لولا تدخل قوات المساعدة"، موضحا أنه أجرى عملية جراحية مصحوبة بحديد لترميم الإعوجاج الناتج عن كسر في اليد، كما أصيب على مستوى الجهاز التناسلي وتم نقله إلى مستشفى ابن سينا بالرباط نظرا حالته الحرجة. ويضيف المتحدث أنه خرج من المستشفى في منتصف يناير الماضي بعجز مؤقت مدته 3 أشهر و20 يوما فيما حدد العجز الذي أصيب به ابنه في 24 يوما، مشيرا أنه تقدم بشكاية لدى وكيل الملك ضد المشتكى به، "الشكاية أحيلت إلى الشرطة القضائية وتم الاستماع إلي.. لكن دون تفعيل أي مسطرة ضد العصابة"، مضيفا أن المشتكى به له علاقات "خاصة" مع الشرطة في المدينة "حيث يتصل بها لتحضر على وجه السرعة وتتدخل لنقل سيارات الأجرة إلى المستودع البلدي"، مضيفا "يقولون لنا في الشرطة أن الملف عليه ضغوطات مجهولة المصدر". نوع آخر من الفوضى، يكشف عنه سائق آخر، رفض الكشف عن هويته مخافة الانتقام منه، هو استخدام البعض لإسم جمعية وتنسيقيات "وهمية" غير مرخص لها لقضاء مآرب شخصية واستغلال "رزق العباد"، حيث يتم فرض أداء 5 دراهم يومية على جميع السائقين، البالغ عددهم 10 سائقا، (ما معدله 600 درهم يوميا)، مشيرا أن أصحاب الجمعية الوهمية يفرضون القانون على الجميع بالعنف، "حيث سيمنع أي سائق رفض أداء 5 دراهم يوميا من العمل وتشطيب على اسمه من المحطة". أما بنعيسى بويمجان، صاحب رخصة استغلال سيارة أجرة (كريمة)، فقصته هي الأخرى تعبر عن جو "السيبة" الذي يقلق بال المهنيين في الخميسات، حيث تعرض لسرقة رخصة استغلاله من طرف أحد أعضاء "العصابة"، على حد تعبيره، يقول "تم تسليم وثيقة من القسم المخصص بالنقل داخل العمالة للمشتكى به (ف. ل.) بدون إذني أنا كمالك أصلي، حيث قمت بوضع تعرضات دون أي جواب". بنعيسى يضيف لهسبريس أن سيارة الأجرة التابعة لملكيته والحاملة لرقم المأذونية 290 تشتغل قانونيا من طرف المشتكى به، وكأنها في ملكيته، والذي زوّر جميع وثائقها دون إذنه وبعلم من السلطة؛ المتضرر قال لهسبريس إنه وضع عدة شاكيات لدى المصالح المختصة لكن دون تحريك لأي مسطرة متابعة أو بحث، "لأن المشتكى به يعيش تحت حماية السلطة المحلية خاصة عامل صاحب الجلالة على إقليمالخميسات". ويصف المتحدث كيف أنه لم يستفد من واجبات كراء مأذونيته منذ عامين، بمبلغ إجمالي يقدر بأزيد من 27 ألف درهم، بسبب تهرب المشتكى به من أداء المستحقات، "والتي ختمها بتزوير المأذونية لصالحه والاستفادة على ظهري" مشيرا أنه يعيش وضعية مادية جد صعبة، خاصة أنه مصاب بإعاقة جسدية، (بتر ساقه) ناتجة عن خدمته العسكرية سابقا كجندي في الجيش المغربي، إضافة إلى إصابته بمرض حاد (سيلان الدم)، يكلفه عل الأقل مبلغ 1500 درهم شهريا. من جهة أخرى، قال مصادر محلية من الخميسات لهسبريس، كيف أن نهاية الأسبوع تتحول إلى "استغلال وحشي" من طرف جهات بعينها في مجال سيارات الأجرة، حيث يتم رفع ثمن تذكرة السفر من الخميسات للرباط إلى الضعف، مستغلين حاجة الطلبة وعموم الساكنة الملحة في الرجوع إلى العاصمة قصد العمل أو الدراسة في الجامعة".