أجمع مسؤولون مغاربة ويهود على أهمية تواجد المكون اليهودي ضمن هوية وتاريخ البلاد، معتبرين أن هذه التعددية الهوياتية التي يتسم بها المغرب تشكل مصدر غنى بالنسبة لهذا البلد على صعيد جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق أكد أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، أن "المكون اليهودي يشكل عنصر غنى في تاريخ المغرب وهويته"، مبرزا أن دستور 2011 يكرس هذا المعطى". وقال أزولاي، متحدثا مساء أمس بباريس خلال افتتاح الأيام اليهودية المغربية، إن دستور 2011 يؤكد وحدة المغرب التي تتناغم فيها المكونات العربية والإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية التي أغنتها الروافد الافريقية والاندلسية والعبرية والمتوسطية". وأوضح المستشار الملكي، بمناسبة هذا الملتقى المنظم برعاية ملكية، بأن الدستور المغربي يؤكد على مساهمة اليهودية بالمغرب"، مضيفا "نحن البلد الوحيد الذي يقر هذه الحقيقة قولا وتدوينا". وبعد أن لفت أزولاي إلى أن "اليهود المغاربة فخورون بمغربيتهم واحتفظوا بها حيثما يعيشون"، أكد العلاقة الجدلية بين الإسلام واليهودية بالمغرب، مشيرا إلى أن "العديد من المغاربة المسلمين أنجزوا أعمالا ومؤلفات حول تاريخ اليهودية بالمملكة". ومن جهته أكد سيرج بيرديغو، السفير المتجول، أن "الطائفة اليهودية المغربية عبر العالم تحرص على الحفاظ على رسالة واحدة مضمونها الذاكرة والهوية والاعتدال والحوار والتسامح والأخوة"، مبرزا أن "هذه الطائفة ظلت وفية لجذورها المغربية وارتباطها بالمملكة." وأشاد بيرديغو، الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، بغنى التراث الثقافي والروحي اليهودي المغربي، مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق هنا بعربون وفاء وبرسالة سلام في عالم ممزق"، وفق تعبيره. وبدوره أفاد سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى، أن "الأيام اليهودية المغربية تتمحور حول أنشطة ذات صلة بالذاكرة والتراث المادي وغير المادي الذي يعكس هذه الثقافة في الحاضر والمستقبل"، مبرزا "أهمية النهوض بالثقافة اليهودية المغربية العريقة والمؤسسة لأجيال اليهود الذين عاشوا بالمغرب". واعتبر الدبلوماسي المغربي أن هذه التعددية تشكل غنى بالنسبة للمغرب على المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وعلى صعيد العيش المشترك، مشيرا إلى أن هذه الخصوصية تمكن من فهم العالم بشكل مختلف في وقت لا يزال فيه حقل العولمة آخذا في الاتساع".