وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين في حفل افتتاح الكنيسة اليهودية «صلاة الفاسيين» بعد ترميمها، بفاس. يوم الاربعاء. وجاء في الرسالة الملكية التي تلاها يوم الأربعاء، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أن الرعاية السامية للافتتاح، ترجع «للاهتمام الخاص الذي نوليه لحماية التراث الثقافي والروحي للطائفة اليهودية المغربية الأصيلة التي ظلت تحظى بالاعتبار والاحترام لدى أسلافنا الميامين. ونود، بهذه المناسبة، أن نشيد بهذه المبادرة الحميدة التي تفضلت «مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي» بإنجازها، منوهين بتضافر الجهود المشكورة لكل من حكومة الجمهورية الفدرالية الألمانية والشخصيات والمؤسسات الرفيعة التي ساهمت في الحفاظ عليها وتجديدها، باعتبارها معلمة تاريخية تم تشييدها خلال القرن السابع عشر. وإن دل ذلك على شيء ، فإنما يدل على غنى وتنوع المكونات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية ، هذا التراث الذي انصهرت في بوتقته الخصوصية اليهودية المغربية التي يمتد تاريخها المتجذر بالمغرب وعبر طقوسه وخصوصياته، إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. إنها الخصوصية العبرية التي تشكل اليوم، وكما كرس ذلك الدستور الجديد للمملكة، أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية. وفي هذا الاطار، ندعو إلى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية الأخرى لتصبح ، ليس فقط مكانا للعبادة، وإنما أيضا فضاء للحوار الثقافي ولإحياء القيم الحضارية للمغرب» وحضر حفل الافتتاح الذي ترأسه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران يوم الأربعاء بفاس ،العديد من الشخصيات المغربية والألمانية بالإضافة إلى مجموعة من ممثلي الطائفة اليهودية والمنتخبين ورجال الفكر والثقافة واندري ازولاي مستشار جلالة الملك وامحند العنصر وزير الداخلية ومحمد أمين الصبيحي وزير الثقافة وسيرج بيرديغو السفير المتجول لجلالة الملك ورئيس المجلس الإداري لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي وإدريس الأزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان . كما حضر هذا الحفل رئيس البرلمان الألماني ( البوندستاغ ) نوربرت لاميرت وسفير الجمهورية الفيدرالية الألمانية بالمغرب ميكاييل ويتر، بالإضافة إلى والي وعمال جهة فاس Ü بولمان وعمدة المدينة وجاك طوليدانو الرئيس التنفيذي لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي وأرموند كيكي رئيس الطائفة اليهودية بفاس . وتم تمويل عمليات ترميم الكنيسة اليهودية « صلاة الفاسيين « عبر هبات ساهمت بها كل من الجمهورية الفيدرالية الألمانية والطائفة اليهودية بفاس ومؤسسة ( جاك طوليدانو )، بالإضافة إلى سيرج وجاك بيرديغو وعائلة سيمون ليفي . وتعد الكنيسة اليهودية « صلاة الفاسيين « التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن 17 من المعالم التاريخية للثقافة اليهودية التي تحتضنها مدينة فاس المصنفة من طرف منظمة ( اليونسكو ) ضمن التراث العالمي الإنساني . وتقع هذه الكنيسة اليهودية بحي ( الملاح ) الشهير بمحاذاة الحصن المريني وتشغل أحد أبراجه . وقد شيدت هذه الكنيسة اليهودية في القرن 17 وتم اتخاذها لاحقا كورشة لصناعة الزرابي ثم كقاعة للرياضة . لكن ورغم هذه الاستخدامات المختلفة وحالتها السابقة التي كانت سيئة، فقد استطاعت هذه الكنيسة اليهودية أن تحافظ على مظهرها الأصلي ..