في الصورة الملك محمد السادس يستقبل محمد الشيخ بيد الله أكد رئيس مجلس المستشارين المنتخب محمد الشيخ بيد الله مساء أمس الإثنين عزمه العمل على تفعيل برنامج طموح يعيد رسم صورة جديدة للمجلس عبر استعادة دوره الدستوري في التشريع والرقابة واسترجاع مكانته كفضاء للنقاش الجاد والمسؤول. "" واعتبر بيد الله، في كلمة له عقب انتخاب الهياكل الجديدة لمجلس المستشارين، أن "طريقة تدبير المجلس هي التي تحد من إنتاجيته" مؤكدا على "ضرورة إعادة النظر في نظامه الداخلي وتنقيح ما أبانت التجربة عن قصوره وتصحيح مكامن الخلل في نصوصه والسهر على جعله نصا يتكامل مع النظام الداخلي لمجلس النواب" حتى تكون الغرفتان "وحدتين لبرلمان واحد لا برلمانين منفصلين". ودعا إلى جعل مجلس المستشارين "مؤسسة فعالة، تساهم في صناعة التشريع من موقع انشغالات تركيبتها، وشريكة، عبر نسج علاقات مؤسساتية متجددة مع رئاسة مجلس النواب والحكومة والأحزاب السياسية والفرق البرلمانية". وأكد الحرص على جعل مجلس المستشارين أيضا مؤسسة منفتحة، على محيطها المدني والإعلامي والجامعي، وذات مصداقية على مستوى عملها وشفافية تدبيرها، وتترجم ما حمله الخطاب الملكي السامي في افتتاح الدورة الخريفية من ضرورة الارتباط القوي بالقضايا التنموية الكبرى للوطن والمواطنين. كما دعا المستشارين إلى "تقديم نموذج في الانضباط ونكران الذات من خلال احترام واجب الحضور والنقاش العميق المحترم لفضائل الحوار المسؤول والبناء وانفتاح اللجن الدائمة على كل الإضافات القادرة على تنوير المستشارين في اتخاذ القرارات المناسبة. وذكر بأن مبرر وجود المجلس ينطلق من كونه يمثل التوجه الجهوي الذي انخرط فيه المغرب واعتبره خيارا لا رجعة فيه كترجمة للديمقراطية المحلية وعودة نحو المحلي ووسيلة ناجعة لتجسيد قواعد الحكامة الجيدة وإرساء سياسة القرب بالإضافة إلى تمثيله للغرف المهنية وللمأجورين. من جهة أخرى، قال بيد الله إن الدورة الخريفية من السنة التشريعية الثالثة من الولاية البرلمانية الثامنة تنعقد في لحظة تتميز بالتحولات والانتقالات المتسارعة والمهيكلة التي يعرفها المغرب والتي مست جميع الميادين والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحقوقية. كما تتزامن هذه الدورة أيضا، يضيف رئيس مجلس المستشارين، مع الأوراش الكبرى التي أطلقت في العشرية الأخيرة بمبادرات ملكية سامية "تهيكل مغرب الغد وتطوره بخطى ثابتة وعلى رأسها مشروع إصلاح القضاء ومشروع الجهوية الموسعة". وعلى مستوى الدبلوماسية البرلمانية، أكد بيد الله عزمه تفعيل دور مجلس المستشارين في ميدان العلاقات الخارجية والذي يعتبر رافدا أساسيا وذا مصداقية من شأنه أن يساهم في تحصين المكتسبات الوطنية ويقوي وشائج الأخوة والصداقة والتفاهم مع مختلف دول وشعوب المعمور ويساهم في الدفاع عن القضايا المصيرية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية. ودعا في هذا الإطار مجلس المستشارين إلى بذل مزيد من الجهود لدعم المبادرة الملكية الجريئة المتمثلة في تمتيع الأقاليم الجنوبية للمملكة بنظام الحكم الذاتي للوصول إلى حل عادل ودائم، مضيفا أن هذا الحل هو الوحيد الكفيل بإنهاء نزاع مفتعل دام أكثر من ثلث قرن وعطل إمكانية قيام اتحاد مغاربي يعكس طموح شعوب المنطقة في الوحدة والتكامل الاقتصادي ودعم السلم والاستقرار الإقليميين.