اعتبر معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان أن هناك تفشياً متزايداً للخطاب العنصري الشوفيني بالمغرب ضد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، بعدما وصل في الأشهر الأخيرة حد التحريض على الكراهية والعنف حسب المعهد، ممّا يثير مخاوف من تطور هذا الخطاب إلى تيار منظم يتبنى بشكل صريح قولاً أو فعلاً الكراهية ضد المهاجرين الأجانب، وذلك فضلاً عن استعمال عبارات مهينة وأوصاف معيبة في حق هؤلاء المهاجرين لم تسلم منها حتى بعض وسائل الإعلام. المعهد الذي يعمل بشكل جمعوي في مجال التربية على احترام حقوق الإنسان، ويهدف إلى نشر ثقافة الديمقراطية بالمجتمع المغربي ومراقبة السياسات العمومية، استند في البيان الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، إلى إحدى توصيات المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب في ديربان سنة 2001، والمتمثلة في أن كراهية الأجانب التي تمارس ضد غير المواطنين، تشكل أحد المصادر الرئيسية للعنصرية المعاصرة. المعهد ذاته دقّ ناقوس الخطر بخصوص تعامل المغاربة مع المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، وذلك عبر عودته إلى عدد من الأحداث التي عرفتها بعض المدن المغربية، كخروج تظاهرة منظمة للسكان في طنجة تطالب بطرد المهاجرين السمر إثر مقتل أحد الكاميرونيين شهر دجنبر الماضي، ومسيرات الفنيدق التي طالبت بطرد المهاجرين نفسهم بعد اتهامات تتعلق بمحاولة أحدهم اغتصاب سيدة مغربية، وما أعقب هذه المسيرات من سلوكيات انتقامية كتدمير خيامهم وحرق أغطيتهم وتكسير أوانهم. كما ندّد المعهد المذكور بتغطية بعض وسائل الإعلام الخاصة والعمومية في بعض موادها الصحفية لهذه الأحداث، وقال إنها روّجت لخطاب مبني على الكراهية والتمييز ضد تواجد المهاجرين من دول جنوب الصحراء في المغرب، وذلك من خلال استعمال نعوت مهينة وتحريضية وحاطة بالكرامة الإنسانية، من قبيل "المجرمين "، "المخربين" و "تجار المخدرات" و"ممارسو الدعارة"، وهو ما يتنافى مع الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام في نشر ثقافة وقيم حقوق الإنسان. وفي تصريح لهسبريس، أكد ياسين بزاز، منسق المعهد، أن "تفشي" هذا الخطاب "العنصري"، يؤشر على وجود خلل خطير في تفكير المجتمع، داعياً الدولة المغربية إلى احترام كافة التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، ومنها ما يتعلق الاتفاقية الدولية المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال الميز العنصري، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والضرورية للتصدي لمثل هاته الخطابات المحرضة على الكراهية وضمان عدم تكرارها، مطالباً وسائل الإعلام بتحمل مسؤوليتها كاملة من أجل نبذ خطاب عنصري ونشر قيم التسامح والتعايش. جدير بالذكر، أن المغرب يعرف نقاشاً مستفيضاً في الأشهر الأخيرة حول ظاهرة العنصرية ضد المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، حيثُ نددت عدد من الفعاليات المدنية المحلية والأجنبية بتنامي الخطابات والسلوكيات الموجهة ضدهم، ومنها قتل مهاجر سينغالي بالرباط الصيف الماضي، وفاة آخر كاميروني في طنجة بعد سقوطه من فوق مبنى، لافتات بعدد من العمارات تمنع عنهم الكراء، ومسيرات تطالب بطردهم.