ذكر بيان لمعهد بروميتيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان بتاريخ 2014/03/17 ، توصلنا بنسخة منه، حول تنامي العنصرية ضد المهاجرين الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء، أن المعهد قد وقف في الأشهر القليلة الأخيرة على تنامي خطاب عنصري وشوفيني متطرف يستهدف المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، يصل حد التحريض على الكراهية والعنف اتجاههم، فضلا عن استعمال عبارات مهينة وأوصاف معيبة في حقهم لم تسلم منها حتى بعض وسائل الإعلام. إننا في معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان، نعتبر تفشي الخطاب العنصري بهذا الشكل المتزايد ضد المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء مؤشرا خطيرا، يجعلنا نخشى من تطور الأمر إلى تشكل تيار منظم يتبنى هذا الطرح المتعارض مع جميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والذي يتبنى بشكل صريح قولا أو فعلا الكراهية ضد المهاجرين الأجانب توصيات المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية و التمييز العنصري وكراهية الأجانب في ديربان سنة 2001، والذي أشار إلى أن كراهية الأجانب التي تمارس ضد غير المواطنين، ولا سيما المهاجرين، تشكل أحد المصادر الرئيسية للعنصرية المعاصرة. إن تسلسل مجموعة من الأحداث التي عرفتها عدد من المدن المغربية على إثر أحداث متفرقة كان المهاجرون المنحدرون من دول جنوب الصحراء طرفا فيها يدق ناقوس الخطر بشكل جدي، وهنا نسجل في " معهد بروميتيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان" بعد تتبعنا عن كثب لمجريات الأمور، قلقنا البالغ من التداعيات التي أعقبت حادثتي مدينتي طنجةوالفنيدق وننبه إلى التجييش الذي حصل ضد المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء: خروج تظاهرة منظمة للسكان في طنجة مدعومة من طرف بعض الجمعيات المحلية تطالب بطرد المهاجرين إثر مواجهات اندلعت بين السكان المحليين ورجال الأمن وعدد من المهاجرين على إثر مقتل مهاجر كمروني في حي بوخالف في طنجة بتاريخ الرابع من دجنبر من سنة 2013، رفعت خلال التظاهرة شعارات عنصرية ومتطرفة ضد المهاجرين. مسيرات في مدينة الفنيدق تطالب بطرد المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء من مدشر بني مزالة بعد اتهامات موجهة لأحد المهاجرين بمحاولة اغتصاب سيدة مغربية، الحادث أعقبته تطورات خطيرة بعد دعوات متهورة حرضت السكان المحليين على الانتقام من المهاجرين، ما تسبب في الإقدام على تدمير خيامهم وحرق أغطيتهم وأوانيهم، رغم تعبير هؤلاء بشكل واضح من خلال تواصلهم مع السكان عن استنكارهم للحادث وإعلان تضامنهم مع عائلة الضحية. فضلا عن ذلك كله، سقطت بعض وسائل الإعلام، سواء الخاصة أو العمومية في بعض موادها الصحفية، (عن قصد أو دون قصد) في الترويج لخطاب مبني على الكراهية والتمييز ضد تواجد المهاجرين من دول جنوب الصحراء في المغرب، من خلال استعمال نعوت مهينة وتحريضية وحاطة بالكرامة الإنسانية، بوصفهم سواء من طرف وسائل الإعلام نفسها أو ضيوفها ب "المجرمين " و "المخربين" و "تجار المخدرات" و"ممارسة الدعارة" وغيرها من الأوصاف المشجوبة، بشكل يتنافى مع الدور الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام في نشر ثقافة وقيم حقوق الإنسان. إننا في "معهد بروميتيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان" ونحن نجدد قلقنا البالغ من تنامي خطاب عنصري متطرف ضد تواجد المهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء في المغرب يصل إلى غاية المطالبة بطردهم من الأراضي المغربية، ندعو الدولة المغربية إلى احترام كافة التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان (الاتفاقية الدولية المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال الميز العنصري) ، وبالتالي اتخاذ كافة الإجراأت اللازمة والضرورية للتصدي لمثل هاته الخطابات المحرضة على الكراهية وضمان عدم تكرارها، كما نشدد على مسؤولية الدولة عن الرسائل السلبية والصور النمطية والخطابات المعادية للمهاجرين التي تم تمريرها عبر وسائل الإعلام العمومية في عدد من البرامج والتقارير. كما نطالب وسائل الإعلام بالقيام بدورها التاريخي وتحمل مسؤوليتها الكاملة، لنبذ أي خطاب عنصري أو محرض على الكراهية تجاه المهاجرين، وتوعية وتثقيف المواطنين وإشاعة ثقافة قبول الآخر، ونشر قيم التسامح والتعايش والتربية على حقوق الإنسان. ونناشد المجتمع المدني المغربي المحلي في المدن والمناطق التي يتخذها المهاجرون ملجأ لهم بأن يضطلع بمهمته في محاربة تنامي مظاهر العنصرية والتحريض ضد المهاجرين الأجانب، وعدم التزام الحياد السلبي تجاه الحوادث التي يكون المهاجرون طرفا فيها أو الانجرار إلى تبني طرح تمييزي ضد المهاجرين كما حصل في عدد من المناطق
عبدالعالي نجاح
Related posts: لبيجيدي يفتح أبوابه للخطاب التحريضي 30 ألف مهاجر إفريقي سري في المغرب يتحيّنون الفرصة لاكتساح اسبانيا "طالبان" مجرد اجتهاد إسلامي لدى العدل والإحسان