شرعت مجموعة من الشركات العالمية العاملة في مجال تصنيع الهواتف الذكية من آسيا وأمريكا الشمالية وأوربا، في مفاوضات مع مجموعة "مناجم" المغربية، المتخصصة في مجال استخراج المعادن، من أجل تزويدها بتركيبة جديدة تستعمل في تصنيع بطاريات مقاومة للحرارة. وقال إسماعيل أقلعي، المدير العام لقطب المعادن الأساسية والكوبالت، في تصريح لهسبريس، إن شركات من كوريا الجنوبية مثل سامسونغ وأخرى صينية، والشركة المتخصصة في صناعة بطارية أجهزة أيباد وأيفون لمجموعة آبل الأمريكية، تحاول التوصل إلى اتفاق مع المجموعة المغربية لتزويدها بحاجياتها من الكوبالت الذي طور في مختبرات مناجم بنواحي مراكش، قصد استخدامها في صناعة بطاريات من الجيل الجديد. وأفاد أقلعي، على هامش الزيارة التي نظمتها "مناجم" لمنجميها في دراع لصفر وكماسة بنواحي مراكش، أن خبراء "مناجم" العاملين بمختبرات كماسة قد تمكنوا بالفعل من تطوير تركيبة متطورة من الكوبالت وبعض المواد الأخرى، تتميز بخاصياتها المقاومة للحرارة، مما يجعلها تظل في نفي درجتها العادية سواء تم تشغيل الهاتف أو لم يتم تشغيله. وأشار نفس المسؤول إلى أن "مناجم" تستعد للمرور بهذه التركيبة إلى مرحلة الإنتاج، وهو ما دفع الشركات العالمية العاملة في مجال صناعة الهواتف الذكية على وجه الخصوص، إلى السعي للحصول على هذه التركيبة الجديدة لتصنيع البطاريات. وأكد المتحدث ذاته أن "مناجم" قامت بتسجيل براءة هذا الاختراع في كل من سويسرا والولايات المتحدةالأمريكية والصين واليابان وكوريا الجنوبية والصين وعدد من الدول الأخرى. وعما إذا كانت "مناجم" ستباشر تصنيع هذه البطاريات، أجاب أقلعي "من السابق لأوانه الحديث عن هذه المسألة، حيث إن هناك اتصالات في هذا الاتجاه، ومسؤولو مناجم سيحسمون في الأمر"، مضيفا أن "الدخول لنادي مصنعي البطاريات ذات تكنولوجيا عالية ليس بالأمر بالسهل، لكن ليس بالمستحيل..". أقلعي، الذي يعتبر أحد الخبراء القلائل العاملين في مجال البحوث الكيميائية الموجهة لقطاع المناجم، أكد لهسبريس أن هذه التركيبة الجديدة تشكل خطوة كبيرة في اتجاه تثمين معدن الكوبالت المستخرج في المغرب. وزاد بالقول "تثمين الكوبالت ورفع قيمته المضافة أصبح ضرورة قصوى، لذا نعمل على مجموعة من المستويات في هذا الاتجاه"، مردفا "لقد قمنا بإنشاء وحدة صناعية لتحويل الكوبالت الخام إلى كوبالت معدني، وهو ما ساعدنا على رفع القيمة المضافة للمنتوج المغربي في السوق الدولي، كما قمنا باختراع تركيبة ساعدتنا على تصميم بل اختراع نوع جديد من البطاريات المقاوم للحرارة في وضعية استعمال بطاريات الهواتف وبطاريات السيارات والبطاريات بصفة عامة". وعن مستوى إنتاج مناجم من معدن الكوبالت، أورد أقلعي "نحن ننتج ما بين 1500 و1800 طن من الكوبالت من أصل 80 ألف طن التي تنتج عل الصعيد العالمي"، وأضاف المدير العام لقطب المعادن الأساسية والكوبالت، بأن 30 في المائة من الإنتاج العالمي من الكوبالت يتوجه لقطاع صناعة البطاريات.