كشفت مصادر من داخل الحكومة فضلت عدم الكشف عن هويتها أن أيام الائتلاف الحكومي باتت معدودة وأن تعديلا حكوميا أصبح أكثر إلحاحا في الوقت الحالي. "" وعزت المصادر ذاتها ذلك إلى التصدع الذي طرأ على الائتلاف الحالي على إثر الاختلاف الذي نشب بين أهم مكوناتها، الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، وانتقل إلى صحافة الحزبين مؤخرا . وكان نقاش قوي قد دار مؤخرا بين وزراء الاتحاد الاشتراكي والاستقلال في الاجتماع الحكومي ماقبل الأخير ، حيث استشاط الوزير الأول الاستقلالي عباس الفاسي استشاط غضبا مما تنشره جريدة "الاتحاد الاشتراكي" من انتقادات حول بعض القطاعات الحكومية التي يسيرها وزراء استقلاليون. وانضم إلى الوزير الأول وزراء استقلاليون آخرون في المجلس الحكومي اعتبروا أن يومية "الاتحاد الاشتراكي" اختصت في انتقاد الوزراء الاستقلاليين في حين لا تتطرق أبدا إلى القطاعات التي يسيرها وزراء اشتراكيون. واعتبر وزراء حزب الاستقلال هذا الأسلوب الإعلامي من يومية "الاتحاد الاشتراكي" مجرد ترجمة لسياسة الحزب الناطقة باسمه والتي تعتمد على وضع رجل في الحكومة وأخرى في المعارضة. وأبدى الوزراء الاستقلاليون استياءهم من أسلوب حزب الاتحاد الاشتراكي حليفهم الرئيس في الحكومة واعتبروا انتقاد صحافته لهم طعنا من الخلف، في الوقت الذي يفرض فيه التضامن الحكومي تشجيع سياسة الحكومة والدفاع عن وزرائها. وشنت بدورها يومية "العلم" هجوما عنيفا على زميلتها "الاتحاد الاشتراكي" ووصفت ما تنشره من انتقادات لعمل القطاعات الوزارية التي يسيرها حزب الاستقلال ب "صحافة الأحقاد". بينما رد مدير يومية "الاتحاد الاشتراكي" بأن عمل جريدته لا يخضع لتعليمات أيا كان وأنها تنتقد كل القطاعات بما فيها تلك التي يسيرها الوزراء الاشتراكيون.