يشهد المجال الصحفي في بلادنا العزيزة عددا من المفارقات والعجائب التي تزداد استفحالا مع التفسخ المهني الذي بدأ يسري بين عدد من منتسبي السلطة الرابعة . وهكذا صرنا نتابع حلقات من التنابز والتلميح القبيح والإشارة الضارة بين صحفيي عدد من المنابر الإعلامية ضمن مسلسل منحط وبذيء يوظف الشرف والحياة الشخصية والخصوصية الفردية كسلاح يشهر و يشهر ( بتشديد الشين ) بين رفاق المهنة . "" ففي خضم القضايا التي جرت عددا من الصحف إلى ردهات المحاكم ،و ما تلاها من تحقيقات و متابعات واستنطاقات ، وتصريحات عدد من المتابعين بخصوص وقائع و مجريات ، تطلع علينا الصحيفة الأكثر" مقروئية أو مقرونية بأوساط معلومة" لتهاجم صديق الأمس ثم رفيق البارحة فزميل المهنة ، و تتعالى في تقديم النصائح لهم بناء على التعليمات الموجهة لها ، و توزع عليهم صكوك التوجيه و الإرشاد و المعروف الإعلامي ... وبعدما لم يجد " رشيد الصحافة المكتوبة " من يوجه له سهامه المسمومة وافتراءاته المذمومة ، اتجه بحسب علامات التشوير الموضوعة له و أمامه إلى الصحافة الإلكترونية ، و انطلق الإعلامي التنيني بناره و لهبه الفياض إلى موقع المغاربة الإخباري الإعلامي ، الجريدة الإلكترونية الأولى من حيث الولوج والمقروئية فعلا و المتابعة . ففطنت جريدة آخر الليل إلى موقع هسبريس و ما يستأثره من اهتمام وإقبال يزدادان باطراد ، ليوصفه صاحب العمود الصدئ في ذيل منشوره ب" الموقع المشبوه "!! يا سلام! هكذا إذن هي المهنية و الإحترافية و إلا فلا!!نعم الأحكام و الأختام ؟ هكذا يسعى الوسيط العليم ، الموزع الحصري لشهادات حسن السيرة و السلوك لمعشر الإعلاميين ، الباطرون الجامع لجميع المهام الإعلامية و التحريرية و الإدارية و المالية إلى نشر الأباطيل و الإفتراءات و الأكاذيب ، بعدما بدأ يشعر بتواصل انخفاض مؤشر معيشته المتأتية من بيع الوهم و الإشاعة و البهتان؟؟ ألم تصبح جريدة " الما ساء " ( من السوء ) مرتعا للإساءة و التشهير و القّذف و خدش السمعة و الشرف في حق ما يحلو له و لهم(..)؟ أليست هي المشبوهة و هو المشبوه ؟ أم صارت التضحية بالخلق المهني وسيلة و غاية مقابل أن لا يتعرض ماله و ما كسب للإحتباس ؟ ليس من مبادئنا أن نفتح جبهات أو نختلق صراعات أو نفتعل مناوشات ، لكننا ، و بكل يقين لا يمكن لنا تجاهل مصائد و مكائد صنعت لحاجات في نفوس طيور الظلام ...و إن عدتم عدنا .