لمْ يمرِّ المؤتمرُ التأسيسي للمنظمة النسائية لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي انعقد مساء اليوم بالرباط، دون توجيه انتقادات لحكومة عبد الإله بنكيران، فيما يتعلق بتعامل الحكومة مع ملف حقوق النساء. ففي الكلمة التي ألقتها ميلودة حازب، التي أسندت إليها رئاسة المؤتمر، الذي نظم تحت شعار "المساواة من أجل الكرامة والمواطنة"، قالت حازب إنّ الحكومة الحالية لم تبادر بعد إلى تفعيل مبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة، كما ينصّ على ذلك الدستور. وعلى الرغم من زيادة عدد الوزيرات في النسخة الثانية من حكومة بنكيران، إلّا أنّ حازب لم ترَ في ذلك أيّ تقدّم، فبعد أن ذكّرت الحاضرين في قاعة ابن ياسين، التي احتضنت المؤتمر، بأنّ النسخة الأولى من الحكومة لم تتضمّن سوى وزيرةٍ واحدة، قالتْ إنّ جميع الوزيرات اللواتي دخلن إلى حكومة بنكيران في نسختها الثانية هنّ وزيرات منتدبات، "تحت وصاية الرجال، فيما لا يوجد ضمن الحكومة أيّ وزير تحت وصاية المرأة"، وهي العبارة التي ردّت عليها القاعدة بالتصفيق. الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة، مصطفى بكوري، قال في كلمته إنّ تأسيس منظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة نابعٌ من سعي الحزب إلى ترسيخ المساواة وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، واصفا المرحلة التي يأتي فيها تأسيس المنظمة ب"المرحلة التاريخية". وأضاف بكوري أنّ السياق الراهن يستدعي الوقوف على ما تحقّق للمرأة المغربية من مكتسبات، مضيفا "فرغم كلّ ما تحقق للمرأة المغربية من حقوق ومكتسبات، إلّا أنه لا يجب أن نقف عند هذا الحدّ، بل لا بدّ من مواصلة الجهود، للرقيّ بوضعية المرأة المغربية، وتمكينها من حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية". وفيما كانت اللافتات التي أحيطت بها جنبات قاعة ابن ياسين بالرباط، تحمل شعارات تدعو إلى "تحرير المرأة"، والمساواة بينها وبين الرجل، وشعارات أخرى تدعو إلى عدم التراجع عن المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي، إلّا أنّ بكوري قال في كلمته إنّ المساواة بين المرأة والرجل يجب أن تأخذ بعين الاعتبار "الخصوصية الدينية والثقافية المغربية، بمعانيها المتنورة، والتي تزاوج بين الأصالة والمعاصرة". إلى ذلك، وفيما كانت جميع أحزاب الأغلبية الحكومية حاضرة في المؤتمر التأسيسي لمنظمة حزب الأصالة والمعاصرة، لم يحضر أيّ ممثل عن حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، إذ اقتصر حضور الحزب في المؤتمر على منظمته النسائية.