تهاطلت الشكايات على خطوط اتصال الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدارالبيضاء-سطات (SRM) من سكان أحياء في العاصمة الاقتصادية بعد تحول انقطاعات الماء الصالح للشرب إلى ظاهرة مزمنة، حيث انتفض سكان حي "ألماز"، الواقع في مقاطعة الحي الحسني، بسبب حرمانهم من المياه بشكل متكرر يوميا، وذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فيما أكد متضررون أن الانقطاعات تبدأ عادة من الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة عصرا، ما أعاق قدرتهم على أداء أبسط المهام اليومية. وأضاف المتضررون، في تصريحات منفصلة لهسبريس، أنه خلال الأسبوعين الأخيرين، تفاقمت المشكلة بشكل ملحوظ، حيث أصبحت المياه شبه منعدمة طوال اليوم، وعندما تعود مساء، يكون صبيبها ضعيفا للغاية، خاصة في الطوابق العليا للعمارات السكنية، مما يجعل وصولها شبه مستحيل حتى ساعات متأخرة من الليل، مؤكدين أن هذه الأزمة أثرت بشكل كبير على حياتهم الطبيعية، ووضعيتهم النفسية والاجتماعية، وسط غياب تام لأي حلول ملموسة من الجهات المسؤولة، رغم تقديم شكاوى متعددة إلى الشركة الجهوية متعددة الخدمات عبر الهاتف والبريد الإلكتروني والتطبيقات الذكية، مشيرين إلى أن تدخلات مكاتب "السانديك" لدى الشركة والسلطات المحلية لم تسفر عن أي نتائج ملموسة. وتناسلت على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا "فيسبوك"، شهادات سكان متضررين من الانقطاعات المزمنة للمياه، تعكس حجم المعاناة اليومية. فقد كتب أحد السكان: "نعيش وكأننا في منطقة قروية مضطرين لملء زجاجات المياه كل مساء لاستخدامها في اليوم التالي"، فيما تحدث آخرون عن صعوبة أداء أبسط المهام الأساسية، مثل الاستحمام والطبخ، أو حتى غسل اليدين، ويزداد الوضع سوء بالنسبة إلى الأسر ذات أطفال صغار أو أشخاص كبار السن، الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة. واشتكى سكان الإقامات السكنية "عنبر1" و"عنبر 2′′، المجاورة لإقامات "ألماز"، من شعورهم بالإهمال والتجاهل، إذ أكدوا أن صبيب المياه ينخفض بشكل شبه يومي، ما يؤدي إلى انقطاعها في الطوابق العليا، محملين مسؤولية أوضاعهم إلى الشركة المكلفة بتوزيع الماء والكهرباء والمنعش العقاري صاحب المشروع، مطالبين إياهما بتوضيح الأسباب وراء هذه الانقطاعات المستمرة. وفي اتصال لهسبريس مع الشركة الحهوية متعدد الخدمات الدارالبيضاء-سطات، أفاد مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته بأن مشكل قلة المياه قائم في العاصمة الاقتصادية منذ مدة طويلة، وما زال مستمرا حتى الآن، مؤكدا أن الشركة عمدت إلى توجيه إشعارات عبر مختلف القنوات المادية والإلكترونية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتعليق التزود وخفض الصبيب خلال فترات محددة، مشددا على ضرورة وعي المستهلكين بإكراهات وظروف توفير المياه الصالحة للشرب في جميع أحياء البيضاء. وتتجاوز مشكلة الانقطاعات المتكررة للتزود بالمياه حدود حي "ألماز"، حيث تعاني مدينة الدارالبيضاء ككل من أزمة ندرة المياه، نتيجة للطلب المتزايد والموارد المائية المحدودة، فيما أعلنت السلطات المحلية في غشت الماضي عن خفض بنسبة 10 في المائة في تدفق المياه كإجراء وقائي. كما تم إطلاق مشاريع ضخمة، منها إنشاء محطة لتحلية مياه البحر، من المتوقع أن تؤمن حوالي 200 مليون متر مكعب سنويا، قابلة للزيادة إلى 300 مليون متر مكعب بحلول عام 2030. ورغم هذه الجهود، ما تزال أحياء مثل "ألماز" تعاني من تبعات هذه الأزمة، فيما يطالب السكان بحلول عاجلة وشفافة، مع تحديد جدول زمني واضح لإنهاء هذه الانقطاعات، بينما يدرس عدد منهم في غياب الاستجابة إمكانية تنظيم وقفات احتجاجية للتعبير عن استيائهم ودفع الجهات المعنية إلى التحرك لحل مشاكل التزود بالمادة الحيوية المذكورة.