لم يفوت ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني السابق، فرصة مشاركته في ندوة "قيم العدالة والنظم الديمقراطية"، ضمن فعاليات الدورة ال45 من موسم أصيلة الثقافي الدولي، دون الإشادة باعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، واصفا القرار ب"الشجاع والعادل". وسجل موراتينوس أن قرار الاعتراف الإسباني كان يرمي إلى جعل مدريد نموذجا يحتذى بالنسبة لعدد من الدول الأوروبية الأخرى"، مؤكدا أن حكومة بلاده اهتدت إلى رأي يفيد بعدم تأجيل الاعتراف بدولة فلسطين إلى غاية الوصول إلى نهاية مسار التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واعتبر الدبلوماسي الإسباني المخضرم أن اعتراف المنتظم الدولي بدولة فلسطين بات أمرا مستعجلا وخطوة أولى في مسار السلام، لافتا الانتباه إلى أن الخطوة تبقى أيضا شرطا أوليا لتفعيل حل الدولتين وخدمة لمستقبل المنطقة، ومنتقدا التعامل التفضيلي الذي حظيت به إسرائيل عكس فلسطين، بعدما تم الاعتراف الدولي بها منذ البداية؛ عكس ما نص على ذلك مسار التسوية والسلام الذي يؤكد على الاعتراف بحل الدولتين بعد نهاية المسار التفاوضي. وأفاد المتحدث بأن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ينبغي ألا يكون محل تفاوض، مؤكدا أن إسرائيل تضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى لا تعترف بدولة فلسطين، كما شدد على أن الوصول إلى حل الدولتين لا يمكن أن يتم من دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية. كما خص موراتينوس الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة لأزيد من عام بانتقاد حاد، معتبرا أن "استمرار إسرائيل في ممارسة أعمالها البربرية يدفع إلى التساؤل عما إذا كان لها الحق في الوجود، وإن كانت ستكون محط قبول في المنطقة والمحيط في المستقبل". وزاد الدبلوماسي الأوروبي الشهير مطالبا المجتمع الدولي ب"عدم إغماض العين" عما يقع في غزة والرهان على العدالة، مشددا على أهمية التحرك دفاعا عن حقوق الإنسان وتقوية مؤسسات الأممالمتحدة ومحاربة الإفلات من العقاب، قبل أن يختم بأن الديمقراطية تتراجع وتضمحل في أوقات الحروب، فيما تختفي هذه الأخيرة عندما تتقوى السياسة.