دعا الدبلوماسي والسياسي الإسباني السيد «ميغيل أنخيل موراتينوس» أمس بالرباط الاتحاد الأوربي إلى التحلي بالشجاعة والاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم وليس غدا. ففي ندوة احتضنتها مساء أمس الأربعاء مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط، حول موضوع «السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي والمتوسط» شارك فيها عدد من الأساتذة والدبلوماسيين الأوربيين والمغاربة، قال السيد موراتينوس «إن ساعة الحقيقة قد دقت بالنسبة للاتحاد الأوربي، فعلى الاتحاد أن يُظهر – في سياسته الخارجية المتوسطية والشرق أوسطية- قدرته الحقيقية، وأن تكون له شجاعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذه السنة وليس بعد قرنين» وأضاف السيد موراتينوس جوابا عن سؤال لماذا هذه السنة بالذات؟ : « لأنه في هذه السنة 2017 ، نحتفل،نحن الدبلوماسيين، بالذكريات وبالتواريخ المهمة – فبالضبط في 2 نوفمبر، تكون قد مرت مئة سنة على تصريح بلفور. وفي 28 نوفمبر القادم ستحل الذكرى السبعون للقرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الدولتين (تقسيم فلسطين)، وفي 26 نوفمبر أيضا ستحل الذكرى الخمسون للقرار 242 الذي أعقب حرب الأيام الستة (1967) الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة» وأوضح الدبلوماسي الأوربي أن «أوربا تملك حاليا أداة دبلوماسية قوية ووحيدة من أجل إقرار السلم بالمنطقة ، وهي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفا هذا الاعتراف بأنه «ليس عملا عدائيا ضد إسرائيل، فحين أعلن بن غوريون في 14 ماي 1947 قيام إسرائيل، لم يطلب من الفلسطينيين السماح له بإعلان الدولة ولم يتفاوض معهم لإعلانها، فلماذا نحن المجموعة الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة وإسرائيل، سقطنا في هذه المصيدة التي تقول إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ينبغي أن يكون نتيجة مفاوضات، لماذا؟؟؟» «فالفلسطينيون –يضيف موراتينوس» لهم الحق في إعلان دولتهم، نعم إنه عمل أحادي الجانب ولكن إسرائيل قامت بالمثل أيضا قبل سبعين عاما» «فعلى الأوربيين ، إن أرادوا السلام بالمنطقة، أن يمتلكوا الشجاعة السياسية وبُعد النظر التاريخي كي يتخذوا قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية هذا العام قبل فوات الأوان، وتذكروا جيدا –يقول موراتينوس- فمع صعود السيد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، يمكن أن تحصل مفاجآت، مثل إلغاء فكرة الدولتين نهائيا أو ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن(الترانسفير)» وذكر السيد موراتينوس بأن المتوسط بالنسبة للدبلوماسية الأوربية هو المركز وليس شرق أوربا، ففي هذه البحيرة ستكون الرهانات الاقتصادية والمالية بالنسبة لأوربا، فهي المحور بين إفريقيا وأوربا كما أن المغرب وإسبانيا هما المحور بين المنطقتين. وأكد السيد موراتينوس أن أوربا عنصر حيوي وأساسي في المتوسط وليست فاعلا إقليميا، «فنحن فاعل وعنصر طبيعي بالمنطقة، فلا يمكن فهم المتوسط بدون أوربا كما لا يمكن فهم أوربا بدون البحر المتوسط، فنحن لسنا الولاياتالمتحدة ولسنا روسيا، نحن جزء من المنطقة، لذلك فألا تكون أوربا –مثلا- عنصرا فاعلا في المفاوضات حول سوريا هو كابوس و أمر غير مفهوم» وقد شارك في الندوة التي أطرها الأستاذ «إسندر العمراني» مدير إفريقيا الشمالية بمجموعة «كريزيس غروب'، كل من النائبة الأوربية «إلكسندرا ثاين» والدكتور فؤاد عمور الاقتصادي والأستاذ الباحث بجامعة محمد الخامس بالرباط و»فيليب هولز أبفل» رئيس قسم السياسة والإعلام والثقافة ببعثة الاتحاد الأوربي بالمغرب والسيد «جون بول شانيولو» أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الفرنسية وأستاذ باحث مختص في شؤون الشرق الأوسط؟