الشهيد يحيى السنوار كان قائداً يخوض حرب تحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال. هذا الرجل الذي قضى شبابه وحياته في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة وتعزيز المقاومة. يحيى السنوار لم يكن إرهابياً كما تحاول إسرائيل وبعض حلفائها في الغرب تصويره كذبًا وخداعًا؛ بل كان مرابطاً مقاوماً متشبثاً بتراب وطنه. فالآلة الإعلامية الصهيونية تحاول تشويه رمز المقاومة الفلسطينية، الشهيد يحيى السنوار، في عقول شعوب العالم، وتعميم وصفه بالإرهابي، والمسؤول الأول عن عملية طوفان الأقصى ليوم 7 أكتوبر 2023، في حين أنه كان مقاوماً ومدافعاً عن الوطن والأرض والقضية ضد الاحتلال الذي ما فتىء يتوسع بإقامة مستوطنات ومصادرة الأراضي وقتل الفلسطينيين وتعذيب الأسرى منهم وإساءة المعاملة لهم. إسرائيل وحلفاؤها من الغرب، ينكرون على الفلسطينيين حقهم الشرعي في المقاومة ويغضون الطرف عن جرائم الحرب التي تقوم بها إسرائيل، بل يعتبرونها ضحية الإرهاب، والمقاومة الفلسطينية، ومن بينها حركة حماس، على أنها إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، سعى الخطاب الإعلامي الغربي دائماً إلى نزع الشرعية عن عمل المقاومة الفلسطينية، في حين أن المواثيق الدولية والقرارات الأممية تكفل حق الشعب الفلسطيني في المقاومة. نذكر على سبيل المثال القرار الأممي 3236، بتاريخ 22 نوفمبر 1974، الذي نص على أن الأممالمتحدة "تعترف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكل الوسائل وفقاً لمقاصد ميثاق الأممالمتحدة ومبادئه (...) وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمد بدعمها الشعب الفلسطيني في كفاحه لاسترداد حقوقه، وفقاً للميثاق". وقبل هذا، وفي عام 1970، أصدرت الأممالمتحدة القرار رقم 2649 ب"إدانة إنكار حق تقرير المصير خصوصاً لشعوب جنوب إفريقيا وفلسطين"، الذي ينص على أن الجمعية العامة "تؤكد شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والأجنبية، والمعترف بحقها في تقرير المصير، لكي تستعيد ذلك الحق بأية وسيلة في متناولها". فضلاً عن ذلك، أكدت الجمعية العامة على شرعية المقاومة المسلحة الفلسطينية، في قرارها بتاريخ 4 ديسمبر 1986، الذي ينص "على شرعية كفاح الشعوب من أجل استقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، والتحرر من السيطرة الاستعمارية والفصل العنصري والاحتلال الأجنبي بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الكفاح المسلح". يتضح أن القانون الدولي يضع الدول الغربية الداعمة لإسرائيل أمام ازدواجية معاييرها، عندما تتجاهل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل وتنعَت حركة حماس الفلسطينية بأنها منظمة إرهابية. بل الغريب في الأمر أن دول الغرب تعتبر أن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا وتطالب بمحاكمة القادة الروس أمام المحكمة الجنائية الدولية.