جاء في إحاطة المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، أمام مجلس الأمن، يوم الأربعاء الماضي، مقترح سبق أن أثار الجدل وأعاد نزاع الصحراء المغربية إلى مرحلة المبعوث السابق جيمس بيكر الثالث وفكرة "التقسيم" بين الشمال والجنوب. في تفاصيل إحاطته التي اطلعت هسبريس على نسخة منها، استعرض دي ميستورا حال النزاع بعد 3 سنوات من تعيينه من قبل الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريش، وكيف لم تتغير مواقف الأطراف الأربعة، قبل أن يفرج عن فكرة "تقسيم" الصحراء المغربية إلى "قسمين"، وقال: "أطلعت أطراف النزاع على هذا المقترح الذي سبق أن تم اقتراحه من قبل سلفي جيمس بيكر الثالث". وأضاف دي ميستورا أن هذا "المقترح الذي جاء قبل أكثر من 20 عاماً، يمكن أن يخلق دولة مستقلة في الجزء الجنوبي من الصحراء، وبقاء الجزء الشمالي للمملكة المغربية، مع ضمان الاعتراف الدولي". هذا "التقسيم"، حسب إحاطة الدبلوماسي الإيطالي، يمكن أن يحقق مطلبي طرفي النزاع: السيادة بالنسبة للمغرب، و"تقرير المصير والاستقلال" بالنسبة لجبهة البوليساريو. ولم يخف دي ميستورا أن "مقترحه" لقي إشادة من بعض الدول التي لم يسمها (في إشارة إلى الجزائر وجنوب إفريقيا)، في حين لقي رفضاً من قبل المملكة المغربية وجبهة البوليساريو. وقال مدافعا عنه: "أعتقد أن المقترح كان جديراً بتقديمه، وقد كنت مستعداً للعمل عليه لكن الطرفين (المغرب/البوليساريو) رفضاه، وقد كان من مسؤوليتي إخبار مجلس الأمن بذلك اليوم". وانتقل المبعوث الأممي إلى الصحراء للحديث عن الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، موردا أن "خطة الحكم الذاتي المغربية التي ظهر أنها تكسب زخماً كبيراً، تدفعنا إلى ضرورة فهم كبير لها وكيفية تطبيقها"، معتبرا أن "الوقت قد حان لاستكشاف الطرائق التي يتصورها المغرب بشكل ملموس. ولكي يتم هذا الاستكشاف، فمن الضروري أن يقدم المغرب تفاصيل رؤيته، وأشعر بالارتياح في هذا الصدد خلال مشاورتي الفردية مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الشهر الماضي، حيث تفهم المغرب ضرورة شرح وتوسيع مقترح الحكم الذاتي". ووضع دي ميستورا مدة ستة أشهر كمدة يجب التوصل فيها إلى الحل، أو إعادة النظر في منصبه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. كلمة دي ميستورا أمام مجلس الأمن راجعت 3 سنوات من توليه المنصب، وتحدثت عن استمرار المؤشرات نفسها التي يستعرضها بشكل متكرر في إحاطاته، حيث "الوضع الإنساني في مخيمات تندوف متأزم للغاية، ومهمة بعثة المينورسو يجب أن يتم تمديدها من جديد، ومعضلة وقف إطلاق النار ما تزال تتجاوز من طرف جبهة البوليساريو...". واعتبر مبعوث غوتيريش أن الصراع بين المغرب والجزائر "يؤثر بشكل كبير على إيجاد حل لهذا النزاع"، مضيفاً أن "متغيرات عديدة حدثت مؤخراً، حيث خطاب الملك محمد السادس أمام البرلمان حول الصحراء، وحكم محكمة العدل الأوروبية، والاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء".