إذا لم تستح يا حكومة ، فافعلي ما شئت.....؟هذا هو الجواب الذي ترد به فئات عريضة من أبناء الشعب البسطاء ، العاطلين عن العمل و المطرودين منه و المكتوين بنار الأزمة الاقتصادية التي أصابت معظم بلدان العالم بدون استثناء . "" حكومتنا الموقرة ، و في خضم احتفالات المغرب بالذكرى العاشرة لتربع ملكه محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين ، لم تأبه لما يدور حولها ، و لم تأخذ بالاعتبار حساسية المرحلة و الذكرى ، فصارت – من وجهة نظرها - "تستبلد" الشعب ساعية في محاولة ماكرة ، خادعة ، و تدليسية ، إلى الإعلان ، عن سبق إصرار و ترصد أن معدل البطالة في المغرب ، انخفض – هكذا – من 9.1 في مثل هذه الفترة من السنة الماضية ، ليستقر – نعم – في 8 بالمائة خلال النصف الثاني من هذه السنة ؟؟ عجيب ؟؟المغرب انخفضت فيه البطالة دون سواه من بلدان العالم المتقدمة و المزدهرة والمتحضرة والقوية اقتصاداتها وبنياتها ومؤهلاتها الاقتصادية و المؤسساتية ، و التي تضررت جميعها بدون استثناء و إن بنسب متفاوتة .. كيف تريد حكومة صاحب الجلالة أن يصدقها الشعب في هكذا ترهات ؟؟ الحكومة بنفسها ، عبر تقاريرها المركزية و الجهوية ، و من خلال بيانات المقاولات المغربية و مراكز الدراسات و مراصد البحث و المتابعة و معطيات مكتب الصرف المتتالية و مستندات المؤسسات المالية و التجارية ، تجمع جميعها على تواصل تسريح آلاف العمال و طرد مئات آخرين و تضاؤل فرص الشغل و نقص الموارد المالية و توالي إغلاق المعامل و المصانع ، و توقف الأشغال في فروع كثير من المؤسسات الاقتصادية الكبرى بالمغرب ، وعدم كفاية الاجراءات الحكومية لوقف النزيف الاقتصادي و المالي في قطاعات الصناعة و التجارة و الخدمات نتيجة توسع آثار الأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت بكبريات الاقتصادات العالمية إلى الإعلان جهرا ورسميا عن تضررها من جراء ذلك ، وتداوم على التأكيد على ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف مواطنيها و سكانها النشيطين ، مصارحة بذلك الشعب بحقيقة الأوضاع و واقع الحال ، من منطلق المسؤولية السياسية و التكليف الشعبي و الخلق السياسي السائد في البلدان الغربية < ارتفع معدل البطالة في اليابان مؤخرا ب 5.4 بالمائة ،منظمة العمل الدولية تتوقع ارتفاع معدل البطالة في الشرق الأوسط بنحو 25 بالمائة هذا العام ، و في شمال إفريقيا بنسبة 13 بالمائة ، ارتفاع معدل البطالة في أروبا إلى 9.5 بالمائة كأعلى معدل منذ 10 سنوات ، كذلك الأمر في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سجلت ركودا اقتصاديا و ارتفاعا في معدلات البطالة بشكل لم تشهد له مثيل منذ ثلاثينات القرن الماضي ..... أما في بلدنا العزيز ، فيحق لنا القول ، خصوصا الآن ، أننا أجمل بلد في العالم ، من حيث الكذب و البهتان و التدليس و التمويه و الغش . و لتحيا أرقامنا و معدلاتنا و حكومتنا و مندوبيتنا السامية للتخطيط ، و إلى افتراء جديد في موعد جديد...