اتهم الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في شريط فيديو، بث أمس الاثنين، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما بأنه يسعى نحو إيجاد دولة فلسطينية تعمل كامتداد "لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، مؤكدا في الوقت نفسه أن إسرائيل هي بحد ذاتها "جريمة" ويجب إزالتها من الوجود. وقال الظواهري في شريط فيديو، أودعته مؤسسة السحاب الإعلامية المرتبطة بالتنظيم موقعها الإلكتروني، "إن أوباما يريد دولة فلسطينية تعمل كفرع للحكومة الإسرائيلية،" معتبرا إسرائيل "جريمة يجب أن تزال من الوجود. وأكد في الشريط، الذي لم تتمكن CNN من التأكد من صحته، أن وعود إقامة الدولتين وإزالة المستوطنات، كان يطلقها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، ما دعاه للتساؤل عن الجديد في خطابات أوباما، التي رآها استمرارا "للجريمة الصهيونية الصليبية ضد المسلمين منذ الحرب العالمية الثانية." واتهم الظواهري أوباما بأنه "مجرم وقاتل،" مؤكدا أنه جلب للمسلمين "قصفا أودى بحياة ألف شهيد بغزة،" معتبرا أن الرئيس الأمريكي أتى "بالدمار في أفغانستان والعراق وباكستان، وماذا غير ذلك؟ لقد وسع السجون الأمريكية كي تستوعب المزيد من المسلمين الأبرياء." وقال "بإمكان أوباما أن يأتي بكل الكلام المعسول ولكن كل هذا مجرد أوهام،" مشيرا إلى عرض زعيم القاعدة، أسامة بن لادن إلى تهدئة مشروطة بين الولاياتالمتحدة والتنظيم المسلح. ومضى الظواهري يقول "المجاهدون فتحوا الأبواب للبدء بعلاقة جديدة مع الأمريكيين، ولكن هؤلاء الأخيرين رفضوا،" ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه أن هذا العرض لا يزال قائما مع الإدارة الجديدة. وبالنسبة للوضع في العراق، أشار الظواهري إلى أن الإنفاق الأمريكي في العراق تضاعف، في العامين المنصرمين، خصوصا مع ما اعتبره "فشلا لسياستها في أرض الرافدين،" وهو الأمر الذي "سيستنزف الحكومة الأمريكية، أكثر فأكثر." ورأى الرجل الثاني في القاعدة، أن جهود الأمريكيين في "مكافحة الإرهاب، منذ هجومي 11 أيلول/سبتمبر، لم تكن ناجحة،" مبينا أن السبب في رفع أوباما لشعار جديد، يتبنى فيه إجراء مصالحة مع العالم الإسلامي، على عكس سابقه بوش، هو نظرا "للخسائر التي منيت بها أمريكا على أيدي المجاهدين." ولم يوفر الظواهري، في الشريط الذي امتدت مدته لساعة ونصف، إيران من جملة انتقاداته، إذ رأى أنها "لم تدعم يوما الفلسطينيين في غزة، فهم ينتظرون أن يقول لهم مرشدهم الروحي ما عليهم فعله." يذكر أن الظواهري كان قد دعا في رسالة صوتية في 15 يوليو/ تموز الماضي الشعب الباكستاني إلى دعم المسلحين في بلادهم لمواجهة النفوذ الأمريكي أو "يواجه غضب الله." وقال الظواهري "أعتقد أن على كل مسلم صادق مخلص في باكستان أن يتأمل في واقع باكستان المعاصر ومستقبلها المرتقب.. فالتدخل الأمريكي الصليبي السافر في شؤون باكستان، أو التلاعب الأمريكي الصليبي في مصير باكستان، قد بلغ مبلغاً يهدد مستقبل باكستان وحتى وجودها أيما تهديد."