دعا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى شن المزيد من الهجمات على الولاياتالمتحدة، محذرا الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما من مواصلة دعم بلاده لإسرائيل. وحذر الظواهري الرئيس الأميركي الجديد -في تسجيل بثته شركة السحاب على الإنترنت- من مغبة إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، وقال إن تلك "سياسة محكوم عليها بالفشل". اعتراف بالهزيمة وخاطب الظواهري أوباما قائلا "إنك لا تواجه أشخاصا ولا منظمات ولكنك تواجه صحوة جهادية"، وهنأ الأمة الإسلامية ب"اعتراف الشعب الأميركي بالهزيمة في العراق". وفي التسجيل الذي استغرق نحو 11 دقيقة اتهم الظواهري أوباما بأنه "أسير لنفس العقلية الأميركية"، مشيرا في هذا الصدد إلى ما اعتبره "تصريحات ومواقف (أوباما) المنافقة لإسرائيل". واعتبر الظواهري أن الولاياتالمتحدة لن تغير مواقفها رغم انتخاب أوباما، وقال إن أميركا "اكتست وجها جديدا لكن قلبها الممتلئ بالكراهية وروحها التي تنشر الشر لن يتغيرا". ومضى الظواهري إلى القول إن اختيار الأميركيين انتخاب الرئيس الذي يدعو إلى الانسحاب من العراق يؤكد "نجاح" الجماعات المسلحة في هذا البلد. ووجه الرجل الثاني في القاعدة كلامه إلى العالم الإسلامي قائلا إن "أميركا الصليبية المعتدية المجرمة ما زالت هي هي، فعلينا أن نواصل النكاية بها لكي تعود إلى رشدها". وسخر الظواهري من أوباما وقال إنه النقيض "للأميركان السود الشرفاء" من أمثال مالكولم أكس (مالك شهباز) الذي اتهم بالترويج للعنف في غمار حركة الدعوة إلى الحقوق المدنية بأميركا في ستينيات القرن العشرين. واستخدم الظواهري مصطلح house negroes أي "عبيد البيت" الذي كان أكس قد استخدمه، فأطلقه على أوباما و"أمثاله ك(وزيرة الخارجية الأميركية الحالية كوندوليزا) رايس و(سلفها كولن) باول". تنديد أميركي وفي رد الفعل الأميركي على تهديدات الظواهري، رفض الفريق الانتقالي المحيط بالرئيس الأميركي المنتخب التعليق على ما جاء في الشريط, في حين قالت وزارة الأمن الداخلي إن التسجيل لا يتضمن أي إشارات إلى تهديد جديد وشيك للأراضي الأميركية. من جهتها قالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن تصريحات الظواهري ليست سوى "مزيد من التعليقات الدنيئة والمثيرة للشفقة صادرة عن إرهابي في تنظيم القاعدة". ونددت بيرينو باستعمال الظواهري مصطلح "عبيد البيت" في وصف أوباما، معتبرة أن ذلك يعبر عن أن القاعدة تؤمن ب"قيم مناقضة للديمقراطية". وقالت بيرنو "أظن أنه لكي تفهموا الفرق الشاسع بين القيم الديمقراطية التي تؤمن بها الولاياتالمتحدة والدول الغربية وتلك التي يؤمن بها هؤلاء الإرهابيون، لن تحتاجوا إلى أكثر من هذه الأوصاف والتعليقات". لا مؤشرات لتهديد ويرى مسؤولون ومحللون أميركيون يرصدون أي مؤشرات لهجوم في الفترة الانتقالية لسلطات الرئاسة الأميركية أنه لا توجد مؤشرات لأي تهديد وشيك. وأضافوا أن رسالة الظواهري محاولة لتحويل تركيز القاعدة من الرئيس الأميركي جورج بوش في اتجاه الحفاظ على العداء ضد الولاياتالمتحدة، بعد أن خشيت من أن تؤثر "السمعة الطيبة" للرئيس الجديد و"شعبيته" على هذا العداء. بموازاة ذلك قال مسؤول أميركي في مجال محاربة الإرهاب إن رسالة الظواهري التي انتقد فيها الرئيس تبين أن القاعدة معزولة و"لكن ما زالت تشكل تهديدا". وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه- أن "الرسالة التي لم تكن نبرتها ومضمونها الباهتان يشكلان مفاجأة تستحق الملاحظة، مؤشر إضافي على أن القاعدة فقدت صلتها بالواقع مع جزء كبير من العالم". لكن المسؤول نفسه استدرك قائلا إنه "حتى في ظل عزلتها المتنامية ما زال بمقدور هذه الجماعة إحداث ضرر".