مازال المغاربة العالقون في لبنان جراء الحرب المستمرة بين حزب الله وإسرائيل ينتظرون إجلاءهم من قبل السلطات المغربية، في وقت وجد بعضهم تذاكر رحلات جوية نحو المملكة ب"الحظ". وتستمر الضربات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، إلى جانب الاشتباكات مع عناصر حزب الله، وسط إعلان جيش تل أبيب، اليوم الإثنين، نشر قوات الجليل 91 في عملية برية جنوبلبنان، قال إنها ستكون "محدودة ومحددة الهدف". ويقول عدد من المغاربة العالقين، وغالبيتهم من النساء، إن "الأوضاع تزداد صعوبة مع استمرار أصوات التفجيرات، وانعدام الأمن في الشوارع، وقرب نفاد المؤن الغذائية"؛ وحسبهم مازالت سفارة المملكة المغربية ببيروت تجمّع معطيات جوازات سفر المغاربة العالقين، مع تأكيدها لهم "غياب مستجدات حول الترحيل". خيار الإيواء، الذي سبق أن كشفته مصادر مطلعة لهسبريس، إذ قالت إن "البعثة الدبلوماسية المغربية بسفارة المملكة ببيروت قامت بالتنسيق مع السلطات اللبنانية المختصة لتسهيل إيواء أفراد الجالية المغربية"، لا يغري سمية، مغربية عالقة نواحي مدينة صيدا. وقالت سمية إن "مراكز الإيواء غير مناسبة، ولا يمكن قبولها، بسبب ظروفها الصعبة، إذ تكون غالبًا في المدارس، حيث لا وجود لأغطية أو مؤن غذائية كافية"، مشيرة إلى أن "الترحيل نحو المملكة المغربية هو مطلبها الوحيد". وتستقبل المتحدثة نفسها مغربية أخرى في منزلها، بعد نزوح الأخيرة رفقة أطفالها وزوجها من الضاحية الجنوبية، حيث يتوغل الجيش الإسرائيلي بريًا، موضحة أن الأوضاع صعبة، وأنها لا تستطيع الخروج للتسوق بشكل كاف، سوى لشراء بضع حاجيات من أجل البقاء على قيد الحياة من مراكز تجارية محدودة قرب منزلها، وذلك تحت ضغط وخوف كبيرين من التعرض لأي خطر. وآخر مرة تواصلت سمية مع سفارة المغرب بلبنان كانت قبل 3 أيام، حيث طلبت منها من جديد نسخ عن جواز سفرها، مع طمأنة "بالعودة إليها بأخبار جديدة"، مردفة: "السفارة عليها ضغط كبير، وهذا أمر مفهوم، لكننا نريد أخبارًا جديدة عن ترحيلنا نحو بلدنا". وبينما يعاني مغاربة لبنان وجد بعضهم تذاكر رحلات نحو المغرب قبل أيام، كما حصل مع طالب مغربي ببيروت، فضل عدم الكشف عن هويته. وقال المتحدث نفسه لهسبريس إنه قام بتتبع مواعيد الرحلات بعد غياب جديد من سفارة المغرب بلبنان، وقام بتسجيل اسمه في أحدها عبر لوائح الانتظار، قبل أن يجد نفسه مقبولًا، مؤكدًا أنه بخير وهو حاليًا بين عائلته بالمغرب بسبب الحظ فقط. وأكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحافية أعقبت المجلس الحكومي، أن "مغاربة لبنان بأمان، ولا حالة وفاة بينهم، وقد مكّنت خلية أزمة محدثة على مستوى سفارة المغرب ببيروت من ترحيل عدد لا بأس منهم".