وقّعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في إفريقيا (OCP Africa)، الفرع التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والرائدة عالميا في مجال حلول تغذية النباتات والأسمدة الفوسفاطية، مذكرة تفاهم مع وزارة الفلاحة في مالي. وتهدف هذه الشراكة، المدعومة من البنك الدولي والموقَّعة الأربعاء ثاني أكتوبر الجاري، إلى "تعزيز الزراعة في جمهورية مالي بشكل مستدام؛ من خلال تحسين سلامة وجودة التربة، وتسهيل وصول صغار المزارعين إلى المُدخلات والخدمات الأساسية". يأتي ذلك في أعقاب توقيع بروتوكول مماثل بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والبنك الدولي خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش، في إطار مبادرات دعم المزارعين والفلاحين في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل. تُركز هذه الشراكة، حسب ما أوضحته معطيات "OCP Africa"، على "مبادرات رئيسية عديدة تهدف إلى تعزيز الزراعة، وتعزيز صحة الأتربة والأراضي في مالي". وفي هذا الصدد، ستقوم منظمة "OCP إفريقيا"، بداية، ب"إنشاء قطع أرض تجريبية لاختبار الحلول المبتكرة لاستعادة خصوبة التربة. وتحقيقاً لهذه الغاية، سيتم تطوير الخرائط الرقمية؛ وهو ما يتيح التسميد الدقيق وفقاً للمبادئ الأربعة: "الوقت المناسب، والمصدر المناسب، والنسبة المناسبة، والمكان المناسب". وفي الوقت نفسه، نص المشروع ذاته على إنشاء مراكز خدمات زراعية من الجيل الجديد تتمثل مهمتها في نشر الممارسات الزراعية الفضلى". كما ستُسهل المنصة الرقمية ربط المزارعين بسلاسل القيمة الزراعية؛ في حين ستقدم مدرسة مِخبرية متنقلة تحليل التربة والاستشارة الزراعية مباشرة في الحقل والميدان. ولا يخلو التزامُ "مكتب الفوسفاط"، عبر فرعه القاري (أو صي بي أفريكا)، من "دعم ريادة الأعمال الزراعية بين الشباب والنساء من خلال تعزيز التكنولوجيا الزراعية". وسيشمل ذلك برامج التدريب والحضانة وتسريع الأعمال للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، بالشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التقنيات، بالإضافة إلى إنشاء منظومة للشركات الزراعية الناشئة، مدعومًا بصناديق رأس المال الاستثماري لتشجيع الابتكار المحلي. وتشكل هذه الاتفاقية الجديدة "جزءًا من التعاون بين بلدان الجنوب، وتجسد رؤية الملك محمد السادس لتوثيق التعاون بين البلدان الإفريقية، وتحديدًا بين المغرب ومالي"، وفق ما أوضحته المجموعة المغربية الرائدة في حلول التسميد، مبرزة أنها شراكة تشهد على "الالتزام القوي للبنك الدولي إلى جانب مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من أجل التنمية الزراعية في قارة إفريقيا". وقال محمد أنور جمالي، المدير العام ل"OCP Africa"، إن "هذه الشراكة تُمثل خطوة حاسمة في جهودنا الجماعية لتنشيط وتحفيز القطاع الزراعي في مالي. ومن خلال التقنيات المبتكرة، مثل رسم خرائط التربة والتسميد الدقيق، سنساهم في تحقيق تنمية زراعية مستدامة ومزدهرة في البلاد". ومن خلال هذه الشراكة الجديدة، تؤكد مجموعة OCP، من خلال "OCP أفريكا"، التزامها طويل الأمد بالمساهمة في تحويل الزراعة في مالي، مع طموحها إلى جعلها نموذجاً للنجاح في القارة. وطالما أثبتت "OCP إفريقيا" التزامَها تجاه الزراعة في مالي. في عام 2023/2024، قامت الشركة بتوريد 15 ألف طن من الأسمدة، مما يُسهّل حصول المزارعين الماليين على مدخلات عالية الجودة. أما بالنسبة للفترة 2024/2025، مِن المخطط توريد وتموين السوق المالية ب 21 ألف طن. يشار إلى أنه "في عام 2023، تم إنشاء 44 قطعة أرض تجريبية للأرز والذرة، مع استهداف 200 قطعة أرض جديدة في المناطق الرئيسية مثل مكتب النيجر. كما تم إطلاق نظام المعلومات الجغرافية (SIG)، بهدف وسم 20 ألف قطعة أرض، مع هدف طموح يتمثل في 100 ألف قطعة أرض بحلول نهاية العام. ومنذ 2014، وصلت "مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط" إلى الآلاف من المزارعين الماليين من خلال التدريب على الممارسات الزراعية المستدامة، استمراراً لدينامية تعاون تقليدي مع مالي.