أطلقت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الشريك التاريخي للفلاحة المغربية، أمس الأربعاء، بالجماعة القروية بخات دائرة عبدة إقليم بآسفي، أول محطة من آليتها الجديد لتعزيز ودعم الفلاحة التي أطلق عليها اسم "المثمر لفلاحة القرب". هذه الآلية حسب مسؤولي المجموعة المكلفين بهذه العملية، إلى مواكبة المزارعين من أجل تعزيز وترسيخ وإبراز تأثير الممارسات الفلاحية الجيدة والتسميد المعقلن. الآلية الجديدة أطلق عليها "المثمر لخدمات القرب"، وتتميز بالمرونة والاندماج وتعدد المكونات من أجل خدمة المزارعين المغاربة. كما تشكل جزء من برنامج "المثمر" الذي يجسد التزام مجموعة OCP بتنمية القطاع الفلاحي في المغرب. تشمل آلية "المثمر لخدمات القرب" مختبرا متنقلا لتحليل التربة، وحقول تجريبية عند الفلاح وكذا عروضا للتكوين والمواكبة، وهي مدعومة بفريق من المهندسين الزراعيين المسؤولين عن التطوير التجاري، تتحدد مهمتهم في تنمية وتطوير استعمال الأسمدة الملائمة ضمن مسار تقني جيد. وفي هذا الصدد، يوجد فريق المهندسين الزراعيين في 28 إقليما بالمملكة، ويعمل يوميا مع المزارعين سواء في ما يتعلق بالتكوينات والتجارب الزراعية، أو التتبع والمواكبة. تعمل آلية "المثمر لخدمات القرب" حسب المصدر ذاته، على جذب اهتمام الفلاحين من خلال تقديمها أدلة ملموسة على تأثير الممارسات الجيدة للتسميد المعقلن. كما تشرك الآلية الجديدة جميع المتدخلين بالمنظومة الفلاحية وبالأخص وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والشركاء المؤسساتيين، والباحثين، والموزعين، والمزودين، والفلاحين. وفي هذا الصدد، يعتزم البرنامج خلال الموسم الفلاحي 2019 - 2018 ، القيام بإجراءات محددة الأهداف بحوالي 20 إقليما، ستمكن من اقتراح مواكبة متنوعة للمزارعين، وتقديم الدعم والإرشاد في زراعة الحبوب، والقطاني، والزيتون والخضروات. وتستند مجموعة OCP على التوصيات العلمية لخارطة خصوبة التربة من أجل تحديد مختلف مكونات آلية "المثمر لخدمات القرب". وفي هذا الإطار، أنجزت خارطة خصوبة التربة، التي تشرف عليها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من طرف فريق علمي مكون من المعهد الوطني للبحث الزراعي، ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والمدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس، وتمكنت من تحليل ما لا يقل عن 33.000 عينة للتربة. هذه البيانات تسمح اليوم بتحديد مثالي لاحتياجات 7,12 ملايين هكتار من المواد المغذية. كما مكنت التوصيات الناتجة عنها من تطوير 11 تركيبة جهوية من سماد NPK الممزوج، الملائمة لاحتياجات التربة المتعددة ومختلف الزراعات من قبيل الحبوب والقطاني وأشجار الزيتون، وبالتالي تشكل هذه التركيبات حلولا ملائمة من أجل التسميد المعقلن . يتنقل مختبر تحليل التربة التابع لمجموعة OCP ليكون قريبا من المزارعين بهدف أخذ عينات التربة وتحليلها بشكل مشخص لفائدة المزارعين المستهدفين. وعلى ضوء هذه التحاليل، يتم اعتماد توصيات التسميد الملائم للزراعات، التي يتكفل المهندسون الزراعيون بشرح تفاصيلها للمزارعين. كما يتميز هذا المختبر بالتفاعل والتجاوب الفوري، الأمر الذي يمكنه من أخذ العينات وإنجاز التحليلات في عين المكان. بالمقابل، ووعيا منها أن الابتكار يشكل رافعة أساسية لتنمية فلاحة مثمرة ومستدامة، تضع مجموعة OCP التقنيات الجديدة والحلول الرقمية في صلب نهج المواكبة. وفي هذا الإطار، تدمج آلية "المثمر لخدمات القرب" تشكيلة واسعة من الخدمات والأدوات تشمل وحدات إنتاج مبتكرة للمزج الذكي Smart Blender( ( وتطبيقات للهواتف، حيث تمكن هذه الآليات من تشخيص المقاربة والنصائح المقدمة للمزارعين، وبالتالي تحسين عملية اتخاذ القرارات. من أجل مواكبة آلية القرب الجديدة، شكلت مجموعة OCP فريقا من المهندسين الزراعيين للحضور بالميدان وبكيفية دائمة في حوالي 20 إقليما. هكذا، يستعد ما لا يقل عن 30 مهندسا زراعيا تابعا لمجموعة OCP يوميا من أجل تنفيذ هذا البرنامج المشخص الذي يرتكز على التواصل المباشر مع الفلاح بغية الفهم الجيد لاحتياجاته وخلق رابط دائم للقرب. كما يعمل الخبراء الزراعيون لمجموعة OCP على تنشيط تكوينات ملائمة لاحتياجات المزارعين، تهدف إلى تعزيز قدراتهم التقنية والتدبيرية، وذلك بهدف تسهيل الرفع من قدراتهم. وتغطي هذه التكوينات كامل المسار التقني: الزراعات، المسارات التقنية، العائد على الاستثمار، التكنولوجيات الحديثة، المنتوجات، وغيرها. بالمقابل، تتلاءم آلية التكوين لاحتياجات كل فلاح، ووضع في إطار مقاربة تشاركية مع الشركاء العلميين والتقنيين لمجموعة OCP ، وذلك بهدف العمل عبر هذه التكوينات، إلى تشكيل شبكة للفلاحين لتسهيل تقاسم المعارف والخبرات. وفي هذا الصدد، يرتقب إقامة فضاء للتكوين بكل محطة من محطات ألية "المثمر لخدمات القرب" إلى جانب ورشات للتكوين والتبادل من طرف فرق مجموعة OCP والمصنعين المزودين لفائدة المزارعين، فضلا عن فضاءات للقاءات الثنائية تمكن من تبادل الأفكار مع المزارعين، وعرض نتائج تحليلات تربة أراضيهم الزراعية وتمكينهم من تركيبات السماد المناسبة. إقامة 1000 حقل تجريبي زراعي خلال الموسم الفلاحي 2018 – 2019 بهدف تمكين المزارعين من تبني الممارسات الجيدة للتسميد وضعت مجموعة OCP حقولا تجريبية عند الفلاح تجمع كلا من المهندسين الزراعيين والمكونين والمزارعين المتطوعين حول قطع أرضية نموذجية. ووضعت هذه الحقول من طرف مجموعة OCP وشركائها الموزعين من أجل مواكبة الفلاح في اختيار السماد الملائم تبعا لتوصيات خريطة خصوبة التربة. وفي هذا الصدد، ستقام هذه المنصات بحقول المزارعين المشاركين في محطات الآلية، إذ ستمكن من الوقوف على التحسن الملموس في المردودية وجودة الاستغلاليات الزراعية، التي راهنت على التسميد المعقلن. كما يرتقب إقامة أزيد من 1000 حقل تجريبي عند الفلاح خلال لموسم الفلاحي 2018 – 2019 ، وتهم زراعات الحبوب والقطاني وأشجار الزيتون والخضروات.