وجهت مصادر مدنية دعوة إلى السلطات المختصة، وعلى رأسها امحمد عطفاوي، عامل إقليمأزيلال، لفتح تحقيق عاجل حول شبهات "استغلال غير قانوني" لسيارة إسعاف مخصصة لمستوصف قروي في منطقة إدماغن الجبلية بجماعة واولى بإقليمأزيلال. وأوضح عمر مجان، وهو فاعل مدني من أزيلال، أن سيارة الإسعاف المعنية تم اقتناؤها بتمويل من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكان من المقرر أن تُسلم إلى مستوصف قروي منذ أكثر من أربع سنوات؛ إلا أن ذلك لم يحدث بعدُ، لأسباب غير واضحة تستدعي تحقيقاً عاجلاً. وأضاف مجان أن هذه السيارة، التي كان من المفترض أن تخدم سكان المنطقة في حالات الطوارئ الطبية، قد استُخدمت لأغراض غير المخصصة لها، مثل نقل النفايات، دون وجود أي سند قانوني يبرر هذا الاستخدام؛ وهو ما أدى إلى انحرافها عن أهدافها الأساسية في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين في المناطق النائية. وتساءل الفاعل المدني عن أسباب تأخر تسليم السيارة للمستوصف المحلي وعن الجهات المسؤولة عن هذا التراخي، معبراً عن استيائه من هذا الاستغلال غير المشروع. وطالب المتحدث ذاته بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استفادة السكان من الخدمات الصحية الضرورية، خاصة في منطقة جبلية تعاني من نقص في التجهيزات الطبية. وفي سياق مرتبط بالقطاع الصحي، أفاد الحسين آيت أمري، أحد سكان منطقة تشواريت بجماعة واولى، بأن مستوصف "المحدة" يعاني من عزلة وضعف في الخدمات الصحية ولا يتوفر على سيارة إسعاف؛ وهو ما دفع السكان إلى تنظيم مسيرات سابقة للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية. من جهته، أوضح محمد ايت سلام، رئيس الجماعة الترابية لواولى، أن سيارة الإسعاف المذكورة تم تخصيصها للمستوصف القروي إدّماغن في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال ولاية سابقة؛ إلا أن عملية التسليم تأخرت بسبب بعض الإكراهات المرتبطة بالمرفق الصحي. وأشار أيت سلام إلى أن السيارة، التي هي من الحجم الكبير، بقيت متوقفة لمدة تناهز خمس سنوات، ولم تُستخدم لنقل المرضى إطلاقا نظراً لبعض الإجراءات القانونية. وأضاف أن الجماعة الترابية لواولى تمتلك ثلاث سيارات إسعاف أخرى، تعمل على مدار الساعة بفعالية ونجاعة. وأفاد الرئيس بأن المجلس الجماعي سبق أن استخدم سيارة الإسعاف المعنية في مناسبات قليلة لنقل بعض المعدات بسبب عدم توفر الجماعة على شاحنة، واستُخدمت مرة واحدة لنقل حاويات النفايات استجابة لاحتجاجات الساكنة على عدم نقل النفايات المنزلية بسبب عطل في وسيلة النقل المعتادة بالجماعة.
