هناك خبر مثير يتم تداوله على شبكة الانترنيت في العديد من المواقع والمنتديات الإسلامية يتضمن تنبيها للمسلمين عبر العالم وتحذيرا لهم من خطورة ما تستعد الدنمارك للقيام به يومه السبت وهو إحراق القرآن الكريم في ساحة عمومية بالعاصمة كوبنهاغن أمام وسائل الإعلام ، وذلك ردا على المقاطعة الإسلامية لمنتجاتها بسبب الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها إحدى الصحف الدنماركية . "" ويفيد أيضا هذا الخبر الذي يتم تناقله بأن بعض الشركات الكبرى ذات الماركة التجارية العالمية المعروفة قررت شراء المنتجات الدنماركية مساهمة منها في تعويض الخسارات الفادحة التي تكبدتها نظيراتها الدنماركية من جراء مقاطعة المسلمين لمنتجاتها منذ أن نشرت صحيفة غيلاندس بوستن تلك الرسومات المسيئة لنبي الإسلام محمد (ص) . وبغض النظر إن كان الخبر صحيحا أو زائفا رغم أنه لا دخان بدون نار كما يقال ، فإن ما يقوم به بعض السفلة من مواطني بلاد الدنمارك من استعدادات وحشد للدعم الجماهيري لهذه الخطوة الاستفزازية لمشاعر المليار وأربع مائة مليون من المسلمين المنتشرين حول العالم ، وذلك بإرسال الدعوة عن طريق الإيميلات والرسائل القصيرة للمواطنين الدنماركيين من أجل الحضور بكثافة يوم السبت المقبل إلى ساحة كبرى وسط العاصمة للمشاركة في مراسيم إحراق المصحف الشريف يعتبر بالنسبة لنا كمسلمين عملا عدائيا حتى وإن كانت نيتهم فقط جس نبض الشارع الإسلامي وردود فعل حكوماته وحكامه التي لن تخرج كما العادة وبكل تأكيد عن دائرة الشجب والتنديد والاستنكار . وتأتي هذه الخطوة في اتجاه حرق القرآن الكريم الذي يعتبر من أقدس المقدسات الإسلامية كشكل من أشكال الاحتجاج ورد الفعل على الحملة التي يشنها المسلمون على المنتجات الدنماركية وتجارتها العالمية التي أصابها الكساد والبوار وأصيب معها أرباب الشركات والوحدات الإنتاجية الدنماركية بالجنون والسعار إلى درجة تفكيرهم في الإقدام على رد فعل غبي ، أقول غبي لأن هؤلاء المساكين لا يعرفون بأن القرآن الكريم محفوظ بإذن الله وبضمانة إلهية ، محفوظ في صدور ملايين المسلمين ويتم نقله من جيل لآخر بطرق مختلفة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وإذا كان هناك من درس يمكن لنا استخلاصه من كل ما يجري على الساحة الدنماركية منذ ثلاث سنوات وأكثر ، فهو قوة وفعالية سلاح المقاطعة الذي زعزع استقرار الاقتصاد الدنماركي وأربك حسابات شركاته الكبرى ومقاولاته الإنتاجية . ورغم أنه ليس كل المسلمين المنتشرين حول العالم منخرطون في هذه الحملة لمقاطعة المنتجات الدنماركية ، فإن هذا السلاح أثبت نجاعته وأعطى أكله والنتيجة كما ترون هي كل هذا الارتباك الذي يعيشه المجتمع الدنماركي الذي ملأت صدره المنظمات اليمينية المتطرفة ووسائل الإعلام الموالية لها حقدا وكراهية ضد كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين حتى بات المواطن الدنماركي مستعدا لشراء نسخة من المصحف الشريف والتوجه بشكل غريزي إلى ساحة عمومية من أجل إشعال النار في كتاب مقدس يعلمون مدى غيرة المسلمين عليه ولذلك فكروا في إغاظتهم وإثارة مشاعرهم بهذا الشكل الجبان . ولعل الصور التي أرفقها مع هذا المقال تبين بشكل جلي مدى الحمق الذي أصاب بعض اليهود والنصارى الحاقدين على الإسلام ، وهي صور تعكس حجم الحقد والبغض الذي يكنه هؤلاء المجانين للإسلام ورموزه ومقدساته ، في غفلة ولا مبالاة من عدد كبير من المسلمين الغارقين في الشهوات والملذات وخاصة في البلدان العربية التي هجرت القرآن واستبدلت مجالس الذكر وتلاوة القرآن بمجالس الطرب والغناء ، والدليل على ذلك هو كل هذا الكم من القنوات الفضائية الموسيقية التي تنمو وتتكاثر كالفطر وبشكل يخدم المشروع الصهيوني الصليبي من حيث يدري أو لا يدري الأمير الوليد ابن طلال والشيخ صالح كامل وبقية الأمراء الخليجيين والأثرياء العرب أذلهم الله كما أذلوا أمتهم ودينهم . [email protected]