استأثر باهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، تطورات الأزمة السورية والأوضاع في الساحة اللبنانية، وقرار الحكومة المصرية تأجيل الدراسة في الجامعات والمدارس، وحلول الذكرى الثانية لبدء تنفيذ المبادرة الخليجية وانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا انتقاليا لليمن، والخلاف القائم بين السودان ومصر بشأن منطقة حلايب الحدودية. ففي مصر، ركزت الصحف على القرار الذي اتخذته الحكومة بخصوص تأجيل الدراسة في الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين. كما سلطت الأضواء على حادثة العاصفة الثلجية التي أودت بحياة مجموعة من الشبان المصريين في المنطقة الجبلية لسانت كاترين. وفي هذا السياق، قالت يومية (الجمهورية) إن مجلس الوزراء المصري قرر، خلال اجتماعه أمس الأربعاء، تأجيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين،على أن تبدأ يوم 8 مارس القادم، وذلك "لحين استكمال المنظومة الأمنية المدنية، واستكمال رفع كفاءة المنشآت والمدن الجامعية التي أصابها الكثير من التلفيات". وعن ذات الموضوع، كتبت يومية (الأخبار) التي أشارت إلى أن مجلس الوزراء المصري "ناشد الطلاب والطالبات وأسرهم احترام التقاليد والقواعد الجامعية حرصا على استكمال الدراسة واستقرار العملية التعليمية". بينما علقت يومية (الشروق) على قرار التأجيل قائلة "الارتباك يسود التعليم .. ومصدر مسؤول يصفه بالمفاجئ.. والأزهر يلتزم بالقرار". واهتمت الصحف أيضا بمصرع أربعة شبان بسبب عاصفة ثلجية فاجأتهم وهم في رحلة وسط جبال سانت كاثرين (منطقة سيناء)، إذ أشارت يومية (الوطن) إلى أن الاتهامات بخصوص هذه الحادثة المأساوية "تلاحق طائرة الإنقاذ"، موردة عن مصادر عسكرية تصريحات بأن "الجيش لم يقصر" في القيام بواجبه إزاء هذا الحادث. وأفردت صحيفة (اليوم السابع) للموضوع نفسه حيزا كبيرا في صدر صفحتها الأولى معززا بمجموعة من الصور الملونة، تحت عنوان " تفاصيل اللحظات الأخيرة لرحلة الموت في سانت كاثرين". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على تطورات الأوضاع في الساحة اللبنانية، حيث كتبت صحيفة (الحياة) عن اختراق انتحاريين أجواء التهدئة السياسية اللبنانية الناجمة عن تشكيل الحكومة الجديدة، والإجراءات الأمنية، حيث نفذا تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المواد الناسفة في منطقة بئر حسن على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، ما أدى إلى سقوط أكثر من ثمانية قتلى وأزيد من 120 جريحا. وأشارت صحيفة (الشرق الأوسط)، من جهتها، إلى أن الحكومة اللبنانيةالجديدة، برئاسة تمام سلام، وجدت نفسها غداة مباشرتها لمهامها، أمام تحد أمني تمثل في التفجير الانتحاري المزدوج الذي ضرب أمس الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفا، للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، مؤسسات إيرانية في العاصمة اللبنانية. وأبرزت الصحيفة أن (كتائب عبد الله عزام)، المرتبطة بتنظيم (القاعدة)، تبنت التفجير، وأطلقت عليه اسم "غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت". ولاحظت صحيفة (القدس العربي) أن الاعتداءات الجديدة استخدمت نفس الأسلوب الذي تم استعماله في مهاجمة السفارة الإيرانية في بيروت في نونبر الماضي، فيما أشارت صحيفة (العرب) إلى تزايد الضغوط على (حزب الله) بعد توالي التفجيرات داخل مربعه الأمني ومناطق نفوذه، مبرزة إجراء شخصيات لبنانية اتصالات بقياديين بارزين في الحزب الشيعي حاثة إياهم على تحديد موعد صريح لإعلان انسحاب مقاتليهم من سورية لمنع انزلاق البلاد نحو الفوضى. وفي الأردن، اهتمت الصحف بالأزمة السورية وما تفرضه من تحديات على البلاد، في ضوء المناوشات التي شهدتها الحدود بين البلدين مؤخرا، والتحضير لخوض معركة كبرى في درعا السورية الحدودية، وكذا عودة الحديث عن خيارات عسكرية لإعادة التوازن على الأرض بعد فشل المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة. وهكذا اعتبرت صحيفة (السبيل) أن "المناوشات على الحدود الشمالية مع مسلحين في الجانب السوري يراد منها خلق استعدادات واقعية لنقل القتال إلى الأرض الأردنية، وهذا الأمر يجري الحديث عنه صراحة وعلنا من عدة مراجع أمنية وسياسية وإعلامية كتهديد يواجه الأردن لغايات ضبط حركته وموقفه ومنعه من قبول مهام مفترضة قد توكل إليه". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الغد) أنه بالنسبة للقرار الأردني، "رفض أن يفتح الحدود أمام الثوار السوريين، وأصر على ضبط إيقاع المعادلة في المناطق الجنوبية في سورية، وإدارة التوازنات، بصورة غير مباشرة. إلا أن هذه السياسة، التي أثبتت فاعليتها في الأعوام الماضية، لن تكون مجدية في مواجهة الأخطار المتوقعة والمرتقبة، كلما طال أمد الحرب والقتال والفوضى على الحدود الشمالية، ما سيضرب الأمن الوطني والمصالح الوطنية، ويؤثر على المعادلة الداخلية ديمغرافيا واقتصاديا بصورة كبيرة". وأضافت أن "مطبخ القرار في عمان يقف اليوم على مفترق طرق مهم وخطر في ما يتعلق بأحد أهم التحديات، وربما مصادر التهديد المحيطة، وهو الملف السوري، مع عودة الحديث في الأوساط الأمريكية عن حلول أو وصفات عسكرية تعيد بناء موازين القوى على أرض الواقع". أما صحيفة (الدستور)، فقالت إنه "إذا كان السوريون قد اعتادوا على دفع الفواتير منذ ثلاثة أعوام، فمن الخطير جدا، أن نصحو وقد امتدت ذات الفوضى العسكرية إلى شمال الأردن، وهذا أمر لا يمكن رده، لأن الفوضى والقصف العشوائي -وغير ذلك- سيؤديان الى كل الاحتمالات. وعلينا أن نستعد منذ الآن، جيدا لمعركة درعا، خصوصا على صعيد الأردنيين القاطنين في المناطق المحاذية لسورية، حتى لا نباغت بموجة لجوء جديدة بين الأردنيين وداخل بلدهم". وواصلت الصحف البحرينية اهتمامها بالزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة للهند. وفي هذا الصدد، أشارت صحف (البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(أخبار الخليج) و(الأيام) إلى أن الملك حمد أكد، خلال جلسة مباحثات رسمية بقصر حيدر آباد، مقر الحكومة الهندية، مع رئيس وزراء مانموهان سينغ، أن بلاده تتفق مع الهند في "وجوب إصلاح الأممالمتحدة ومجلس الأمن بما يعكس الواقع الحقيقي للعالم المعاصر"، مبرزا كذلك دعم البحرين للهند في مساعيها الهادفة إلى عضوية مجلس الأمن الدولي. وأضافت أن الملك حمد أشاد بتوقيع المزيد من مذكرات التفاهم بين البلدين في المجالات التعليمية والشبابية والرياضية والشؤون الخارجية، مؤكدا أن البحرين ومعها دول مجلس التعاون الخليجي، أصبحت تشكل جزءا هاما في آسيا، لما تمتاز به من موقع استراتيجي، ولما يتوافر لديها من طاقة تكفي العالم لعقود من الزمن. وكتبت صحيفة (البلاد)، في افتتاحيتها، أن الزيارة "تجسد نظرة مستقبلية واعية وقراءة موضوعية ثاقبة لمعطيات إقليمية وتحديات دولية، كما تعكس رغبة شديدة وإرادة أكيدة في تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع دول صاعدة بما يعود بأرباح شتى ومنافع جمة". وتحت عنوان "زيارة الدولة التاريخية"، أكدت صحيفة (الأيام) أن الزيارة التي توجت بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون الثنائي، "ستقود إلى مزيد من الازدهار والنمو في العلاقات بين البلدين الصديقين، وستؤسس لشراكة متطورة ستؤدي إلى فتح أبواب جديدة أمام الشركات الهندية للوصول إلى السوق البحرينية والخليجية". وفي اليمن، اهتمت الصحف بحلول الذكرى الثانية ليوم 21 فبراير، تاريخ بدء تنفيذ المبادرة الخليجية وانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا انتقاليا للبلاد، كما واصلت اهتمامها بتطورات الأوضاع في المحافظات الجنوبية في ظل تصعيد الحراك الجنوبي لحركته الاحتجاجية. وهكذا، أبرزت صحيفة (الثورة) "احتفال اليمنيين غدا بالذكرى الثانية لانتخاب هادي قائدا لمسيرة التحول الحضاري" معتبرة "21 فبراير نقطة نحول كبرى في تاريخ اليمن الحديث". وكتب رئيس تحرير الصحيفة اليمنية الرسمية، في مقال افتتاحي تحت عنوان "عامان من الإنجازات وإطفاء الحرائق"، انه مر على انتخاب الرئيس هادي "عامان من المخاض والتحديات والعراقيل وإشعال الحرائق وافتعال الأزمات واليمنيون ... يضعون أيديهم على قلوبهم وهم ينظرون إلى الرئيس هادي يخوض بكل شجاعة معترك الإنقاذ ... وصولا الى أهم انجاز وطني وهو إقرار وثيقة الحوار الوطني والتوافق فيها إجمالا وتفصيلا على مرتكزات بناء الدولة الجديدة". أما بالنسبة لتطورات الأوضاع في المحافظات الجنوبية، فكتبت صحيفة (أخبار اليوم) أن الأجهزة الأمنية في محافظة عدن بدأت أمس بالانتشار بشكل مكثف على مداخل المحافظة وتقاطعات الشوارع في خطوة تهدف إلى منع المظاهرات التي يعتزم الحراك الجنوبي تنظيمها مساء اليوم وغدا الجمعة لرفض مخرجات الحوار الوطني وتقسيم الجنوب (الى اقليمين). ومن جهتها، نقلت صحيفة (الأولى)، تحت عنوان "استعدادات أمنية مكثفة في عدن تسبق المليونية العاشرة للحراك"، عن مصادر في الحراك قولها إن "الأجهزة الأمنية مصرة على إفشال فعاليات "جمعة الحسم" التي دعت اليها "المكونات الثورية الجنوبية"، مؤكدة أن اقتحام القوات الأمنية بشكل كثيف لساحة العروض في عدن أمس يؤكد رغبة تلك الجهات في إفشال المليونية المزمع تنظيمها. وعلى الصعيد الميداني، أشارت الصحيفة نفسها إلى مقتل الشيخ علي باوزير، وهو شيخ سلفي بارز في محافظة حضرموت، على أيدي مسلحين يرجح أنهم من عناصر "القاعدة"، كما أشارت إلى تنفيذ الطيران الحربي، أمس الأربعاء، ثلاث ضربات جوية بمحافظة أبين لم تسفر عن إصابات، والى نقل مجموعة من المقبوض عليهم بتهمة الانتماء ل"تنظيم القاعدة" إلى عدن للتحقيق معهم بعد اعترافهم بقتل جنود". وفي السودان، انصب اهتمام الصحف أساسا، حول الخلاف القائم بين السودان ومصر بشأن منطقة حلايب الحدودية، وفشل المفاوضات الأخيرة الخاصة بالنزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكتبت صحيفة (الصحافة) أن" تصعيدا جديدا بدأته الحكومة المصرية بإعلان حلايب، أول أمس، مدينة تنضاف إلى صف المدن المصرية، متناسية سنوات من الاحتلال والاختلاف حول المنطقة مع أهلها الأصليين وملاك الأرض، وكأنها تريد أن تقول إن احتلالها لحلايب أصبح أمرا واقعا يتجاوز ما اتفق عليه الطرفان بأن تكون المنطقة للتكامل ونواة للعلاقات الجيدة"، معتبرة أن هذا التصعيد يعني بأن هناك غيوما تتلبد في سماء العلاقات بين الدولتين وتحفظ كليهما في الإعلان عن ذلك. وقالت صحيفة (الرأي العام) من جهتها إن النزاع السوداني المصري حول حلايب، "ظل نائما في قمقمه طوال 48 سنة دون أن يدلق ماء أو دماء بين البلدين، وظلت حلايب دائرة انتخابية سودانية طوال فترة الحكومات الوطنية، باستثناء الانتخابات التي جرت سنة 2010 والتي منع قيامها وجود الجيش المصري الذي بسط يده على مثلث حلايب، بعد أن استولت مصر على المنطقة في عام 1995 "، مذكرة بأن هذا النزاع بدأ في شتاء سنة 1958 حين أدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المنطقة ضمن خريطة مصر بمناسبة استفتاء حول جمهورية مصر العربية المتحدة ، قبل أن يتم التراجع عن ذلك جراء شكوى تقدمت بها الخرطوم أنذاك أمام مجلس الأمن ، تؤكد فيها أن حلايب أرض سودانية وفقا لاتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين. أما صحيفة ( التغيير) فقد أكدت أنه " يبدو أن التقارب السوداني الإثيوبي حول سد الألفية باعد بين دول السد الثلاث ( مصر السودان إثيوبيا) بدلا من التقريب بينها لأجل خدمة شعوبها وخدمة المنطقة ككل ، مما دفع الجانب المصري لتصعيد موقفه تجاه السودان باستخدام ورقة الضغط المعتادة حلايب والإعلان عن عدم وجود أي تكامل بين القاهرةوالخرطوم بالمنطقة ، إلى جانب إصدار رئيس الوزراء المصري قرارا يقضي بتحويل قرية حلايب التابعة لمدينة شلاتين بمحافظة البحر الأحمر إلى مدينة"، ملاحظة أنه على الرغم من كل ذلك مازالت حكومة السودان تغض الطرف عن إستراتيجية القاهرة وتعتبر حلايب منطقة تكامل بين البلدين. ونقلت صحيفة (اليوم التالي) عن مسؤول سوداني استنكاره للتصعيد اللافت من قبل المسؤولين المصريين الإعلان عن تحويل حلايب إلى مدينة وفصلها عن شلاتين لفرض الأمر الواقع والسيطرة الفعلية عليها، مبرزا أن السودان مازال يناقش أفضل الخيارات للرد على الخطوة المصرية دون أن يرفع وتيرة التوتر السياسي بين البلدين. وتطرقت الصحيفة ذاتها إلى المفاوضات الخاصة بالنزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بين حكومة الخرطوم ومتمردي قطاع الشمال التي انتهت أول أمس بالفشل في أديس أبابا، مبرزة أن "أكثر من مراقب ومحلل للأحداث، توافقت قراءتهم بأن التفاوض مع قطاع الشمال لن يجدي فتيلا ، ولن يكون له نصيب من التوفيق والنجاح، ليس لتعقيد المشكلات، ولكن فقط شخص اسمه ياسر عرمان في قيادة الطرف الآخر على الرغم من أنه لا ينتمي لمناطق النزاع ". وقالت صحيفة (الانتباهة) إن "التفاوض إذا لم يبتعد عن التأثيرات الدولية وتدخلات المبعوثين والخبراء الأجانب من خارج القارة ، وإذا لم تتم تنقية سكرتارية الوساطة من كبار الموظفين ذوي المواقف المسبقة من السودان ويحملون أجندة معادية، لا يمكن أن يحقق الهدف منه في نهاية الأمر ". وفي لبنان، اهتمت الصحف بالتفجير الإرهابي الذي استهدف، أمس، الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي خلف ستة قتلى وأزيد من 120 جريحا، وكذا باجتماعات لجنة صياغة البيان الوزاري الذي ستقدمه الحكومة اللبنانيةالجديدة أمام البرلمان لنيل الثقة. وهكذا كتبت (المستقبل) أن "يد الإرهاب الانتحاري ضرب مجددا ضربة أخرى استهدفت منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديدا مبنى المستشارية الثقافية الإيرانية، في جريمة نكراء استدعت ردود فعل منددة ومستنكرة"، مضيفة أن "هذه الجريمة تأتي لتكون في صلب المناقشات التي دارت حول البيان الوزاري خلال الاجتماع الذي عقدته لجنة الصياغة برئاسة تمام سلام والذي قالت مصادر المجتمعين، إن النقاش حوله لم ينته وهناك قضايا تم التفاهم حولها في حين بقيت قضايا أخرى عالقة". أما (الأخبار) فأشارت إلى أن لجنة صياغة البيان الوزاري السباعية "عقدت أول اجتماع لها مساء أمس في أجواء إيجابية"، ناقلة عن مصادر وزارية من (فريق 14 آذار) قولها إن "النقطة الأساس في المناقشات ستكون موضوع المقاومة"، مؤكدة أن المصادر جزمت بأن البيان لن يتضمن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، بل سيكون هناك مخرج لغوي لروحية العبارة المذكورة، ويرجح أن ترد مكانها عبارة "الدولة المقاومة" أو "حق لبنان في مقاومة أي عدوان إسرائيلي". ومن جهتها، علقت (السفير) قائلة، إن "المشهد السياسي اللبناني تغير في الأيام الأخيرة، مع الولادة المفاجئة لحكومة تمام سلام.. غير أن مشهد الدم المراق مجانا ، في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية ومناطق لبنانية أخرى، ظل حاضرا لا يكاد يختفي حتى يعود.. وآخر شواهده، التفجير الانتحاري المجرم الذي استهدف منطقة بئر حسن جنوب بيروت، وذهب ضحيته أكثر من ستة شهداء ومائة وثلاثين جريحا، بينهم أطفال ومعلمات من أسرة (دار الأيتام الإسلامية).. وغيرهم من الأبرياء، ممن لا ذنب لهم، إلا أنه تصادف أنهم يعبرون تلك الطريق أو يقيمون في الأبنية المجاورة أو يعملون في مؤسسات ومكاتب قائمة هناك". ولخصت (النهار) الوضع بقولها إن "مشهدا واحدا اختلف أمس عن سوابق مسلسل التفجيرات الدامية الارهابية التي تستهدف مناطق لبنانية دفعت كلفة باهظة لهذه الموجات المتعاقبة وهو مشهد المواجهة السياسية الذي برز مع التحدي الإرهابي الأول للحكومة الجديدة في مقتبل انطلاقتها". وفي الجزائر، واصلت الصحف اهتمامها برسالة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، التي دافع فيها عن جهاز الاستخبارات والأمن الذي كان محط انتقادات علنية من قبل الأمين العام ل (جبهة التحرير الوطني) حزب رئيس الدولة. وكتبت صحيفة (ليبيرتي) أن رسالة الرئيس بوتفليقة "أعلنت بطريقة ما نهاية المعركة الشرسة بين معسكرين على خلفية رهانات مرتبطة بالانتخابات الرئاسية"، مسجلة أنه "بالنسبة لرئيس الدولة فالتوتر بين مختلف مفاصل النظام، وهو أمر حقيقي، ليس سوى عملا مصطنعا يروم زعزعة استقرار البلد". وأضافت الصحيفة بأن حديث الرسالة عن "فتنة" و"مؤامرة" و"زعزعة الاستقرار" يشي بأن الجزائر "تواجه خطرا يتهددها". وبدورها، لاحظت صحيفة (ليكسبريسيون) أن النبرة التي تناولت بها الرسالة قضية تمس المصالح العليا للأمة جاءت "خطيرة، صارمة وتتسم بصراحة استثنائية"، معتبرة أنه في ظروف من هذا القبيل "يستخدم النظام الجزائري كل الوسائل المتاحة لإزاحة إحدى قطعه من رقعة اللعب متى انتهت اللعبة". ومن جهتها، أفادت صحيفة (لوكوتيديان دوران)، في افتتاحيتها، بأنه على بعد شهرين من الانتخابات الرئاسية، عكست الحملة "غير المتوقعة والراديكالية" لعمار سعداني على جهاز الاستخبارات والأمن الوضع "السريري" للحالة المتفاقمة لهذه الأزمة. ووجهت الصحيفة أصبع الاتهام للسياق السياسي والاجتماعي"المرتبك" الذي "هيمن على المشهد السياسي والإعلامي وأثار مخاوف المواطنين بتأثير من مناورات التغليط الداخلية والخارجية". ومن جانبها، أثارت صحيفة (الوطن) الانتباه إلى الأزمة التي يواجهها البلد وكتبت أن "المخطط الاقتصادي فشل تماما، والجزائر مرتنهة للواردات، والعائدات النفطية يتم إهدارها ولا تخدم التنمية بل تشجع شبكات الاستيراد المافيوية". وانتقدت الصحيفة، في مقال لها، أيضا "استشراء" آفة الرشوة، مضيفة أن "شخصيات وطنية وزانة لا تتردد في وصف الحالة التي يوجد عليها البلد بانتفاء الجمهورية ووجود دولة خارج المعايير ". وترى الصحيفة أن ما بعد 17 أبريل (موعد الانتخابات الرئاسية) "يحمل بوادر انفجار محتمل في ظل تفاقم الانقسامات داخل الجيش مع المخاطر التي قد تنجم عن ذلك".