نفت جماعة العدل والإحسان أن يكون عبد الواحد الهلالي الذي تم اعتقاله يوم الجمعة الماضي للاشتباه في انتمائه لعصابة دولية لتهريب المخدرات منتميا لها ، وجاء هذا النفي مباشرة بعد تسرب أخبار أمنية تفيد أن الشاب المعتقل هو شقيق نادية ياسين (الصورة) كريمة الشيخ عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان ومرشدها بالمغرب ، واعتبرت قيادات من داخل الجماعة أن أطرافا في الدولة تريد الزج بالعدل والإحسان في ملفات مفبركة الغاية منها تلطيخ صورتها وكبح جماح شعبيتها المتزايدة داخل المجتمع. "" تشويه لصورة الجماعة واستغرب فتح الله أرسلان عضو مجلس الإرشاد والناطق الرسمي باسم العدل والإحسان،في تصريح لوسائل الإعلام المغربية اليوم الثلاثاء إقحام نادية ياسين وجماعة العدل والإحسان في هذا الموضوع ، واعتبر ما جاء في بلاغ السلطات حول هذه الواقعة محاولة مغرضة وغير مشرفة ولا إنسانية هدفها تشويه صورة الجماعة والنيل من سمعتها ومن سمعة نادية ياسين ومواقفها القوية . وأوضح أن الشخص المعتقل ليس له أي ارتباط لا بالجماعة ولا بمرشدها ، فهو أخ نادية ياسين من والدتها ، ولم يسبق له أن كان منتميا للجماعة لا من قريب ولا من بعيد ، وتساءل قائلا : " أية مسؤولية لدى نادية ياسين في هذا الموضوع ؟؟؟ " . وأكد فتح الله أرسلان أن محاولة بعض المسؤولين توظيف هذه القضية لضرب الجماعة ووقف زحفها والحد من شعبيتها ستلقى نفس المصير الذي سبقته محاولات مماثلة . وحول الرد الرسمي للجماعة على هذه المحاولات قال فتح الله أرسلان : " نحن لا نلتفت إلى مثل هذه الأمور لولا أن وسائل الإعلام اتصلت بنا لمعرفة الحقيقة". عقاب على مقاطعة الإنتخابات حسن بناجح مدير مكتب الناطق الرسمي باسم الجماعة أفاد في تصريح لجريدة القدس العربي أن إقحام جماعة العدل والإحسان والحرص على ذكر اسم نادية ياسين في هذا الملف جاء في سياق الحملة المستمرة التي تشنها السلطات ضد الجماعة خاصة بعد موقف الجماعة من الانتخابات البلدية التي جرت يوم 12 يونيو الماضي ومقاطعة المواطنين لهذه الانتخابات بالإضافة إلى موقف الجماعة الذي جاء في بلاغ لمجلس الشورى تجاه الوضع في البلاد. وقال إن أحدا لا يستطيع أن يزعم إن المسؤولين الكبار في البلاد يأخذون بجريرة أبنائهم أو أفراد عائلاتهم. وكانت وسائل الإعلام المغربية نقلت عن بيان للدرك الملكي أن عضوا بارزا من شبكة دولية للمخدرات اعتقل يوم الجمعة في منطقة تطوان. وأضافت انه تم تحديد هويته بأنه شقيق نادية ياسين. وأوضح البيان أن السلطات توجهت لاعتقال عبد الواحد الهلالي 32) عاما) بعد أن اختطف عضوا في عصابة مخدرات منافسة لدوره في إفشال محاولة لتهريب عدة أطنان من الحشيش إلى أوروبا. وقالت مصادر أمنية أن امرأة تقدمت للشرطة في تطوان وأبلغتهم أن عصابة اختطفت زوجها بعد إفشاله محاولة تهريب للمخدرات باتجاه أوروبا وتبين أن زعيم العصابة التي قامت بعملية الاختطاف هو عبد الواحد الهلالي وهو أخ نادية ياسين من والدتها وهي مطلقة لمرشد جماعة العدل والإحسان وتقيم في مدينة طنجة شمال المغرب . يذكر أن جماعة العدل والإحسان تأسست في أبريل 1983 على يد الشيخ عبد السلام ياسين ، وتحولت مع مرور الوقت إلى أكبر التنظيمات الإسلامية والسياسية في المغرب، غير أن رفضها المتكرر القبول بالمشاركة في المؤسسات السياسية الرسمية من خلال الانتخابات وموقفها من الملكية ورفضها مسايرة النظام الحاكم في توجهاته بالمغرب، جعلها في صدام مستمر مع السلطات، هذه الأخيرة شنت خلال السنوات الماضية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الجماعة وشمعت عدة بيوت لقيادييها ، وحجبت مواقعها الإلكترونية ، ومنعت جملة من الأنشطة التي كانت مبرمجة في أجنداتها التربوية والسياسية . ومن المنتظر أن تستأنف يوم الخميس القادم محاكمة نادية ياسين المتهمة ب " المساس بالمؤسسات الملكية " على خلفية حوار صحفي يعود إلى 25 يونيو 2005 قالت فيه إنها تفضل شخصيا النظام الجمهوري على النظام الملكي.