اصطف القادة الديموقراطيون، الأحد، خلف الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أدائه السيئ خلال المناظرة، التي جمعته، الخميس الماضي، مع الرئيس السابق دونالد ترامب، في وقت نفى البيت الأبيض تقريراً أفاد باجتماعه مع عائلته لتقييم مستقبل ترشحه. وأعلن ديموقراطيون بارزون، بينهم الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، دعمهم الكامل لبايدن في خضمّ سيل من الشكوك ظهرت مؤخراً بين الأميركيين بشأن مدى قدرته على مواصلة حملته الانتخابية وصولاً إلى الرئاسة وما بعدها، فيما دعته افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" إلى الانسحاب. ويأتي الدعم الحزبي المتزايد لبايدن، البالغ 81 عاماً، في أعقاب أدائه المتعثر في مناظرته مع المرشّح الجمهوري، دونالد ترامب، إذ أبان عن تردّد وتلعثم متكرّر، فضلاً عن انقطاع تسلسل أفكاره، مما سلّط الضوء أكثر من أيّ وقت على المخاوف بشأن كبر سنّه. وقالت النائبة الديموقراطية نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة للبرلمان، أمس الأحد لشبكة "سي إن إن"، "لا يتعلّق الأمر بالأداء خلال المناظرة، بل بالأداء خلال الرئاسة". وأضافت "على جانب من الشاشة هناك النزاهة، وعلى الجانب الآخر هناك عدم الأمانة"، مكررة تصريحات صدرت من العديد من الشخصيات الديموقراطية، التي حاولت تحويل التركيز على أداء بايدن إلى "وابل الأكاذيب" التي أدلى بها دونالد ترامب خلال المناظرة. وحسب استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" بعد يومين على المناظرة، أعرب ثلاثة أرباع الناخبين عن اعتقادهم بأنّ بايدن يجب أن لا يترشّح للرئاسة، بينهم 46 في المئة من الديموقراطيين المستطلَعة آراءهم. وتوجّه بايدن وعائلته إلى منتجع كامب ديفيد الرئاسي في وقت متأخّر السبت، وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز" أنّه من المتوقع أن يقيّم مستقبل حملة إعادة انتخابه في ضوء أدائه خلال المناظرة. غير أنّ نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بايتس، أكد عبر منصة "إكس"، أنّ الرحلة كان مخطّطاً لها قبل المناظرة، مشكِّكاً في التقرير ومشيراً إلى أنّ القناة لم تسع للحصول على تعليق على هذه المسألة. "الديموقراطي الوحيد" أفاد معسكر بايدن بأنّه جمع 53 مليون دولار منذ المناظرة، بما في ذلك 26 مليون دولار من مانحين على مستوى القاعدة الحزبية. من جهته، قال السيناتور عن جورجيا رافاييل وورنوك، الأحد، لقناة "إن بي سي" إنّ بايدن "يجب ألا ينسحب على الإطلاق". وأضاف: "من واجبنا التأكّد من وصوله إلى خطّ النهاية في نوفمبر. ليس لمصلحته، ولكن لمصلحة البلد". وسعى بايدن، الجمعة، إلى التخفيف من حدّة الاعتراضات على أدائه خلال المناظرة، عبر خطاب ناري ألقاه في ولاية كارولاينا الشمالية وتعهّد فيه بمواصلة المعركة الانتخابية. وظهر إلى جانب زوجته جيل، التي دافعت عنه بشراسة بعد دعوات إلى انسحابه. وقال السيناتور الديموقراطي كريس كونز، الذي يمثّل ولاية ديلاوير مسقط رأس بايدن، الأحد، لشبكة "إيه بي سي": "على منصّة الحملة الانتخابية بولاية كارولاينا الشمالية رأيت جو بايدن قوياً وملتزماً وقادراً". وأضاف كونز "أعتقد أنّ أداءه كان ضعيفاً خلال المناظرة"، مشيراً إلى أنّه على الرغم من ذلك "قدّم دونالد ترامب أداءً مرعباً، إذ تحدّث بوضوح، ولكن ما قاله كان عبارة عن كذبة تلو أخرى". وأكّد أنّ بايدن "هو الديموقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترامب".