117 قاضية و182 قاضيا يؤدون اليمين القانونية لمباشرة عملهم ضمن سلك القضاء    مجلس النواب ينظم المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية    دوري أبطال أوروبا.. بنفيكا يعبر إلى ثمن النهائي على حساب موناكو    لاعب المغرب الفاسي حمزة الجناتي ينتقل إلى نادي السويحلي الليبي    حريق هائل يلتهم معمل أحذية بطنجة (بث مباشر)    وفاة شاب بعد سقوطه من فوق ممر تحت أرضي بطنجة    المغرب وتركيا يعززان تعاونهما في مجال أجهزة قياس السرعة    بايرن ميونيخ إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بهدف قاتل أمام سلتيك    تنظيم وقفة احتجاجية أمام بيت عضو جماعة العدل والإحسان بالجديدة أيت عمي في الذكرى السادسة لتشميعه    الكونفدرالية تصعد احتجاجاتها ضد مديرة المستشفى الجهوي لبني ملال وتطالب بإرجاع الحراس المطرودين بشكل تعسفي إلى عملهم    بعد التهديد بالرجوع إلى الشارع.. وزير التعليم يلتقي النقابات ويلتزم بتنفيذ "الاتفاقات"    طقس ممطر في توقعات اليوم الأربعاء    القضاء يوزع 32 عاما سجنا على المتهمين في قضية إطلاق النار بطنجة    ترامب يعلن عن إقالة مدعين عامين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    بحضور وزير الثقافة.. توقيع شراكة استراتيجية بين سلمى بناني وسفير فرنسا لتطوير البريكين    مونديال 2030.. نحو خلق لجان مشتركة من أجل توحيد العمل بين البلدان المنظمة    منتدى يستنكر تطرف حزب "فوكس"    بنصغير وطالبي يتألقان في "الأبطال"    رسميا.. افتتاح معبر جديد بين المغرب وموريتانيا.. يمر عبر السمارة، مرورًا بأمكالة، وصولًا إلى بئر أم قرين داخل الأراضي الموريتانية    أمن طنجة ينهي نشاط مروج المخدرات القوية والمؤثرات العقلية بحي "البرانص" (صور)    الماص ينفصل عن المدرب أكرم الروماني    الديوان الملكي بالأردن يكشف الحالة الصحية للملك عبد الله الثاني    لقجع ولوزان يتفقان على تشكيل لجان مشتركة لتنسيق التحضيرات لكأس العالم 2030    بعد تأجيلها.. تحديد موعد جديد للقمة العربية الطارئة    إغماء مفاجئ يُنقل بوطازوت من موقع التصوير إلى المستشفى    توقيف شخص مبحوث عنه بطنجة بحوزته كمية مهمة من الكوكايين    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    مصر تعلن إرجاء القمة العربية الطارئة بشأن غزة    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    في معقولية التفكير الفلسفي وطرافته التأويلية    القضاء الإداري يرفض طلب منع دخول وزيرة المواصلات الإسرائيلية للمغرب    دراسة تكشف عن ثلاثية صحية لإبطاء الشيخوخة وتقليل خطر السرطان    استراتيجيته "مطارات 2030" بالمغرب    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية :من أعلام الحركة الأدبية في سلا،نظرات في سيرة الشاعر أحمد السوسي التناني .    مجلس المنافسة يكشف عن ممارسات غير قانونية تضر بالسوق المغربي    حكومة بطولة محلية … قبل المونديال؟    واشنطن وموسكو تفتحان قنوات الحوار برعاية سعودية    إشادة بمبادرات الملك محمد السادس من المدير العام للإيسيسكو    ربطة العنق بين الشكل والرمز: قراءة في شيفرة الدبلوماسية    حماس تعلن الإفراج عن 6 أسرى إسرائيليين وتسليم 4 جثث ضمن صفقة تبادل الأسرى    ملك الأردن يخضع لجراحة ناجحة    السعرات الحرارية الصباحية تكافح اكتئاب مرضى القلب    بعد مراجعة رسمية.. أدوية الأورام والقلب تسجل انخفاضا في الأسعار    المؤتمر الوطني السابع للغة العربية يناقش موضوع السؤال اللغوي    الحسين اليماني: أرباح مرتفعة في سوق المحروقات وأسعار غير مبررة    أخنوش: المغرب مستعد لتقاسم تجربته في السلامة الطرقية مع إفريقيا    المغرب يبرز مؤهلاته السياحية في حملة ترويجية ببكين    طنجة : جمعية البوغاز تستعد لإطلاق النسخة الثانية من معرض السيارات    كامل داوود يواصل تألقه الأدبي بفوزه بجائزة "اختيار غونكور الصين" عن روايته "حوريات"..    تحديد مواقع أولية لتسع سفن غارقة من الحرب العالمية الأولى على سواحل الأقاليم الجنوبية    صعود الدرج أم المشي؟ أيهما الأنسب لتحقيق أهداف إنقاص الوزن؟"    الإصابة بالصداع النصفي .. الأعراض والتخفيف من الألم    فيروس "H5N1".. سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور تنتشر    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدون عنوان: الغلاء في الأسواق المغربية يضع "العيد الكْبير" في كفة الميزان
نشر في هسبريس يوم 14 - 06 - 2024

مناسبةٌ مميزةٌ ينتظرها المغاربةُ مرةً في السنة، تُفتحُ الأسواقُ لبضاعةٍ من نوعٍ خاص، أكباشٌ وأغنامٌ يتم تجهيزها طيلةَ العامِ خِصيصا لهذا اليوم.. عيدُ الأضحى. لكنَ العيدَ تحولَ من مناسبةٍ دينيةٍ إلى استهلاكيةٍ بامتياز.
هذه السنة لا حديثَ إلا عن غلاءٍ قَهر المواطنَ البسيط، أما الأسبابُ فتعددت واختلفت. هسبريس انتقلت إلى عددٍ من أسواقِ البلادِ، فكانت الكلمةُ مُوحدةً، توالي سنوات الجفاف كان له تأثيرٌ كبيرٌ على القطيع.
تكررت شكاوَى مربي وبائعي الأغنام: "الجفاف أدى إلى نقص إنتاج الأغنام، ناهيك عن غلاء الأعلاف بشكل مضاعف جدا".
وضعيةُ الأسواقِ اليومَ ليست وليدةَ اللحظة، فالإعدادُ لعيدِ الأضحى ينطلقُ قبلَ أشهرٍ طويلةٍ. مساراتٌ مُختلفةٌ تَسلكها الأُضحيةُ قبلَ الوُصولِ إلى المواطن. حاولنا تتبعَ هذا المسارِ، بدايةً من أول الخيط. قبل أسابيعَ زُرنا ضيعة فلاحيةَ تُزودُ عددا من بائعي الجُملة الذين يَنقلون الأضاحي للأسواق.
أحمد الراشيدي، مسير ضيعة فلاحية، قال إن عملية الإعداد لعيد الأضحى تتم عبر مراحلَ، بداية من اقتناء أضاحٍ صغيرةٍ، كان ثمنها مرتفعا هذا العام أكثر من السنوات الماضية، ما سيؤثر على ثمن بيعها.
وقال الراشيدي إن هذه الأغنام يتم تجهيزها طوال أسابيعَ طويلة، وتتطلب أعلافا ومتابعة بيطرية قبل بيعها بالجملة لمن سينقلها إلى الأسواق الوطنية، وزاد: "الكبش 'الصردي' مثلا يستهلك من 8 إلى 10 دراهم في اليوم، وبالتالي فمن يقتنيه له أيضا مصاريف ستؤثر على ثمن البيع النهائي".
وانتقلت الأغنامُ من مكان إلى آخر، وعند كل انتقالٍ يُرتفع ثمنها، فالسوق يتحكم فيها عددٌ من الفاعلينَ، كلهم لهم رغبةٌ في الربح، وقانونُ العرضِ والطلبِ هو الذي يظل مُتحكِمًا في الثمنِ النهائي .
عواملُ مُركبةٌ تتدخل في تحديد أسعارِ الأضاحي، وإن كان للجفافِ التأثيرُ الأكبر فالانتقاداتُ تطالُ أيضا سياساتِ تدبيرِ القطاع بشكلٍ عام، وسط ما يُسميها البعضُ أزمةَ لحومٍ حمراء.
وفي هذا الإطار تحدث بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، عن أن "المخطط الأخضر أعطى نتائج إيجابية في ما يتعلق بالمنتج المصدر، لكن في ما هو داخلي، وخاصة تربية المواشي، كان هناك تهميش غير مقصود"، مؤكدا أن "الأمر انعكس بشكل واضح، إذ تحولت عدد من ضيعات تربية المواشي إلى إنتاج الأفوكادو والفواكه الحمراء".
وأضاف الخراطي: "هي أزمة لحوم حمراء عاشها المغرب على مدى السنتين الماضيتين، ولا يمكن حلها إلا بعد مرور خمس سنوات على الأقل".
وانطلقت قبلَ أشهرٍ عمليةُ ترقيمِ المواشي المعروضةِ في الأسواق، التي خضعت لمراقبةٍ من قبلِ مصالحِ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية؛ فيما أكدت الحكومةُ أكثرَ من مرةٍ أن العرضَ المتوفرَ من الأضاحي يفوقُ الطلبَ بكثير، كما أكدت أن الحالةَ الصحيةَ للقطيعِ الوطني جيدةٌ، بفضل التتبع والمراقبة الصحية وحمايته من الأمراض المعدية؛ فعمليات مراقبة الأعلاف والأدوية البيطرية المستعملة في تغذية أضاحي العيد بلغت أزيدَ من ألفٍ وأربعِ مائة عمليةٍ إلى نهايةِ ماي الماضي.
وأوصى خالد بلفلاح، طبيب بيطري بالمصلحة البيطرية لسيدي سليمان، التابعة ل"أونسا"، بضرورة اقتناء الأضاحي التي تم ترقيمها وتحمل حلقة صفراء، موردا: "تتم عملية ترقيم الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى باستخدام حلقة بلون أصفر تحمل رقما تسلسليا وحيدا لكل حيوان، بالإضافة إلى عبارة عيد الأضحى. هذه العملية تمكن المواطن من اقتناء أضحية مرقمة يمكن تتبع مسارها عند الضرورة".
وأشار بلفلاح إلى أنه "مع اقتراب عيد الأضحى يقوم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بتعزيز المراقبة التي تشتمل بالخصوص على مراقبة جودة مياه الأضاحي، وجودة الأعلاف، والماشية، وكذلك الأدوية المستعملة في وحدات التسمين؛ بالإضافة إلى مراقبة تنقلات فضلات الدجاج التي تتم عبر ترخيص من طرف المصالح البيطرية".
وتتحدثُ وزارةُ الفلاحة عن احتمال أن يصل العرضُ الوطنيُ من الأضاحي هذه السنة إلى سبعة فاصلة ثمانية ملايين رأس، منها ستة فاصلة ثمانية ملايين رأس من الأغنام، ومليون رأس من الماعز؛ في حين أن الطلب المرتقب يقدر بحوالي ستةِ ملايينِ رأسٍ، منها خمسة فاصلة أربعة ملايين من الأغنام وستُ مائة ألف من الماعز.
ووصل الاستيراد من الخارج إلى أربعِ مائة وخمسين ألف رأس بنهاية ماي الماضي، في وقت تطمح الوزارة إلى استيراد ما يصل إلى ستِ مائة ألف رأس للرفع من العرض والاستجابة للطلب والتخفيف من الضغط على الماشية الوطنية؛ على أن تتزايد هذه الأرقام خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا الإطار قال محمد جدري، خبير اقتصادي، إن "عيد الأضحى يأتي في سياق مختلف، لأن المغرب يعاني من موجة تضخمية منذ أبريل 2021، أثرت بشكل كبير على مجموعة من السلع أو مجموعة من الخدمات، وبالتالي حتى القطيع الحيواني تدهور بشكل كبير منذ سنة 2022".
وتابع جدري: "العرض من القطيع الحيواني لا يوازي الطلب بالنسبة للسوق المحلية، وهو ما جعل الحكومة تتجه للمرة الثانية على التوالي إلى استيراد مجموعة من الأكباش من الخارج"، معتبرا أن "هذه السنة ستكون هناك زيادة ما بين 500 و700 درهم في الأضحية".
مناسبة استهلاكية رئيسية تترتب عليها تحملات مالية مهمة، فبحسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط تمثل أضحية عيد الأضحى حوالي ثلاثين بالمائة من إجمالي النفقات السنوية للأسر المغربية المخصصة لاستهلاك اللحوم، ويقدر متوسط الاستهلاك السنوي للأسر المغربية من اللحوم بمختلف أنواعها بمائة وواحد وأربعين كيلوغراما، منها خمسة وخمسين فاصلة ثمانية كيلوغرام من اللحوم الحمراء. ويبلغ متوسط كمية اللحوم المستهلكة من أضحية عيد الأضحى حوالي واحد وأربعين بالمائة من الكمية السنوية من اللحوم الحمراء التي تستهلكها الأسر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.