لا تنفرد الأغنام بأسواق بيع الأضاحي بالمغرب، بل يلقى الماعز أيضا إقبالا كبيرا من طرف عدد من المواطنين، حتى أن الإقبال عليها لا يقتصر فقط على سكان المناطق المعروفة بتربية هذا النوع من المواشي. ويعود ذلك إلى أن عددا من المغاربة يقتنون الماعز بالنظر إلى منافعه الصحية. فكيف هي وضعية سوق الماعز خلال هذا العام؟ تشهد أسواق الماعز خلال هذه الفترة التي تسبق موعد عيد الأضحى، ارتفاعا في الأسعار، على غرار باقي أنواع المواشي. وفي سياق ذلك، أوضح محمد الجبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي، أن أسعار الماعز تشهد ارتفاعا خلال هذه الفترة التي تسبق موعد عيد الأضحى، بعدما تراوحت هذه الزيادة بين 500 و800 درهم عن كل رأس من الماعز، بالمقارنة مع السنة الماضية. وأبرز الجبلي، في تصريح صحفي، أن أسعار الماعز خلال هذا العام تبدأ من 1500 درهم للرأس، حيث تقدر الزيادة التي عرفتها هذه المواشي بنسبة 50 في المائة، بسبب عوامل الجفاف وارتفاع كلفة الإنتاج. وقال إنه بالرغم من أن تربية الماعز ترتكز على الرعي، إلا أن هذه المواشي تعد من بين اللحوم المرتفعة الثمن، نظرا لكون المناطق الجبلية التي تشتهر بهذا النوع من الإنتاج تشهد تدهور المجالات الرعوية بسبب تداعيات قلة الأمطار، وهو ما انعكس سلبا على المربين. وأفاد المصدر المهني أن الإنتاج الوطني من الماعز، خلال هذا العام، جد ضد ضعيف، بالمقارنة مع السنوات السابقة، لافتا إلى أنه بالرغم من ذلك لم يتم اللجوء إلى الاستيراد، بالنظر إلى أن الطلب عليه لا يتجاوز نسبة 10 في المائة خلال فترة عيد الأضحى، في حين يبقى الرهان هو تأمين أسواق الأغنام لسد الطلب. وتستهلك مناطق الأطلس المتوسط هذا النوع من اللحوم، خلال فترة عيد الأضحى، بشكل كبير بنسبة 90 في المائة من الإنتاج السنوي، بحسب المصدر المهني، بينما تستهلك باقي المناطق المغربية نسبة 10 في المائة فقط؛ إذ يقتصر استهلاكه على الفئات التي تبحث عن اللحوم التي لا تحتوي على نسبة عالية من الذهنيات. من جانبه، أوضح عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء بالجملة ونائب رئيس الفيدرالية البيهنية للحوم الحمراء، أن أسعار الماعز جد مرتفعة الثمن خلال هذا العام، لافتا إلى أن هذا النوع من اللحوم الحمراء يعد الأغلى سعرا، بحيث يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد 120 درهما. وأوضح رامو، في تصريح صحفي، أن العرض الوطني من الماعز غير كاف خلال هذه الفترة، بالنظر إلى أن المشاكل التي كانت قد مست سوق الأغنام والأبقار لم تستثن أسواق الماعز، لافتا إلى أنه بالرغم من ذلك فإن غالبية المغاربة يفضلون اقتناء الأكباش عوضا عن الماعز. وجدير بالذكر أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، كان قد كشف أن الاستعدادات لعيد الأضحى تجري في ظروف جيدة، وأن عملية ترقيم الأغنام وصلت إلى 3,4 مليون رأس، معتبرا أن الإشكال لا يتجسد في أعداد القطيع، وإنما في ارتفاع كلفة الإنتاج بسبب غلاء الأعلاف. وأوضح صديقي، خلال ندوة صحافية عقدها يوم الجمعة 05 ماي، على هامش فعاليات الدورة 15 للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، أن الرهان الحقيقي يتجلى في الحفاظ على القطيع الوطني، خاصة الحفاظ على النعاج، التي تعتبر "دينامو" تكاثر قطعان الأغنام. وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد كشفت، في بلاغ لها، في نهاية أبريل، أن عدد الوحدات المحتملة لتسمين وتحضير الأغنام والماعز لمناسبة العيد حوالي 214000 وحدة.